ندبة مؤلمة في ضمير مصر: مصرع 18 فتاة في حادث سير مروع خلال عودتهن من جني العنب، وسط أجواء من الحزن والغضب ورجل السيسي يواجه العاصفة.

ندبة مؤلمة في ضمير مصر: مصرع 18 فتاة في حادث سير مروع خلال عودتهن من جني العنب، وسط أجواء من الحزن والغضب ورجل السيسي يواجه العاصفة.

 

 

القاهرة – “رأي اليوم “:
في واحدة من أسوأ حوادث الطرق، لقي 18 فتاة مصرعهن إضافة إلى سائق الميكروباص على الطريق الإقليمي بالمنوفية، بعد اصطدام
 شاحنة نقل بحافلة الفتيات العاملات المكافحات من أماكن سكنهن في قرية كفر السنابسة، بمحافظة المنوفية، إلى مكان عملهن في جني العنب في دلتا النيل، على بعد 100 كيلومتر شمال العاصمة القاهرة.
الحادثة المؤلمة جاءت لتزيد أوجاع المصريين حزنا إلى حزنهم.
شيخ الأزهر نعى ببالغ الحزن والأسى، فتيات قرية كفر السنابسة التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، اللائي لقين ربهنَّ في حادثٍ أليمٍ أدمى القلوب، وقع أمس على الطريق الدائري الإقليمي، وأسفر عن وفاة 18 فتاة وسائق، وإصابة أخريات.
وأعرب شيخ الأزهر عن خالص تعازيه لأهالي القرية وأسر بناتنا اللائي ارتقين في هذا الحادث الأليم، وخالص عزائه لأسرة السائق، داعيًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار هذه الحوادث.

 

 

الحادثة المؤلمة كان لها توابع غاضبة لا تزال مستمرة حتى كتابة هذه السطور.
الإعلامي عمرو أديب كان أحد الغاضبين، فقال بملء فيه :
“أنا مش مكبر الموضوع صغّره انت.. فين المسؤولين؟ ما شفتش بيان تعاطف.. عاوزكم وقت الزعل مش الفرح.
حس لو ده عيل من عيالك أو بنت من بناتك.
تعاطف. زور الناس روح القرية.”.

من جهتها أصدرت الأسرة الصحفية بمحافظة المنوفية بيانا أعربت فيه عن بالغ الحزن والأسى إزاء الحادث المروّع الذي شهدته إحدى قطاعات الطريق الإقليمي، والذي أسفر – للأسف الشديد – عن سقوط عدد من الضحايا بين قتيل ومصاب، في مشهد يتكرر بصورة مأساوية باتت تؤرق الضمير المجتمعي وتُنذر بعواقب وخيمة.
وعبر البيان عن القلق البالغ من استمرار نزيف الدم على هذا الطريق الحيوي، الذي تحوّل – رغم أهميته – إلى نقطة سوداء في خريطة السلامة المرورية بمحافظتنا.
وجاء في البيان أن الأرواح التي تُزهق ليست أرقامًا، بل أبناء وأسر تُفجع يومًا بعد يوم.

وناشد البيان كافة الأجهزة المعنية، وعلى رأسها وزارة النقل، والإدارة العامة للمرور، ومحافظة المنوفية، بسرعة التدخل ووضع حلول عملية وفعّالة، تضمن سلامة مستخدمي الطريق وتمنع تكرار هذه الحوادث المأساوية، سواء من خلال الإسراع في استكمال أعمال التطوير الجارية، أو بتكثيف الرقابة، وتطبيق القانون بحزم على المخالفين، وتحقيق الأمان المروري لكل مستخدمي الطريق.
في ذات السياق قال  د. عبد الواحد عثمان الأستاذ بكلية الطب  إن الحزن فعلا يملأ القلوب لفقدان فتيات صغيرات السن لحياتهن في مقتبل عمرهن .
وأضاف متسائلا: هل لا يكفي الطبقة الوسطي وخاصة الطبقة الدنيا منها أو الطبقة الفقيرة من معاناة مع أوضاع اقتصادية صعبة وغلاء لا يتوقف، حتي يلاحقهم الموت؟
وتابع قائلا: ” فتيات صغيرات السن مكانهم الطبيعي الجامعات والأحلام ،والتمتع بجمالهن وشبابهن . ولكن لا توجد كلمات تعبر عن المأساة المتكررة ..مجتمعاتنا المحافظة بطبيعتها تضطر ترسل فتيات صغيرات للعمل حتي يساعدوهم فقط أن يكونوا أحياء علي سطح الحياة “.

