ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ يناير نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

ارتفاع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها منذ يناير نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط

لندن-راي اليوم
شهدت أسعار النفط، اليوم الاثنين، قفزة ملحوظة لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ مطلع العام، مدفوعة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بعد أن شنت الولايات المتحدة ضربات جوية استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران. هذا التصعيد العسكري زاد من المخاوف العالمية بشأن تعطل محتمل في إمدادات الطاقة، مما أثر بشكل مباشر على الأسواق النفطية.
ففي تمام الساعة 06:27 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 0.87 دولار، أي بنسبة 1.15%، لتسجل 76.35 دولار للبرميل. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بواقع 0.88 دولار أو 1.20% لتصل إلى 74.71 دولار للبرميل. إلا أن الأسعار كانت قد قفزت في بداية تعاملات اليوم بنسبة بلغت 5.7%، ليصل خام برنت إلى 81.40 دولار للبرميل، قبل أن يتراجع جزئيًا.
وفي سياق متصل، وافق البرلمان الإيراني على مشروع قرار يتيح إغلاق مضيق هرمز، ما يعزز احتمالات التصعيد، لكنه أرجع القرار النهائي للمرشد الأعلى آية الله علي خامنئي. وتُعد هذه الخطوة بمثابة تهديد مباشر للتدفقات العالمية من النفط، حيث يعبر من خلال المضيق نحو خُمس صادرات النفط العالمية.
وفي كلمة ألقاها نهاية الأسبوع، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الهجمات دمرت بالكامل المواقع المستهدفة، متوعدًا بمزيد من الضربات في حال عدم استجابة إيران للمطالب الأميركية. من جهتها، توعدت طهران بـ”عواقب أبدية”، ما زاد من حالة الترقب والقلق في الأسواق.
ووفقًا لمحللين، فإن التطورات الأخيرة ساهمت في رفع هامش المخاطر في سوق الطاقة العالمية، خاصة مع تعاظم احتمالات الرد الإيراني، إما عبر إغلاق مضيق هرمز أو من خلال هجمات بحرية عبر حلفائها، مثل الحوثيين في البحر الأحمر. ويُخشى أيضًا من استهداف منشآت نفطية إيرانية حيوية، وعلى رأسها جزيرة “خرج” التي تمثل مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط الإيراني.
رغم ذلك، أشار محللون إلى أن ارتفاع الأسعار حتى الآن يعكس المخاوف وليس الوقائع على الأرض، حيث لا توجد مؤشرات مؤكدة على توقف فعلي في الإمدادات. ويرى محلل الطاقة سول كافونيك أن الأسعار قد تقفز إلى 100 دولار للبرميل إذا مضت إيران في ردها التصعيدي، مضيفًا أن هذا التصعيد “قد يشعل فتيل صراع أوسع”.
من جانبها، حذرت كبيرة المحللين في “سبارتا كوموديتيز”، جون جو، من أن المخاطر على البنية التحتية النفطية تزداد، وأنه حتى مع وجود بدائل من خطوط الأنابيب خارج المنطقة، فإن إغلاق مضيق هرمز سيمنع تصدير كميات كبيرة من الخام، وسيدفع شركات الشحن لتجنب المنطقة.
وفي تقرير حديث، توقع بنك “غولدمان ساكس” أن يصل سعر خام برنت إلى ذروة مؤقتة عند 110 دولارات للبرميل في حال انخفاض تدفقات النفط عبر المضيق إلى النصف لمدة شهر، مع استمرار الانخفاض بنسبة 10% لفترة تمتد حتى 11 شهرًا لاحقًا.
منذ اندلاع الصراع في 13 يونيو/حزيران، ارتفع خام برنت بنسبة 13%، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 10%، في ظل موجة من التوترات السياسية والعسكرية التي تهدد استقرار سوق النفط العالمي. ومع ذلك، يرى محللون أن علاوة المخاطر الجيوسياسية قد لا تستمر طويلاً ما لم يحدث تعطيل فعلي وملموس للإمدادات.