توفي الفيلسوف الليبي نجيب الحصادي بعد معاناة مع المرض.

غيب الموت نجيب الحصادي فيلسوف العقل والعدالة الفكرية، بعد صراع قصير مع المرض، تاركًا أثرًا واضحًا في المشهد الفلسفي العربي ومجتمع الفكر النقدي.
أعلنت أسرة المفكر نجيب الحصادي، صباح الخميس 3 تموز/ يوليو 2025، وفاته في الأردن بعد معاناة قصيرة مع سرطان الرئة.
وأكد نجله، طه الحصادي، أن الجثمان وصل إلى مدينة بنغازي حيث يُوارى الثرى في مقبرة الهواري. الفقيد بدأ رحلة علاجه منذ أيار/ مايو الماضي، إلا أن المرض لم يمهله طويلاً.
ولد نجيب المحجوب عبدالرحمن الحصادي في مدينة درنة العام 1952، وتخرّج في قسم الفلسفة بالجامعة الليبية العام 1973، ثم واصل دراسته العليا في الولايات المتحدة، حيث نال الدكتوراة من جامعة ويسكونسن–ماديسون العام 1983، عن أطروحته التي تناولت نقد تصور تومس كون في العقلانية العلمية. ومنذ ذلك الوقت، ظل اسمه حاضرًا كأحد أبرز الأصوات المدافعة عن المنطق والعقل والإنصاف في الساحة الفكرية الليبية والعربية.
شغل الحصادي عدة مناصب أكاديمية، من بينها رئاسة قسم الفلسفة بجامعة قاريونس، وقسم الفلسفة بجامعة الإمارات، ورئاسة المركز الوطني للترجمة في ليبيا منذ العام 2013، كما كان رئيسًا للجمعية الفلسفية الليبية، وعضوًا فاعلًا في منتدى الفكر العربي ومجمع اللغة العربية الليبي.
قدم عشرات المؤلفات التي شكّلت رافدًا مهمًا في المنطق وفلسفة العلم والتفكير النقدي، من أبرزها: «أوهام الخلط»، «الريبة في قدسية العلم»، «كتاب الأغاليط»، «نوستالجيا»، «يمشي على مهل ويسبقنا»، و«حساسات التفكير الناقد».
كما أسهم في صياغة التصورات الثقافية لمستقبل ليبيا، من خلال دوره في لجان رؤية ليبيا 2025 و2040، وأسهم كمستشار في مشروعات العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية.