ارتفاع تاريخي في رهانات أسعار النفط يصل لأعلى مستوياته منذ 2013

لندن-راي اليوم
شهدت أسواق النفط العالمية موجة جديدة من التقلبات الحادة، مدفوعة بارتفاع غير مسبوق في رهانات المستثمرين على صعود الأسعار، لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد. وتجاوز الفارق بين عقود خيارات الشراء والبيع على خام برنت المستويات التي سُجلت في أعقاب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، مما يعكس تصاعد حالة القلق وعدم اليقين في السوق.
ويعزو محللون هذا الارتفاع إلى مخاوف متزايدة من استهداف البنية التحتية الحيوية لتصدير النفط، وسط تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل، واحتمالات لتدخل أميركي مباشر في الصراع، الأمر الذي قد يؤدي إلى اضطرابات واسعة في الإمدادات، خاصة في منطقة الخليج.
وفي ظل هذه المعطيات، شهدت أسعار النفط قفزات ملحوظة، حيث ارتفعت في التعاملات المبكرة ليوم الأربعاء بعد إغلاق الجلسة السابقة على مكاسب تجاوزت 4%. وسجل خام برنت ارتفاعاً بمقدار 19 سنتاً (0.25%) ليصل إلى 76.64 دولاراً للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 23 سنتاً (0.31%) إلى 75.07 دولاراً للبرميل، وذلك بحلول الساعة 00:29 بتوقيت غرينتش.
تزامن ذلك مع تصعيد سياسي خطير، حيث دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران إلى “الاستسلام غير المشروط” في اليوم السادس من الحرب الجوية بين طهران وتل أبيب. وفي هذا السياق، أكدت مصادر عسكرية أميركية أن واشنطن بدأت بنشر مزيد من الطائرات المقاتلة في المنطقة، في خطوة لردع أي تصعيد إيراني محتمل.
وتتركز المخاوف الأكبر في مضيق هرمز، الذي تمر من خلاله نحو 20% من إمدادات النفط العالمية المنقولة بحراً. وأدى اصطدام ناقلتي نفط بالقرب من المضيق إلى اندلاع حريق يوم الثلاثاء، ما زاد من التوترات في المنطقة. وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية قد أصدرت تحذيرات حول تداخل إلكتروني يؤثر على أنظمة الملاحة، مما يعزز المخاوف بشأن سلامة الملاحة البحرية.
وتعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط في منظمة “أوبك”، حيث يبلغ إنتاجها اليومي نحو 3.3 مليون برميل. ويشكل أي اضطراب في إنتاجها أو تصديرها ضغطاً إضافياً على الأسواق العالمية، خصوصاً في ظل الطلب المتزايد والتوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
هذا وتوقعت مؤسسة “أكسفورد إيكونوميكس” ثلاثة سيناريوهات محتملة لصدمات في إمدادات النفط، مما يعكس خطورة المرحلة الراهنة وحساسية السوق لأي تطورات جديدة في المنطقة.