بعد تصعيد أمريكا بشأن النووي الإيراني.. الشرق الأوسط تحت وطأة المجهول.. ويسألون عن خيارات إيران؟!

القاهرة – “رأي اليوم”:
ماذا بعد أن حسمت الولايات المتحدة الأمريكية التكهنات بتوجيهها ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، ماذا ينتظر الشرق الأوسط في قادم الأيام؟ وما هي خيارات إيران بعد أن تجرأت أمريكا على منشآتها النووية ووقعت الواقعة؟
تعليقا على الضربة الأمريكية للمنشآت النووية الإيرانية يرى السفير محمد مرسي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق أنها ضربة تمثل مرحلة خطيرة ومجهولة جديدة تدخلها منطقتنا الآن.
وعن الخيارات المتاحة أمام إيران بعد الضربه الأمريكية لمنشآتها النووية، يرى السفير مرسي أن طهران تقوم الآن بتقييم ميداني لمدي حجم خسائرها قبل تحديد خطوتها القادمة ، لافتا إلى أن خيارات إيران تنحصر في عدة أمور، منها: الرد السريع والعنيف علي المصالح والقواعد والسفن الأمريكية في المنطقة، مع تكثيف الهجمات الصاروخية علي إسرائيل.
ويوضح أن من شأن هذا الخيار عودة دخول أمريكا للحرب وضرب إيران مجدداً ، وغالباً حتي هزيمتها الكامله وإسقاط نظام الملالي.
وبحسب الدبلوماسي المصري فإن الخيار الثاني هو محاولة إيران إظهار محدودية تأثير الضربة الأمريكية علي برنامجها النووي ، وبالتالي التمهيد لعدم اتخاذ رد فعل تصعيدي كبير خاصة ضد المصالح والأهداف الأمريكية ، مع مواصلة القصف الصاروخي لإسرائيل إذا ما استمرت الأخيرة في هجماتها علي إيران وذلك لفترة قد لا تطول كثيراً ، أي خيار محدود يمكن احتواؤه.
ويقول إن الخيار الثالث هو إغلاق مضيق هرمز ، وكذا باب المندب من خلال أنصار الله الحوثيين.
ويختتم مؤكدا أن الخيار الرابع هو العودة لمائدة التفاوض والدخول في محادثات دبلوماسية بمساعدة أطراف أخري تمهد لمدخل يحفظ بعضاً من ماء وجه إيران، مع استمرار التواصل مع الحلفاء والأصدقاء والمؤسسات الدولية لفضح أمريكا وإبراز مخالفتها للقانون الدولي ولاتفاق الضمانات الخاص ببرنامجها النووي الذي يضمن حماية هذا البرنامج طالما ظل خاضعاً للتفتيش بمعرفة خبراء وكالة الطاقة الذرية، مشيرا إلى أن
للإيرانيين خبرات طويلة ونفسا أطول وطابعا لا يخلو من براجماتية قد يدفع إيران للانحناء للعاصفة إلي حين ، وتفادي بديل التصعيد واحتمالات الهزيمة وسقوط النظام، موضحا أن هذا قد يمكن إيران مستقبلاً من استئناف برنامجها النووي، و مواجهة الضغوط الداخلية بالاستناد إلي النجاحات التي حققتها في مواجهتها مع إسرائيل وضرب قلب المدن الكبري هناك علي مدي عشرة أيام من الحرب.
د.محمد البرادعي يصف الحرب على إيران بأنها حرب عدوانية مخالفة لميثاق الأمم المتحدة وكل أحكام القانون الدولي، وفى غياب أي دلائل من قبل جهات التفتيش الدولية على وجود برنامج نووي عسكري، تشنها دولتان تمتلكان آلاف الاسلحة النووية.
ويضيف أنها حرب تعيد الى الذاكرة الحرب الكارثية على العراق التى قامت على الخداع وبالمخالفة لكل تقارير جهات التفتيش الدولية بعدم وجود أي أسلحة دمار شامل.
ويخلص إلى أنها حرب سيكون لها آثار مدمرة على المنطقة وأهلها والتى – كما كان الحال فى حرب العراق وحاليا في غزة – تقف منها دول المنطقة موقف المتفرج.
من جهته يرى محمد محسوب وزير الشؤون النيابية المصري الأسبق أن ما ارتكبته الولايات المتحدة جريمة جديدة تضاف للجرائم ضد شعوب المنطقة، بقصفها برنامجا نوويا سلميا مراقبا من الوكالة الدولية للطاقة النووية.
ويضيف أن الضربة الأمريكية أثبتت أن العمل في ظل القانون الدولي لا قيمة له، وإصرار على إبقاء الدولة الوحيدة المعتدية دائما ولديها قدرات وسلاح نووي دون إعلان ودون رقابة ودون قيود ومستمرة في إبادة شعب كامل،
متسيدة تكنولوجيا وعسكريا واقتصاديا على المنطقة, بينما تعيش بقية الشعوب على الهامش محرومة من كل تكنولوجيا ومن القدرة على الدفاع عن أمنها أو من امتلاك قرارها واستقلالها أو فتح آفاق لمستقبل أجيالها القادمة.
ويختتم مؤكدا أن الولايات المتحدة دمرت بهذا القصف الأمن والسلام وأطلقت مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.
في ذات السياق يستبعد محمد نصر علام وزير الري المصري الأسبق تدخل منظمات دولية بعد ما جرى، مؤكدا أن هذا عصر “الفتونة” الجديد!
ويتوقع علام أن نرى قريبا بداية لانفراط دولي فوضوي، وضربات لقوى عالمية أخرى حول العالم!
في ذات السياق يقول د. عبد الواحد عثمان إنه مع تدخل أمريكا المباشر في الحرب ومساندتها لإسرائيل بعد تورطها في حرب لاتستطيع إنهاءها وأدت إلي أذي وخسائر في الجبهة الداخلية المدنية وبعد عشرة أيام من الحرب لم تحقق هدفها المنشود من تدمير البرنامج النووي الأيراني /إسقاط النظام ،يبقي السؤال: من يدفع ثمن توسيع مدي الحرب وإطالتها؟
ويجيب بأنهم هم مواطنو تلك المنطقة من القتل والتدمير والخوف من القادم والتأثير النفسي الهائل من القلق والتوتر وكأنه قدر محتوم لامفر منه.
ويختتم متمنيا إيجاد حل وتغليب العقل وأن لاتنجر أمريكا للتصعيد لتجنب هذا المصير المؤلم لشعوبنا التي عانت وتعاني ويلات صراعات منذ عقود طويلة ولكن القوي الاستعمارية المتمثلة في أمريكا والغرب وإسرائيل لهم رأي آخر،طالما أن أمريكا ومواطنيها يعيشون في سلام وليسوا خائفين لأنهم بعيدون ومحميون هناك علي الضفة الآخري من الأطلنطي.
من جهته يرى د. مجدي حسنين أستاذ الأدب التركي أن العربدة الصهيوصليبية للعالم العربي والإسلامي لن تنتهي عند إيران.
وفي سياق ردود الأفعال على ما جرى قالت هيئة الرقابة النووية المصرية إن مصر بعيدة عن أي تأثير مباشر نتيجة استهداف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران، مؤكدة أن لديها منظومة بأحدث الأجهزة لرصد الإشعاع والإنذار المبكر منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية.