غصن الحرب: رواية سينمائية مكثفة للكاتب اليمني حميد عقبي” يمكن إعادة صياغته إلى: “فرع من النزاع: رواية سينمائية غنية للكاتب اليمني حميد عقبي

باريس – الرباط ـ “راي اليوم”:
رواية قصيرة بحجم (100 كلمة × 50 فصل) مشيّدة بلغة شعرية مشهدية، مضمخة بالأسى والدهشة غُصنٌ للحرب واحدة من سبع عشرة رواية كتبها حميد عقبي عن الحرب اليمنية.
رواية غُصنٌ للحرب هي تجربة سردية تجريبية مكثفة ومجزأة، كتبها المخرج والروائي اليمني حميد عقبي ـ المقيم في فرنسا. تتكوّن من خمسين فصلًا لا يتجاوز كلٌّ منها مئة كلمة، إلا أنها تسلك رغم قصرها الظاهري مساراتٍ شاسعة، وتغتني برموز كثيفة، حيث تتقاطع مشاهد الرعب بالأسطورة، والحنين بتشكُّل وهدم العوالم الميتافيزيقية، في فضاء سرديّ بصريّ، مجازيّ، وسينمائيّ الطابع، تتمازج فيه الفنون: من الموسيقى إلى السينما، ومن الرسم إلى النحت.
صدرت الرواية في العاصمة المغربية الرباط عن شبكة أطياف للنشر والترجمة التي يديرها الشاعر اليمني د. أحمد الفلاحي.
تدور الرواية حول شخصية الراوي/البطل، الممزق نفسيًا ووجوديًا تحت وطأة الحرب والفقد، والذي ينطلق في رحلة غرائبية، ترافقه خلالها كائنات رمزية كالفراشة، وخمبابا، ومخلوقات أسطورية أخرى، في مواجهات داخلية وخارجية تعكس قلق الذات، واغترابها عن الوطن، وهشاشتها أمام الذاكرة.
يتكرر حضور الأم، والحنين إلى اليمن، تحديدًا إلى مدينة “بيت الفقيه” الطفولية، بوصفها شيفرات دالّة على الأصل والهوية. فيما مشاهد الهدم وإعادة التكوين تمثل لحظات تطهير، تقود إلى “اللحظة الكاثارسيسية” في النهاية: حيث يستعيد البطل اسمه، وصوته، ومدينةً كان قد نُفي عنها طويلًا.
الرواية مشيّدة بلغة شعرية مشهدية، مضمخة بالأسى والدهشة، وتعتمد التكثيف والإيحاء بدلًا من التوضيح، مما يجعلها أقرب إلى فيلم سينمائي مشوّق منها إلى رواية تقليدية. يتعانق فيها الذاتي بالجمعي، ويتحوّل الألم والخيال إلى وسائل للبقاء، وللمقاومة، وللتجدّد.
غُصنٌ للحرب واحدة من سبع عشرة رواية كتبها حميد عقبي عن الحرب اليمنية؛ عن ما تخلّفه في النفس من شروخ، وما ينجو منها بالفن. حيث كل ندبةٍ جملة، وكل حلم مهشم فصل، وكل فراشة تطير من قلب الخراب، تحمل عطر الأم، وصوت الوطن، وضوءًا خافتًا لليمن — الاسم الذي يُوشك أن يُنساه العالم، ويحاول عقبي أن يستعيده في كل ما يكتب، ويرسم، ويهذي به في شعره ونثره.