من سكان غزة المثابرين إلى الشعب الإيراني العظيم

د. فايز أبو شمالة
من غزة الصبر والصمود والشموخ، إلى الشعب الإيراني المسلم العنيد، الذي يمتلك التاريخ الحضاري، ويفرد أجنحته على جغرافيا التحدي للعدوان الإسرائيلي.
عدونا واحد، عدونا هذا الإرهابي الصهيوني الذي ذبح عشرات آلاف المدنيين في غزة ولبنان وسوريا واليمن ومصر وتونس والأردن والعراق، ويحرص على ذبح آلاف المدنيين في إيران، ومعركتنا ضد هذا العدو واحدة، فعدونا ينكر على لأصحاب الأرض العربية والإسلامية حقهم في الحياة إلا تحت الحذاء الإسرائيلي، وهذا ما رفضناه نحن أهل غزة، من خلال معركة طوفان الأقصى، وهذا ما يرفضه الشعب الإيراني العظيم، الذي يخوض معركة المصير الواحد، لأمة عربية وإسلامية لا عدو لها على وجه الأرض إلى العدو الإسرائيلي.
نحن ـ أهل غزة ـ نقف معكم في معركة المصير هذه بالقلب والروح والعقل والتجربة، ونؤكد لكم، أن العدو الإسرائيلي الذي يكرر ادعاءه في كل يوم عن الانتصار على غزة، هذا العدو يكذب، وهو يدعي الانتصار على الشعب الإيراني، فمن عجز عن هزيمة 2 مليون غزاوي محاصر بعد 620 يوماً من المعارك، سيعجز بكل تأكيد عن تحقيق أي انتصار على 100 مليون إيراني، محاطين بمحبة وعشق 470 مليون عربي، وبمساحة جغرافية تعادل مساحة غزة عشرات آلاف المرات.
ومن واقع المعاناة والجوع والدمار، نؤكد لكم ثانية أن لا خيار لنا ولكم إلا الصمود، والصبر، والمواجهة بما ملكت أيدينا من قدرات، والنصر لنا، فنحن أصحاب الحق،
واعلموا أن لعدوكم وعدونا نفسٌ قصير، ولنا ولكم في المواجهات نفسٌ طويل
والشجاعة إرادةٌ وقرار
وتذكروا يا أهلنا في إيران، تذكروا قرار الإمام علي بن أبي طالب في غزوة خيبر، حين استل سيفه “ذو الفقار”، وقطع به رأس زعيمهم مرحب،
وعليكم أيها المسلمون في إيران أن تفتشوا عن مرحب هذا الزمان، وفي قبضة يدكم الفتية القوية صواريخكم الفرط صوتية، وأزعم أنها “ذو الفقار” سيف على ابن أبي طالب، وأنتم أصحاب علي، وأنتم الأحق برفع سيف ذو الفقار، ونحن معكم، والأمة العربية والإسلامية معكم، وعدونا وعدوكم في ورطة، حين يخوض معركة مفتوحة على كل الاحتمالات التي لا تصب في صالح العدوان.
مصيرنا نحن العرب مرتبط بنتائج هذه الحرب، فإما أن نكون أمة تضاهي الأمم، وإما أن نكون فردة حذاء في القدم الصهيونية، تدوس بها على مصالح الشرق، خدمة للمخطط الصهيوني الباحث عن دولة تمتد من النيل إلى الفرات.