الخوف والفزع داخل إسرائيل للمرة الأولى.. التاريخ لا يُصنع بالحياد ومصر تستعد لاختبار تاريخي.. هل تستطيع حرب الاستنزاف بين إيران وإسرائيل أن تنتهي؟ من سيربح ومن سيخسر؟

الخوف والفزع داخل إسرائيل للمرة الأولى.. التاريخ لا يُصنع بالحياد ومصر تستعد لاختبار تاريخي.. هل تستطيع حرب الاستنزاف بين إيران وإسرائيل أن تنتهي؟ من سيربح ومن سيخسر؟

القاهرة – “رأي اليوم”:
مع تواصل حرب تكسير العظام بين إسرائيل وإيران، بات السؤال: ما السيناريوهات المتوقعة في قادم الأيام؟ وهل من إمكان لأن تضع الحرب أوزارها؟ ومن حينها سيكون الرابح ومن الخاسر؟
برأي السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق فإن توقف القتال في أسرع وقت ممكن هو السيناريو الأفضل حاليا من وجهة نظر إيران، مشيرا إلى أن فيه الحفاظ علي مقدراتها الوطنية في ظل استباحة إسرائيل الواضحة لسماواتها دون مقاومة جدية من دفاعات جوية تم تحييد غالبيتها، واختراق مخابراتي غريب ومخيف لجبهتها الداخلية، وفي ظل غياب أي دعم أو إسناد يمكن أن يصنع الفارق، وفي ظل تصميم نيتنياهو علي تركيع خصمه لكي يسوق لجمهوره نصرا مؤزرا.
ويضيف أنه بعد النجاح الذي لاشك فيه في إذاقة إسرائيل طعم الخوف والرعب ونقل النار والدمار لداخل المدن والمباني والبيوت الإسرائيلية لأول مرة في التاريخ، واستباقا لتدخل أمريكي كاسح يمكن أن يعيد إيران للوراء عشرات السنين نجدة للحليف الإسرائيلي المأزوم، لافتا إلى أن هذا هو الهاجس الأهم والخطر الأكبر.
وبرأي الدبلوماسي المصري فإن السؤال المهم هنا: هل توجد لدي القوي المؤثرة مثل الصين وروسيا والسعودية وتركيا رغبة وتصميم ومصلحة لإنقاذ إيران بالضغط علي ترمب لإجبار إسرائيل علي التوقف؟!
في ذات السياق يرى د.مأمون فندي أستاذ العلوم السياسية أنه في ظل التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، والتوتر الخطير القائم بين إيران وإسرائيل اليوم وماله من تبعات على الامن الاقليمي تتجه أنظار العالم والمنطقة إلى مصر، لما لها من ثقل سياسي، وموقع استراتيجي، وقدرة عسكرية مشهود لها، مشيرا إلى أنه لا يخفى على أحد أن القوات المسلحة المصرية تُعد من بين أقوى الجيوش في المنطقة، كما أن لمصر مكانة متميزة بفضل تحكمها في قناة السويس ومجالها الجوي الذي تمنحه لبعض القوى الدولية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة.
ويضيف “فندي” في رسالة مفتوحة وجهها إلى الرئيس السيسي أن ما يجري اليوم في محيطنا العربي من صراعات مرشحة للتصاعد يضع مصر أمام اختبار تاريخي لاستعادة زمام المبادرة، وقيادة جهد إقليمي يوازن بين حفظ الأمن القومي العربي، ودرء مخاطر الانزلاق نحو حروب شاملة قد تمس الجميع. وان مصر قادرة على صياغة مبادرة امن اقليمي شامل يضمن امن إسرائيل، وكذلك الاعتراف بالدور الإيراني الأصيل في المنطقة ، وانهاء حرب الابادة في غزة.
ويخلص إلى أن الحاجة ملحّة لوجود قوة عربية عقلانية قادرة على تهدئة الوضع ومنع انزلاق المنطقة إلى مواجهات كارثية قد تجر دولا اخرى إلى المشهد، مشيرا إلى أن مصر، بما لها من علاقات متعددة، مع الاطراف المتحاربة ، تستطيع أن تلعب دور الضامن والوسيط، وتوجيه المسارات نحو الحلول السياسية بدلًا من الحروب المفتوحة التي يمكن ان تنزلق إلى مستويات انتحارية .
وبحسب” فندي” فإن التاريخ لا يصنعه الحياد، بل تصنعه المواقف الواعية والشجاعة، لافتا إلى أن مصر، تحت قيادة السيسي، تملك أدوات التأثير، وصوت الحكمة، والقدرة على الفعل إن أرادت، منبها إلى أن أبناء الأمة العربية جميعًا، يتطلعون إلى أن تكون مصر كما عهدوها، راعيةً للتوازن، حاميةً للشرعية، ودرعًا للأمن القومي العربي. وقدر مصر منذ الأزل ان تكون عامل استقرار في الاقليم.
ويختتم مؤكدا أن التحرك المصري اليوم ليس فقط ضرورة اقليمية بل هي ايضا مطلب عالمي.
في سياق الحرب كانت كلمة وزير الدفاع الباكستاني «إسرائيل عدو العالم الإسلامي» محل تقدير الجميع في مصر، وهي الكلمة التي قالها تعليقا على العدوان الإسرائيلي على إيران.
الناظر في ردود الأفعال الشعبية على الحرب التي أشعلت إسرائيل أوارها، يجد تعاطفا لافتا مع إيران، وذكّر الكثيرون بفتوى شهيرة للشيخ محمود شلتوت ، جاء فيها: “مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الإمامية الإثنى عشرية، (مذهب أهل إيران وغالبية الشيعة)، هو مذهب يجوز التعبد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة، وينبغي علي المسلمين أن يعرفوا ذلك، وأن يتخلصوا من العصبية بغير حق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالى”.
آخرون أعادوا نشر كلمة المرشد الأعلى الإيراني القديمة عن مصر التي ألقاها بلسان عربي مبين، وهي الكلمة التي جاء فيها:
ـ مصر نموذج فريد؛ لأن مصر في العالم العربي بلد فريد.
ـ مصر أول بلد فى العالم الإسلامي تعرفت ثقافة الهروبية، وأول بلد أدرك أخطار هجوم هذه الثقافة وتصدى لها.
ـ إنها أول بلد عربي أقام دولة عربية مستقلة بعد الحرب العالمية الثانية، ودافع عن مصالحه الوطنية في تأميم قناة السويس، وأول بلد وقف بكل طاقاته إلى جانب فلسطين، وعرف في العالم الإسلامي بأنه ملجأ للفلسطينيين.
ـ السيد جمال (الأفغاني) لم يكن مصريا ولكنه لم ير في غير شعب مصر المسلم من يفهم همه الكبير.
ـ إن الشعب المصري أثبت جدارته في ساحات النضال السياسي والديني وسجل مواقفه المشرفة على جبهة التاريخ.
ـ لم يكن محمد عبده وتلاميذه وسعد زغلول وأتباعه أشخاصا عاديين، كانوا من النوابغ والشجعان الواعين الذين يحق لمصر أن تفخر بهم وبأمثالهم.
ـ إن مثل بهذا العمق الثقافي والديني والسياسي قد احتلت بحق مكان الريادة في العالم العربي.