إيرانيون: لن نترك طهران وسنرد على إسرائيل بقوة أكبر

إيرانيون: لن نترك طهران وسنرد على إسرائيل بقوة أكبر

طهران/ أحمد دورسون/ الأناضول
مع دخول الحرب الإسرائيلية – الإيرانية أسبوعها الثاني، أبدى الشارع في إيران موقفه من التوترات الجارية وشدد على ثقته في أن الضربات التي تشنها بلاده ضد تل أبيب ستكون “أقسى وأشد حزما”.
وللاطلاع على واقع الحياة اليومية في العاصمة الإيرانية طهران، التقت الأناضول عددا من المواطنين الذين لايزالون باقين داخل مدينتهم رافضين المغادرة ومتمسكين بمواصلة حياتهم.
وحسب لقاءات أجرتها الأناضول، عبر الشارع الإيراني عن عدم خشيته وغضبه “العارم” إزاء الهجمات الإسرائيلية على بلاده، مطالبا السلطات بـ”رد أكثر حزما وصرامة على تل أبيب”.
ومنذ 13 يونيو/ حزيران، تشن إسرائيل عدوانا على إيران استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.
ووفق آخر حصيلة رسمية أعلنتها وزارة الصحة الإيرانية السبت، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن استشهاد 430 شخصا وإصابة أكثر من 3500 آخرين، معظمهم مدنيون.
وفي المقابل، تشير أحدث التقديرات الإسرائيلية نقلا عن وسائل إعلام عبرية بينها “القناة 12″، إلى مقتل 26 شخصا، بينما كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية الجمعة، عن إصابة 2517 إسرائيليا جراء الصواريخ الإيرانية.
ووفق مراقبين فإن الخسائر الإسرائيلية أكثر من ذلك، في ظل الرقابة الصارمة التي تفرضها تل أبيب على نشر كل ما يتعلق بمواقع سقوط الصواريخ الإيرانية أو نتائج ذلك.
** لن نغادر طهران
في العاصمة طهران، قال سكان إنهم يشعرون بالقلق من الضربات الإسرائيلية التي طالت مدنيين، لكنهم لا يعيشون “حالة من الذعر”.
وأكد هؤلاء أنهم يتوقعون من الجيش الإيراني تنفيذ ضربات انتقامية أقوى ضد إسرائيل، مشددين على أنهم لن يغادروا المدينة رغم كل التهديدات.
ورغم ذلك، لوحظ أن بعض العائلات غادرت طهران، التي يسكنها قرابة 10 ملايين نسمة، إلى مناطق خارج العاصمة أو إلى الريف بشكل مؤقت.
ولا تزال المحال التجارية، والأفران، وبعض المشاريع الصغيرة مفتوحة في طهران، رغم تراجع كثافة الناس في شوارعها.
وحسب مراسل الأناضول، لا يمكن القول إن المدينة تحولت إلى “مدينة أشباح” بسبب محاولات سكانها في الحفاظ على الحياة بداخلها.
وتُظهر مقاطع مصورة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، مشاهد لأشخاص يتابعون أصوات الانفجارات وتدخّل أنظمة الدفاع من الشوارع، بل ويوثقونها عبر هواتفهم.
كما يشارك مواطنون إيرانيون رسائل تضامن عبر المنصات الرقمية، في تعبير عن الغضب تجاه إسرائيل التي بدأت العدوان على بلادهم.
** النصر حليفنا
وفي سياق متصل، شدّد مواطنون إيرانيون للأناضول على أن الرد الرسمي على الهجمات الإسرائيلية “يجب أن يكون أكثر حزما وفعالية”، معلنين استعدادهم لمواجهة أي تهديد يمس استقلال البلاد وكرامتها.
وقال رِضا صادقي، تاجر في طهران، إن “إسرائيل دولة صغيرة جدا مقارنة بإيران، ولا تملك القدرة على تهديدها”.
وأضاف للأناضول: “الشعب لا يخاف، ومن غادروا المدينة فعلوا ذلك لمساعدة قوات الأمن، من خلال تخفيف كثافة السكان والازدحام لرفع أداء قوات الأمن”.
وتابع صادقي: “الشعب الإيراني لا يخاف من إسرائيل، وإذا كانوا يهددوننا فذلك لأنهم يخافون منا. وفي نهاية هذه الحرب، سيكون النصر حليف إيران، وستندم إسرائيل على ما فعلته وستزول حتما”.
أما الموظف يوسف مزنِب، أحد سكان طهران، فعبّر عن غضبه من الهجمات والتهديدات الإسرائيلية، منتقدا التناقض في تصريحات إسرائيل.
وقال للأناضول: “من جهة يطلبون منا مغادرة طهران، ومن جهة أخرى يدّعون أنه ليست لديهم مشكلة مع المدنيين. هذه ازدواجية”.
ووصف إسرائيل بـ”قاتلة الأطفال”، مبينا أن “ما تفعله تل أبيب اليوم في طهران، فعلته سابقا في غزة ولبنان”
وتابع متحديا كافة التهديدات الإسرائيلية : “لن نغادر المدينة. نحن لا نخاف من شيء”.
وأكد دعمه الكامل لرد بلاده على العدوان، قائلًا: “نحن الإيرانيون ندعم قواتنا المسلحة بكل تأكيد، ونطالب الجيش بتكثيف ضرباته ضد إسرائيل وزيادة قوتها. يجب الثأر للأطفال والنساء والرضع”.
** لم نبدأ الحرب
بدورها، أعربت ربة المنزل بريسا وحيدي عن دعمها لبلادها في هذه الظروف “العصيبة”، وقالت إنها تتجوّل في شوارع طهران برفقة ابنتها، رغم الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على المدينة.
وقالت بثقة: “بإذن الله، سنهزم إسرائيل. كونوا واثقين من هذا الوعد”.
أما ابنتها سارة، 12 عاما، فرأت أن الحرب “سيئة” بالنسبة للأطفال، لكنها أكدت أن بلادها ليست من بدأ الحرب.
من جانبه، قال أحمد جعفري، صاحب محل خياطة في طهران، إن الهجوم “لا يأتي من إسرائيل فقط، بل من جميع الدول الغربية”.
وأضاف للأناضول: “إيران تقف بقوة في مواجهة إسرائيل، وعلى العالم الإسلامي أن يقف إلى جانبها. وعلينا أن نحرر فلسطين من قبضة إسرائيل”.