نتنياهو يلتزم بإعادة جميع “المخطوفين” في غزة، فيما بن غفير يسعى لتفشيل أي اتفاق لوقف إطلاق النار.. والمآسي تتواصل.

نتنياهو يلتزم بإعادة جميع “المخطوفين” في غزة، فيما بن غفير يسعى لتفشيل أي اتفاق لوقف إطلاق النار.. والمآسي تتواصل.

غزة – (أ ف ب) – تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعادة جميع “الرهائن” الذين ما زالوا محتجزين في غزة حيث أعلن الدفاع المدني استشهاد 73 شخصا الخميس بنيران إسرائيلية.
ويواجه نتنياهو ضغوطا شديدة لإعادة الرهائن بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إسرائيل وافقت على وقف لإطلاق النار مع حماس لمدة 60 يوما من شأنه أن يقود إلى الإفراج عنهم.
وقال نتنياهو لسكان كيبوتس نير عوز حيث خطف معظم الرهائن في هجوم حماس عام 2023 الذي أشعل الحرب “أنا ملتزم التزاما عميقا، أولا وقبل كل شيء، بضمان عودة جميع رهائننا، جميعهم من دون استثناء. لا يزال هناك عشرون على قيد الحياة، وهناك أيضا من قُتلوا، وسنعيدهم جميعا”.
وتأتي زيارة نتنياهو قبل أيام من توجّهه إلى واشنطن للقاء ترامب الذي قال الخميس إنه يريد “الأمان” لسكّان غزة.
ولدى سؤاله عمّا إذا كان ما زال يريد أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على القطاع الفلسطيني كما سبق أن أعلن في شباط/فبراير، قال ترامب “أريد للناس في غزة أن يكونوا بأمان، هذا هو الأهمّ”، وتابع “أريد الأمان للناس في غزة، لقد مرّوا بجحيم”.
في المقابل يتمسك قادة إسرائيل بهدفهم القضاء على حماس رغم إعلان الحركة أنها تبحث مقترحات جديدة من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار.
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير الأربعاء “دعونا نُنه المهمة في غزة. يجب أن نُسقط حماس، ونحتل قطاع غزة، ونشجع على نقل” الفلسطينيين إلى خارج القطاع.
– توسيع العملية الإسرائيلية –
وسّعت إسرائيل مؤخرا عملياتها العسكرية في قطاع غزة حيث تسبب الحرب بظروف إنسانية مأسوية وأدت إلى نزوح جميع سكان القطاع تقريبا البالغ عددهم أكثر من مليونين.
ولجأ العديد منهم إلى المدارس لكنها تعرضت لهجمات إسرائيلية متكررة يقول الجيش إنها تستهدف عناصر حماس المتوارين في أوساط المدنيين.
وأعلن الدفاع المدني في غزة الخميس استشهاد 73 شخصا في غارات إسرائيلية في القطاع، بينهم 15 غالبيتهم من النساء والأطفال، سقطوا في استهداف مدرسة تؤوي نازحين في حي الرمال.
كما أن بينهم 38 شخصا كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات إنسانية في ثلاثة مواقع مختلفة في وسط وجنوب غزة، فضلا عن طفل استشهد بقصف نفذته مسيرة في جباليا شمالا.
من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف “عنصرا إرهابيا أساسيا في حماس كان يعمل في مركز قيادة وسيطرة لحماس في مدينة غزة”، مؤكدا أنه اتخذ قبل الغارة “خطوات للحد من خطر إيذاء مدنيين”.
ولم يعلّق الجيش الإسرائيلي على باقي الضربات التي استهدفت مختلف أنحاء القطاع الخميس.
وقال لفرانس برس إنه يعمل على “تفكيك إمكانات حماس العسكرية”.
وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في رسالة في وقت لاحق أن الجيش يرفض السماح للدفاع المدني بدخول ثلاثة أحياء في المدينة حيث قال إن أشخاصا علقوا تحت الركام.
ولم يرد الجيش بعد على طلب فرانس برس الحصول على تعليق على هذا الاتهام.
– “ليست حياة” –
في موقع المدرسة المستهدفة في حي الرمال، أظهرت لقطات لفرانس برس مبنى مؤلفا من طابقين كتب اسم المدرسة على إحدى واجهاته، فيما تدلت ملابس وأغطية على الجدران. وكان أطفال يتنقلون بين أكوام من الملابس والمقتنيات المحترقة التي يتصاعد منها الدخان. كذلك، عمل شبان على رفع الركام والأثاث المحترق.
وقالت أم ياسين أبو عودة التي فقدت زوجة شقيقها “هذه ليست حياة، إما أن يقصفونا بقنبلة نووية وينتهي الأمر أو يصحو ضميركم”. وأضافت “تعبنا، عامان ونحن في الجهاد، جهاد لقمة العيش”.
وأفاد الدفاع المدني بأن 25 شخصا استشهدوا وسط القطاع الى الشمال من محور نتساريم، حيث مركز توزيع يتبع لـ”مؤسسة غزة الانسانية”، و7 آخرين في منطقة الشاكوش شمال غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، و6 أشخاص استشهدوا في شارع صلاح الدين جنوب منطقة جسر وادي غزة وسط القطاع.
وتنشط “مؤسسة غزة الإنسانية” منذ أواخر أيار/مايو، بعدما منعت إسرائيل مدى شهرين دخول الإمدادات. لكن عملياتها تشهد فوضى مع تقارير شبه يومية عن وقوع قتلى بنيران إسرائيلية في صفوف أفراد ينتظرون تلقي مساعدات.
وترفض وكالات الأمم المتحدة وغالبية المنظمات الإنسانية التعاون مع هذه المؤسسة المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، مع التشكيك في آليات عملها ومبادئها، معتبرة أنها تخدم الأهداف العسكرية للدولة العبرية.
لكن “مؤسسة غزة الانسانية” تشدد على أنها لن توقف نشاطاتها في القطاع على رغم مطالبة منظمات دولية بذلك، وتكرر نفي مقتل فلسطينيين في مراكزها.
اندلعت حرب غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل وأسفر عن مقتل 1219 شخصا في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا في هجوم عام 2023، لا يزال 49 محتجزين في غزة، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وردّت إسرائيل بإحكام الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة وشن حرب مدمّرة استشهد فيها 57130  شخصا غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.