واختتم مطالبا بإيجاد حلول لتلك الحوادث المتكررة ويكون هناك مشروع قومي للسيطرة علي حوادث الطرق وتشريعات قوية لمعاقبة المتسببين فيها ودراسة الظاهرة بشكل جاد وإيجاد حلول .
الأديب عباس منصور يرى أن شهداء لقمة العيش في كفر “السنابسة” ندبة عميقة في ضمير شعب مصر.
من جهته قال الكاتب سمير درويش إن  الفريق كامل الوزير (رجل السيسي القوي المرشح رئيسا للوزراء) جاء وزيرًا للنقل عقب حادث قطار محطة مصر في 27 فبراير 2019، الذي أسفر عن وفاة 21 شخصًا وإصابة 52 آخرين، وتسبب في استقالة الوزير هشام عرفات استجابة للضغط الشعبي.
ويضيف أنه  طوال السنوات الست الماضية، حدثت حوادث قطارات وحوادث طرق مروعة، رغم أن الدولة استدانت وأنفقت مليارات الجنيهات والدولارات على مرفق النقل، حوادث في سوهاج وطوخ وقليوب والمنوفية والجلالة.. وغيرها، ولم يستقل الفريق كامل الوزير ولم يُقل، بل ترقى ليصبح وزيرين معًا، ونائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية.

 

 

 

 

 

 

 

ويختتم ساخرا:  “رئيس الوزراء الذي أقال هشام عرفات هو نفسه رئيس الوزراء الحالي، لا شيء تغير إلا اسم الوزير.. كامل الوزير”.
في سياق الغضب قال د. رضا عبد السلام محافظ الشرقية الأسبق إن حادث “فتيات العنب” يُدمي القلبلمن كان له قلب.
وطالب عبد السلام بتحقيقات ثم “البتر”! من جهتها قالت د. سلوى شمس إن حادثة مصرع الفتيات مأساة إنسانية واقتصادية عميقة ، مشيرة إلى أن  الفتيات اللائي فقدن حياتهن في الحادث كانت أعمارهن بين 13 و20 عامًا، وكن يعملن يوميا في مصانع ومزارع مقابل ما يقارب 120–130 جنيهًا، وذلك من أجل مساعدة أسرهن.
وأضافت أن هذا النوع من العمل يصنف كنوع من “العبودية الاقتصادية”، وهو مؤشر واضح على الحاجة الملحّة لتطبيق قانون الحد الأدنى للأجور بصرامة، وتنفيذ الحظر الكامل لتوظيف الأطفال .
وخلصت إلى أن هذه الكارثة مرآة لقصور هيكلي اجتماعي واستراتيجي ، مطالبة بمراجعة
وطنية تشمل:
* تطبيق صارم لقوانين العمل منعًا لتشغيل الأطفال.
* صيانة طرق ريفية تفتقر لأبسط معايير السلامة.
* محاسبة المسؤولين، وعودة البوصلة الإنسانية إلى واجهاتهم الرسمية بعيدًا عن المظاهر الإعلامية.
* تخصيص دعم اجتماعي حقيقي للفقراء بدلًا من تعويضات مؤقتة.
الغالبية العظمي أجمعت على سوء الطريق الذي وقعت عليه الكارثة، مطالبين بإصلاحه، لاسيما  بعد تكرار الحوادث عليه بشكل يومي.
 وقد أصدر مكتب منظمة اليونيسف في مصر بيانا أكد فيه أنه يجب أن تكون لدينا طرق أكثر أمانًا وظروف عمل أفضل لحماية الأرواح.