الأسواق الأوروبية تسجل ارتفاعًا طفيفًا وسط غموض تجاري وتنبيهات بشأن زيادة الرسوم الجمركية

لندن-راي اليوم
سجلت الأسهم الأوروبية ارتفاعًا طفيفًا في تعاملات اليوم الثلاثاء، 1 يوليو/تموز 2025، وسط استمرار حالة عدم اليقين التي تخيّم على مفاوضات التجارة العالمية، لا سيما مع اقتراب الموعد النهائي للمحادثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية.
فقد ارتفع مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.2% ليصل إلى 542.42 نقطة بحلول الساعة 07:08 صباحًا بتوقيت غرينتش، وسط تباين في أداء القطاعات والأسواق.
توتر المستثمرين مع اقتراب المهلة الأميركية
تُبقي حالة الترقب المحيطة بالموعد النهائي في 9 يوليو/تموز، والمتعلّق باتفاقيات التجارة مع الولايات المتحدة، المستثمرين في حالة من الحذر. ويخشى المتداولون من تداعيات الرسوم الجمركية المحتملة على النمو الاقتصادي العالمي، في ظل توتر واضح في الأجواء.
وفي هذا السياق، عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم أمس الإثنين، عن خيبة أمله إزاء سير مفاوضات التجارة مع اليابان، بينما حذّر وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت من أن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى فرض رسوم جمركية أعلى على دول أخرى رغم استمرار المفاوضات.
الاتحاد الأوروبي يفتح باب المفاوضات
من جهته، يبدو الاتحاد الأوروبي منفتحًا على اتفاق تجاري يتضمن رسوماً جمركية شاملة بنسبة 10% على عدد من صادراته، لكنه يسعى بالمقابل إلى الحصول على تخفيضات في الرسوم الأميركية على قطاعات رئيسية. ومن المقرر أن يجري المفوض التجاري الأوروبي جولة جديدة من المفاوضات في واشنطن خلال هذا الأسبوع، بهدف تفادي تصعيد تجاري جديد.
أداء القطاعات الأوروبية
على صعيد القطاعات، تصدّرت أسهم شركات المرافق العامة المكاسب، حيث ارتفعت بنسبة 0.9%، في حين تراجعت أسهم شركات الإعلام بنسبة 0.6%، في ظل تباين الثقة في القطاع الإعلامي الأوروبي.
وفي تطوّر آخر، أعلنت شركة رينو الفرنسية عن تسجيل خسائر بنحو 9.5 مليار يورو (11.2 مليار دولار) نتيجة حصتها في شركة “نيسان موتور” اليابانية خلال النصف الأول من عام 2025، مما أدى إلى تراجع سهمها بنسبة 1.2%.
لاجارد: الضبابية مستمرة
من المنتظر أن تشارك رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد اليوم الثلاثاء في منتدى البنك المركزي الأوروبي في البرتغال، إلى جانب عدد من كبار رؤساء البنوك المركزية، ومن بينهم رئيس مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي.
وأكدت لاجارد، في تصريحات يوم أمس، أن الضبابية ستبقى سمة أساسية للاقتصاد العالمي في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى التحديات الهيكلية التي تواجه الأسواق وسط اضطرابات سلاسل الإمداد، والتوترات الجيوسياسية، وعدم وضوح السياسات النقدية المستقبلية.
مؤشرات أخرى إيجابية
ورغم الأجواء المشحونة، أظهرت البيانات أن معدل البطالة في ألمانيا انخفض إلى 6.3% خلال شهر يونيو، وهو ما جاء أفضل من التوقعات، ما يشير إلى بعض التحسن في أكبر اقتصاد أوروبي رغم التحديات الخارجية.
وبين الترقب الحذر والتقلبات العالمية، تظل الأسواق الأوروبية في وضع انتظار، حيث تلعب التحركات السياسية والتجارية دورًا محورياً في رسم خارطة طريق المرحلة القادمة للأسواق.