تصوير فيلم إيطالي في طنجة: مشاهد مثيرة للجدل أمام سكان المدينة المتضامنين مع غزة تثير نقاشات أخلاقية

تصوير فيلم إيطالي في طنجة: مشاهد مثيرة للجدل أمام سكان المدينة المتضامنين مع غزة تثير نقاشات أخلاقية

الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني:

أثار مشهد من فيلم سينمائي إيطالي يُصور حالياً في ساحة 9 أبريل بمدينة طنجة، شمال المغرب، موجة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر قبلة بين بطلي العمل وسط فضاء عام، وهو ما اعتبره عدد من النشطاء تصرفاً مستفزاً للخصوصية الثقافية والدينية لمدينة مغربية محافظة.

 

يرى البعض أن المشهد لم يكن بريئاً، خاصة مع تداول عدة فيديوهات تظهر نفس القبلة بين نفس الممثلين في أماكن مختلفة من المدينة، ما أثار التساؤلات. وهناك من رأى أن أيادٍ خارجية لاثارة الفتنة وسط المجتمع المحلي، يأتي ذلك في وقت تميزت فيه طنجة بمواقفها القوية في التضامن، حيث كانت من بين أكثر المدن عالمياً التي شهدت نزولاً حاشداً إلى الشوارع لدعم فلسطين وقطاع غزة، بالإضافة إلى تظاهرات مؤيدة لإيران ضد العدوان الإسرائيلي.
وصف أحد النشطاء المشهد بقوله: “قبلة في قلب طنجة بالمغرب تثير الاستفزاز أكثر من كونها تعبيراً فنياً. لقد تحولت ساحة 9 أبريل، ذات الرمزية التاريخية، إلى مسرح علني لمشاهد توحي بالرذيلة وتُعرض جهاراً نهاراً، تحت غطاء سينمائي يدّعي تناول الصراعات العاطفية والحميمية، في تجاهل تام لحرمة الفضاء العام وخصوصية المدينة المحافظة.”

 

 

الفيلم، الذي يُشرف على إخراجه الإيطالي المعروف غابرييلي موتشينو، ويضم نجوماً بارزين مثل ستيفانو أكورسي، مريام ليوني، كلاوديو سانتاماريا وكارولينا كريشنتيني، لم يُكشف بعد عن اسمه الرسمي، ويجري تصويره على مدى ثمانية أسابيع بين طنجة وروما، في إطار عمل درامي يستعرض تشابك العلاقات الإنسانية وما تحمله من صراعات وجدانية.

 

 

ووفق ما أعلنته الشركة المنتجة، يتناول الفيلم موضوعات متعددة تتعلق بالعلاقات بين الجنسين، والأمهات وبناتهن، مع التركيز على تلك اللحظات الفاصلة التي تقلب مجرى الحياة، ووصفت العمل بأنه “رحلة سينمائية جديدة بين ضفتي المتوسط”. كما نشرت صورة جماعية لفريق العمل احتفاءً بانطلاق التصوير.

 

 

وكتب ناشط آخر في تدوينة لاذعة: “في خضم حرارة الصيف الملتهبة، يفاجئنا البطل الإيطالي بقبلة طويلة وحارة في قلب طنجة، أدهشت المارة وزادت المشهد اشتعالاً فوق اشتعال، في لقطة وُصفت بأنها تتجاوز حدود اللياقة والذوق العام. عن مشهد مثير أحدثكم، مشهد قُدم لسكان طنجة على طبق من ذهب، من ساحة مكتظة وأمام أعين الجميع، لتُعرض عليهم واحدة من مشاهد الحميمية المبالغ فيها، أقرب إلى ما يُعرض في الأفلام الإباحية – أو لنقل، كي نستعير لغة معتدلة، من مقدمات الأفعال الجنسية، لعل مجلسنا العلمي يستسيغ الوصف.”
وأضاف مستنكراً: “يسمحون بمشاهد المجون والرذيلة باسم حرية التعبير، ويضيّقون على المظاهر الدينية والشعائر بذريعة الحفاظ على المصلحة العامة. فأي منطق هذا؟ وأين علماؤنا من كل ما يجري؟”

 

 

من جانبه، تقاسم الممثل ستيفانو أكورسي عبر خاصية “الستوري” بموقع إنستغرام، مقاطع مصورة لمدينة طنجة ليلاً من زوايا مرتفعة، تُسمع فيها أصوات الأذان، وهو ما أضفى على اللقطات طابعاً روحياً لاقى إعجاب متابعيه.
لكن رغم الإشادة بجمال المدينة وحضورها البصري في الإنتاجات العالمية، عبّر العديد من النشطاء المحليين عن امتعاضهم من بعض المشاهد، معتبرين أنها لا تعكس احتراماً كافياً لهوية طنجة وقيم ساكنتها، وداعين الجهات المختصة إلى تشديد الرقابة على الأعمال الفنية التي تُصور في الفضاءات العمومية.