“خصمنا وعدوكم هو إسرائيل، وسلاحنا هو الوحدة” – كيف كانت ردود الفعل على رسالة الإخوان المسلمين إلى خامنئي؟ وهل يتفق الإخوان في سورية؟ جدل حول إيران والتساؤل الشائع: هل الدعاء لها في المساجد محظور أم محرم؟

القاهرة – “رأي اليوم”:
نشر حساب الإخوان المسلمون على منصة “إكس” رسالة إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية، جاء فيها
“بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة السيد/ علي خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
باسمي وباسم جماعة الإخوان المسلمين أود التأكيد على دعمنا الكامل للجمهورية الإسلامية في إيران في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، كما أتقدم بخالص العزاء في كافة الشهداء من القادة والعلماء والمواطنين الإيرانيين الأبرياء.
إن العدوان الإسرائيلي على إيران هو مرحلة جديدة من العدوان على فلسطين، حيث تحرك حكومة الاحتلال دوافع الانتقام جراء الدعم الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية، بالإضافة إلى الدوافع الاستراتيجية الأخرى التي تتمثل في سعي كيان الاحتلال إلى فرض هيمنته على المنطقة من خلال إضعاف مراكز القوة فيها، مستغلا الدعم الواسع الذي تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية ودول غربية أخرى هالتها الهزيمة التي تلقتها دولة الاحتلال في السابع من أكتوبر 2023، ومن ثَم أطلقت يد حكومة نتنياهو المتطرفة لاستعادة الأمن المفقود، بغض النظر عن مستوى التوحش اللازم لتحقيق ذلك.”.
وجاء في الرسالة:
“سماحة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية
إننا أمة واحدة، بالمعنى الديني والروحي والحضاري والجيوسياسي على حدٍّ سواء. فنيران الاحتلال وداعميه لا تفرق بين أعراقنا ولا بين مذاهبنا، وهي إذ تسعى بصورة حثيثة للقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة؛ فإنها تدرك أن هذا الهدف الخبيث غير ممكن مالم يتوسع العدوان ليشمل حاضنة المقاومة، سواء كانت هذه الحاضنة دولة مركزية مثل الجمهورية الإسلامية، أو الحركة الإسلامية وفي القلب منها الإخوان المسلمون.
ولهذا، فإن الإخوان المسلمين ليس لديهم شك في أن عدوَّنا واحد، وهو الكيان الصهيوني، وأن سلاحنا الأول الذي يجب أن نتمسك به هو وحدة الأمة الإسلامية، والعمل على جمع إرادة قواها الحية والفاعلة وتوحيد جهودها في رؤية استراتيجية شاملة تضبط بوصلة الأمة نحو عدوها الحقيقي، وتتجاوز آثار وأخطاء السنوات الماضية التي نالت من وحدة الأمة وصرفت بعض جهودها لصراعات داخلية، كان -دائما- المستفيد الرئيسي منها هم أعداء الأمة. “.
وأكدت الرسالة أن التضحيات العزيزة التي تقدمها الأمة اليوم في فلسطين، ولبنان، واليمن، وإيران؛ تضع علينا مسؤولية كبرى في أن نبذل كل جهد من أجل وحدة الصف، ونبذ الخلافات، وتكامل الجهود.
واختتمت مؤكدة أن الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم، تتجسد في رسالة خاتمة، ووحي خالد، وحضارة ناصعة بنتها الشعوب المسلمة التي تنوعت أعراقها لكن وحَّدت الرسالة والوحي بين قلوبها وغايتها. وإن الإخوان المسلمين اليوم متمسكون بدعوة الإمام الشهيد حسن البنا؛ حيث حدد نهجنا تجاه كافة الهيئات والجهات الإسلامية قائلا: إننا “نحاول جاهدين أن نقرب بين وجهات النظر ونوفق بين مختلف الفكر توفيقاً ينتصر به الحق في ظل التعاون والحب. ولا يباعد بيننا وبينها رأي فقهي أو خلاف مذهبي، فدين الله يسر، ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه … ونعتقد أنه سيأتي اليوم الذي تزول فيه الأسماء والألقاب والفوارق الشكلية والحواجز النظرية، وتحل محلها وحدة عملية تجمع صفوف الكتيبة المحمدية، حيث لا يكون هناك إلا إخوة مسلمون، للدين عاملون، وفي سبيل الله مجاهدون: ﴿وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [المائدة:56].
الدكتور صلاح عبد الحق القائم بأعمال فضيلة المرشد العام لجماعة “الإخوان المسلمون”.
كان للرسالة أصداء واسعة، بين مرحب بها، ومتحفظ عليها.
البعض رأى أن هؤلاء إخوان مصر وليسوا اخوان سورية، مؤكدا أن إخوان سورية لهم بيانات واضحة عن إيران منذ أيام الشيخ سعيد حوى .
من جهته يرى د.عبد السلام أحمد أبو سمحة الأستاذ المشارك في الحديث وعلومه أن على النخب اليوم الانشغال بكل ما يدعم أهلنا في غزة من ناحية وبكل ما يحقق لنا مشروعًا عربيا إسلاميا سنيا خالصا من التغول: الرافضي أو الصهيوعربي أو العلماني أو الليبرالي.
في سياق إيران وفي يوم الجمعة تساءل د. وليد الشبراوي بأسى: الدعاء لإيران في المساجد ممنوع أم حرام؟
وفي سياق ردود الأفعال على الحرب الضروس ومشاهد الخراب التي وصلت تل أبيب، قال السياسي سيد مشرف إنه شعر أن قلبه بدأ يبرأ من جراحه القديمة، بعدما رأى بعينه ما تمنى أن يراه طوال عمره: دمار تل أبيب وغيرها، و الفرار والذعر في شوارع الكيان اللقيط تحت وابل الضربات الإيرانية المباركة.
وأضاف أنه لطالما انتظر هذه اللحظة منذ كان شابا يافعا يشاهد مدينته السويس العظيمة الأبية، وهي تُحرق وتُدمر عام 1967 أمام عينه، بينما العدو يحتفل بنصره.
واختتم داعيا: “اللهم أرِنا في نسل يعقوب عجائب قدرتك،اللهم اجعلها بداية النهاية، واجعلهم يرحلون من حيث أتوا، كما جاءوا ذات يوم بظلم وغدر. العدالة تهبط من السماء…على رؤوس الصهاينة هذا بعض ما تستحقونه يا منبع الشر والغدر”.
الأقصى
في سياق الأقصى أثارت تصريحات أخيرة للمفكر والفيلسوف الروسي، ألكسندر دوغين، المخاوف الكبيرة على الأقصى، وهي التصريحات التي جاءت خلال لقائه في أحد البرامج الحوارية وأكد فيها أن تهديدات اليمين الصهيوني بشأن تدمير المسجد الأقصى يعد جزءا من مشروع إقامة “إسرائيل الكبرى”.