مروان محمد الخطيب: حديث مع فراشة!

مروان محمد الخطيب: حديث مع فراشة!

 

مَروان مُحمَّد الخطيب

فراشتي،
أودُ أنْ تُصغي إليْ،
كَمْ زَهْرَة قَطَفْتُ مِنْ عَيْنَيَّ،
كَمْ تَناثَرَتْ مِنْ مُقلَتَيْ،
أوجاعُ وَصْلٍ لَمْ يَزَلْ ،
مُثَّاقِلاً بَين السديمِ والمُحالْ …!،
ليْ غايمَةٌ هامتْ مَعَ الأنواءِ في رُدْنِ الخيالْ ،
تبردت،
تَجَلْبَبَتْ مِثْل الرُّخَامْ،
تاقتْ إلى سِحر الزحامْ ،
هامستها ،
لكنَّ عَيْنَ البَرْقِ لمَ تُلْغِ الحُدودْ …!.

****

فرا شتي ،
ليْ غَيْمَةٌ،
مِثْلُ السِّراجْ،
نشَدْتُها في يومِ مَحْلْ،
كَمَا الصبايا المائساتِ،
كالطُّيوفِ المائِلَهْ،
توقَّفتْ،
ثُمَّ استَدَارتْ قائلهْ:
لا تَبْكِ ليلى يا شريدْ،
دَمُ الحكايا لَنْ يَجِفْ ،
غير الحُطَامِ لنْ تَسِفْ،
انْظُرْ إلى ماضي العُهودْ،
انْظُرْ إلى عادٍ ، ثَمودْ،
انْظر إلى بِلقيسَ في ثَوْبِ الزُّجاجْ،
كما السجين في القيودْ،
ها أنتَذا الصَّبُّ الأخِيذْ،
… ، كلُّ الصَّبايا مِنْ هُنا مَرَّتْ،
كَمَا مَرَّ النَّبيذْ،
لا تَبْكِ ليلى يا عَنِيدْ…!.
فراشتي…!،
بيْ لوْعَةٌ،
بيْ غُصَّةٌ،
وَجَفْنُ قلبي لم يَنَمْ،
مُنْذُ الأماني قَدْ غَزتْ هذي العُرُوقْ،
مُنْذُ اسْتَحَمَّ الشَّوْقُ في دَمْعِي الحَرُوقْ،
بُوحي إليْ،
أينَ الخَلاصُ،
أَينَ، أَينْ؟
هلْ في التُّرابْ ؟،
فَوْقَ السَّحابْ؟،
أَمَ انهُ في لَحْنِ بَوْحٍ لَمْ يزلْ،
في جَوْفِ رَحْمٍ يَكْتَحِلْ؟؟‍‍،
بُوحي إليْ،
أغَيْمَتي صَنْو اليَبَابْ،
أَوَ انهَّا تِرْبُ الرَّبابْ،
بُوحي إليْ،
ولْتَزْرَعي هذا الأَنَينْ،
قَمْحاً لِعُرْسٍ مِنْ عويلٍ أَوْ حَنينْ،
وَرْداً لِنَصْر المُسْتَحَيلْ،
بُوحي إليْ،
لا تَجزَعي،
لا تقلقي،
فالحَبُّ في هذا الوُجودْ،
يغْدو لَذيذاً،
كُلما يَدْنو الرَّحيلْ،
بُوحي إليْ،
أغيمَتي،
بِنْتُ السَّرابْ،
أَوَ انَّها بِنْتُ النَّخيلْ…!.