عدنان نصار: حرب الأيام الاثني عشر.. إيران في العزلة وإسرائيل مدعومة دوليًا

عدنان نصار
اسدل الستار على حرب بين إيران واسرائيل استمرت 12 يوما ، وهي ضعف مدة حرب الأيام الستة التي وقعت في الخامس من يونيو عام 1967 ،واستمرت لحتى العاشر من الشهر نفسه.
حرب حزيران الإيرانية – الإسرائلية 2025 المدعومة أمريكيا وبمشاركتها العملية في اليوم الأخير من الحرب، أنقذ إسرائيل من ورطتها، وساندها الموقف الأمريكي ومنع إنهيار كيان الإحتلال الذي يثبت كل يوم انه كيان ورقي قابل للطيران لولا الوتد الأمريكي الذي يمد له طوق النجاة في كل حرب.
لم يعتاد الكيان الصهيوني على حروب طويلة ، فهي تقع ضمن رؤية استنزافية لكيان قابل للإنهيار، ولحكومة قابلة للهروب، وشعب إدرك بشكل عميق أن هذه الأرض ليس له ، ولا هو معني بالدفاع عنها لطالما أن 80%من الشعب اليهودي في فلسطين المحتلة يحملون جنسيات غربية غير جوازاتهم الإسرائيلية.
واثبتت الحروب مع الكيان الصهيوني أنهم ليسوا أهلا للقتال ولا للدفاع عن وطن زائف ليس لهم حق الحياة فيه.
عمليا ، اثبتت الرشقات الصاروخية الإيرانية تجاه تل أبيب وحيفا وأسدود وبئر السبع والمدن الفلسطينية المحتلة أن حرب الأيام ال12 مع ايران ليست نزهة ،لقد ذاقوا طعم الهزيمة بعد أن ظنوا أنهم مسنودين من داوود ومقلاعه ..كل هذه الظنون باتت وهم وهو ما اثبتته سيرة حرب الإحتلال مع ايران التي يتفق البعض حول موقفها أو لا يتفق بعيدا عن الأهواء والإيدولوجيا السياسية التي تحكم موقفنا من هذا الطرف أو ذاك..فثمة من يرى في إيران شيطان ، وفي اسرائيل عزرائيل ، غير أن الفعل المقاوم للإحتلال ينحاز دائما الى الفعل المساند له حتى وإن كانوالمساند كبير شياطين الأرض ، لأن النتاج الثوري والمقاوم لأي إحتلال هو كنس الإحتلال ، والسعي بهذا الإتجاه المشروع بأشكال مختلفة ..لذلك لم تنتصر اسرائيل كما تزعم وتسوق في إعلامها الممجوج وأيضا أيران لم تنتصر بالمفهوم العسكري رغم أنها خاضت المعركة منفردة دون أي إسناد أو إمداد حتى من حلفاؤها الصين وروسيا وباكستان ،بينما ساندت امريكا والغرب أسرائيل بكل أدوات الحرب بما في ذلك تولت أمريكا نفسها قصف منشآت نووية لحسم الموقف لصالح الإحتلال الاسرائيلي ولم تفلح .
إسرائيل التي تتبجح بالنصر ذاقت المرار خلال 12 يوما من حرب لم تعهدها منذ نشوءها ، وعمليا وصلت رشقات الصواريخ الإيرانية الى أهدافها ، ورأينا عبر الفضائيات حجم الدمار في تل أبيب وحيفا وأسدود وبئر السبع وغيرها من المدن الفلسطينية المحتلة، ولعل مشهد التدافع نحو الملاجيء أيضا لم يعهده الناس هناك ..كانت حروب إسرائيل خاطفة معتمدة على ثلاثة عوامل : الإستخبارات والعملاء ، سلاح الجو ، والإغارات الخاطفة ..هي ، أي اسرائيل لم تدخل عمليا في إختبار جيش يواجه جيش بإستثناء حروبها في 67 و 73 وفيها ذاقت مرار المواجهة رغم نتائج المعارك ..غير ان حرب ال15 ساعة عام 68 ذاق العدو ويلات النزال والمواجهة في إنتصار عظيم ..معركة الكرامة .
الإحتلال ذاته الذي خاض حربه مع ايران ، كان يخشى الإستنزاف وهي إستراتيجية إيرانية مفهومة ورابحة ، وأدرك ذات الجيش الذي “لا يقهر” أن نزاله مع المقاومة الفلسطينية في غزة لمدة زادت على 629 يوما من المقاومة المثيرة للتصفيق والإعجاب..نقول (مقاومة) وليس جيشا جرارا يمتلك كل أدوات ومستلزمات القتال فشلت إسرائيل المدعومة كونيا وليس أمريكيا فقط في تحقيق النصر في غزة ،فكيف تحقق النصر على دولة نووية وباليستية مثل ايران في 12 يوما ؟!! مجرد هراء وتسويق إعلامي ليس أكثر ..بالمقابل تسوق أمريكا النصر المشكوك فيه أصلا لدرجة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دخل في مساجلات مع شبكة (CNN) التي شككت بكل ما يقوله ترمب .
المعركة انتهت مع ايران ..غير أن الحرب ما زالت مفتوحة مع الإحتلال في جبهات عدة بما فيها الجبهة السياسية والجيهة الإعلامية وهو ما يربك أمريكا وإسرائيل على حد سواء .
على صعيد غزة ، يبدو أن العدوان عليها وصل نهايته ، وأيقن الإحتلال ومن قبله أمريكا أن النزال مع الحق مدعوم إلاهيا ، فيما أمريكا تدعم الباطل الذي استنزف سمعة مكانتها “العظمى”!!
كاتب وصحفي أردني