تطوير مداخل لواء الكورة: حاجة ملحة للتنمية والسياحة!

تطوير مداخل لواء الكورة: حاجة ملحة للتنمية والسياحة!

إسراء خالد بني ياسين

في قلب شمال المملكة، وبين أحضان الطبيعة الخلابة، يقع لواء الكورة، أحد أبرز المناطق ذات الطابع السياحي في الأردن. هذا اللواء الذي طالما عُرف بمغارة برقش وغاباتها الساحرة.
هذا اللواء يُعد كنزًا طبيعيًا وتاريخيًا يستحق أن يُقدَّم للعالم بصورة تليق بجماله وأهميته.
 وبفضل موقعه الجغرافي الفريد كمنطقة شفا غوريه فان غالبية مدن وقرى هذا اللواء يطل  على فلسطين المحتلة ومدنها وقراها بما يجعل المواطن والزائر يعيش لحظات تأمل وشجون.
يُمثل لواء الكورة قيمة استراتيجية لا يُستهان بها، فهو حلقة وصل ونقطة مرور بين الاغوار الشماليه ومحافظات عجلون وجرش وعمان والزرقاء كما انه وبطبيعته الحرجية الخلابة يمثل التوأم لمنطقة جبل عجلون وغاباتها حيث تشكلان وحدة سياحية وبيئة واحده الامر الذي يتطلب تجسير عملية التواصل مع كل هذه المناطق والمحافظات بما يخدم عملية التنمية بشموليتها وخاصة في القطاعين السياحي والبيئي .

وبناء على أهميته هذا اللواء  السياحية والطبيعية،  فان فان تطوير واعادة تاهيل مداخل الكوره يعد  أولوية وطنية  لا ترف حيث ان تطوير مداخل الكوره سيساهم في تحسين فرص التنمية بكافة صورها لتكون مداخل هذا اللواء إنموذجا لا  ينفصل عن التخطيط العام لشبكة الطرق الأردنية.

وتكمن أهمية خاصة في أن لواء الكورة مرتبط بمنطقة الأغوار بثلاثة محاور رئيسية، تشكّل شرايين حيوية لحركة النقل والتبادل الزراعي والسياحي بين المنطقتين. ومن أبرز هذه الطرق طريق كفر راكب – الأغوار، وطريق ام النمل ووادي الريان ،حيث تعد هذه الطرق  من المسارات الحيوية لسكان الكورة، وللمزارعين والسياح على حد سواء، لكنه يعاني كباقي الطرق من ضيق المسارات، ورداءة معايير السلامة المرورية، مما يستدعي إعادة تأهيله وتوسعته بشكل عاجل.

 إن تحسين هذا الطريق تحديدًا سيساهم في اختصار المسافات، وتسهيل الوصول إلى الأغوار، ويخدم الاغوار الشمالية والكورة على حد سواء.

إن تحسين مداخل لواء الكورة ليس خيارًا رفاهيًا بقدر ما هو حاجة وطنية ملحة تفرضها اعتبارات الأمن التنموي والاجتماعي والاقتصادي.
 فالنهوض بالمنتج السياحي او الزراعي وحتى الصناعي والانتاجي والخدمي في المنطقة لا يمكن أن يتحقق دون بنية تحتية لائقة، تبدأ من الطرق وتصل إلى كل أشكال الخدمات.

وعليه، فإن إعادة تأهيل الطرق التالية كما اسلفا لم يعد ترفا وهذه الطرق هي :

طريق لواء الكورة – الأغوار (بما فيها طريق كفر راكب – الأغوار)

طريق لواء الكورة وادي الريان – عجلون

طريق لواء الكورة غابات برقش مغارة برقش القصور الملكيه – مثلث رحابا

ان العمل الجاد لتتفيذ هذه المتطلبات يجب أن يكون في صلب أولويات الحكومه ممثلة بوزارة الأشغال العامة ومجلس المحافظات  ، لما تحققه من فائدة  كخدمة المواطنين، وتنشيط السياحة، وتعزيز التبادل الزراعي والتجاري  مع الأغوار وعجلون وبقية المحافظات .

فلا يمكن الترويج لسياحة بيئية أو تاريخية او التفكير ببناء مسارات سياحيه او تشجيع انشاء مناطق للترفية ورياضه التسلق على المستوى العربي والعالمي بينما يعاني الزائر من مشقة الطرق المؤدية الى الكوره وخطورتها.
 وإذا أردنا بالفعل تفعيل دور لواء الكورة كمقصد سياحي واقتصادي، فعلينا أن نبدأ من حيث يبدأ يفكر  كل زائر  … كيف هي  الطريق الى غابات برقش ومغاراتها وتلال جديتا وكفر راكب وكفرعوان وكفر الماء وكفر ابيل وطبقة فحل ووادي زقلاب وسدها وغيرها من مناطق الكورة وتلاتلها.

اننا وإن نتحدث عن مناطق الكوره الجميله فلا يمكن لنا استثناء اي منطقه او قريه كمنطقه بيت ايدس وجديتا وتبنة وغيرها، اعاده تاهيل طريق مثلث رحابا انطلاقا من طريق اربد عجلون مرورا ببلده رحابه وصولا لمنطقة تبنة سيكون قصه اخرى نظرا لما تتمتع به منطقه تبنة من اطلاله ذات شجون تثير الحنين لكل زائر يعشق الارض والزيتون والتاريخ والاطلال الى فلسطين الحبيبة.

ختامًا، يسعني القول إن لواء الكورة ليس مجرد منطقة جغرافية بل هو موطن للعديد من الفرص التنموية التي تستحق أن تُستغل بشكل فعال. لذا فإننا نوجه نداءً عاجلًا للجهات المعنية، بدءًا من الحكومه ممثلة  بوزارة الأشغال العامة والإسكان، مرورًا بالجهات المعنية في لواء الكوره، وانتهاءً بمؤسسات القطاع الخاص، للعمل سريعًا على تنفيذ مشاريع تحسين وتطوير مداخل لواء الكورة.

إلى جانب تحسين الطرق، يجب التركيز على إنشاء محطات استراحة ومرافق سياحية على طول هذه الطرق، وتوفير الإشارات الإرشادية والخرائط التوضيحية التي تبرز المواقع الطبيعية والأثرية في المنطقة ، هذا الامر  من شأنه أن يُشجع المستثمرين المحليين والدوليين على إقامة مشاريع سياحية مثل المنتجعات البيئية، بيوت الضيافة، مزارع تعليمية، ونُزل تراثية، مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد المحلي ويوفر فرص عمل لأبناء المنطقة.

ان جذب الاستثمار السياحي إلى لواء الكورة لا يمكن أن يتحقق دون بيئة تحتية محفزة، تبدأ من تأهيل الطريق وتنتهي ببناء منظومة خدمات متكاملة، تجعل من الكورة وجهة تستحق الزيارة والإقامة والاستثمار.

فلنعمل جميعًا من أجل إعادة رسم ملامح لواء الكورة بشكل يتناسب مع مكانته السياحية والاجتماعية والاقتصادية، ونفتح له الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا، بالاستثمار، بالبنية التحتية، وبالإرادة الوطنية الصادقة.