تصاعد الإدانات للاعتداء الإسرائيلي على إيران: حزب العدالة والتنمية المغربي يُدين التصعيد الغادر ويعتبره إرهابًا دوليًا.. قيادية تُنبه من دعم كيان غير شرعي.

تصاعد الإدانات للاعتداء الإسرائيلي على إيران: حزب العدالة والتنمية المغربي يُدين التصعيد الغادر ويعتبره إرهابًا دوليًا.. قيادية تُنبه من دعم كيان غير شرعي.

 

الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني:

أصدرت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي بيانًا شديد اللهجة أدانت فيه الهجوم العسكري الذي شنته إسرائيل، ليلة الخميس 12 يونيو 2025، مستهدفة عددًا من المدن الإيرانية. واعتبر الحزب أن ما وقع يُعد “عدوانًا غادرًا وإرهابًا دوليًا” استهدف مدنيين ومسؤولين بارزين، مخلفًا شهداء وجرحى.
وعبّر الحزب عن تضامنه الكامل مع الشعب الإيراني، موجها تعازيه لأسر الضحايا، ومنددًا بما وصفه بـ”العدوان الصهيوني الإرهابي” الذي يشكل، وفق تعبيره، انتهاكًا صارخًا لسيادة إيران وخرقًا سافرًا للقانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة، في ظل صمت دولي مقلق وتواطؤ أمريكي غير مشروط.
وأكد الحزب أن هذا التصعيد الإسرائيلي يمثل مرحلة خطيرة وغير مسبوقة، تجعل من إسرائيل “كيانًا مارقًا” لا يحترم القوانين الدولية ولا حدود الدول، في ظل استمراره في تنفيذ عمليات عسكرية توسعية، من لبنان وسوريا واليمن، وصولًا إلى العمق الإيراني، محذرًا من أن هذا النهج العدواني قد يُغرق المنطقة في أتون الفوضى والصراعات المدمرة.
ودعا حزب العدالة والتنمية مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنظمة التعاون الإسلامي، وكل القوى العاقلة في العالم، إلى التدخل الفوري لوضع حد لهذه “المغامرات العسكرية الخطيرة”، مطالبًا بموقف دولي واضح يدين ما وصفه بـ”العدوان الغادر والحرب الجنونية التي يشنها الكيان الصهيوني ضد شعوب المنطقة”.
وشنت القوات الإسرائيلية فجر الجمعة خمس موجات من القصف الجوي، مستخدمة أكثر من 200 طائرة حربية أطلقت ما يفوق 330 صاروخًا استهدفت نحو 100 موقع، من بينها منشآت نووية في نطنز ومواقع صواريخ بعيدة المدى غرب إيران.
وأسفر الهجوم عن استشهاد عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين الإيرانيين، من بينهم قائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إلى جانب علماء مثل فريدون عباسي ومهدي طهرانجي.
وفي السياق ذاته، عبّرت أمينة ماء العينين، عضو الأمانة العامة للحزب، عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكدة في تصريح نقله الموقع الرسمي للحزب أن “الهجوم الإسرائيلي على إيران مدان ومرفوض ومستهجن، بوضوح وبدون لف ولا دوران”.
وأوضحت ماء العينين، في تدوينة على صفحتها الرسمية بفيسبوك، أن الإدانة تستند إلى ثلاثة اعتبارات رئيسية:
أولًا، لأنه يمثل مساسًا خطيرًا بسيادة الدول وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مما يفرض موقفًا مبدئيًا في الرفض والإدانة.
ثانيًا، لأن الجهة المنفذة، أي إسرائيل، هي كيان مارق يتصرف وكأنه فوق القانون الدولي ويمنح لنفسه صلاحيات مطلقة لشن عمليات في أي مكان.
وثالثًا، لأن إضعاف إيران في هذا التوقيت يخدم أجندة إسرائيل الساعية إلى تحييد طهران عن التفاعل المباشر في قضايا المنطقة الكبرى، وعلىرأسها القضية الفلسطينية، خاصة في ظل دعم إيران لمحاور المقاومة مثل حزب الله و”أنصار الله”.
وأضافت ماء العينين أن “الضعف الذي ظهر على مستوى المنظومة الاستخباراتية والعسكرية الإيرانية، لا يبرر بأي حال من الأحوال الاصطفاف إلى جانب إسرائيل أو التهكم على إيران في هذا الظرف الحساس”، مشددة على أن “أي حرب تخوضها إسرائيل لا يمكن إلا أن تكون مدانة”.
وختمت بالتنبيه إلى أن “الموقف الرسمي للمغرب من إيران، باعتباره خاضعًا لاعتبارات ظرفية واستراتيجية، يظل أمرًا منفصلًا عن الموقف المبدئي من العدوان الإسرائيلي”، مؤكدة أن هذا النقاش يجب أن يُخاض من زاوية مصلحة المغرب دون التنازل عن الرفض الأخلاقي والقانوني لمثل هذه الاعتداءات.
وفي موقف عربي داعم، أعرب المؤتمر العربي العام من العاصمة الرباط، والذي يضم المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي-الإسلامي، والمؤتمر العام للأحزاب العربية، ومؤسسة القدس الدولية، والجبهة العربية التقدمية، عن إدانته الشديدة للعدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكدًا تضامنه الكامل معها في وجه هذا العدوان الثلاثي الصهيوني–الأمريكي–الأوروبي.
وأوضح المؤتمر أن هذا الهجوم جاء بسبب تمسك إيران باستقلالية قرارها الوطني، ومواقفها المبدئية من الصراع العربي–الإسرائيلي، والتي تُجسّدها من خلال دعمها النوعي والمستمر للمقاومة العربية، ولا سيما الفلسطينية، بكل أشكال الدعم. كما أشار البيان إلى أن سعي إيران لامتلاك مفاتيح التقدّم العلمي والتكنولوجي كان من الأسباب التي جعلتها هدفًا لهذا العدوان.
واعتبر المؤتمر العربي العام أن هذا العدوان لا يهدد فقط إيران، بل يفتح بابًا لتفجير الأوضاع في الإقليم بأكمله، ويعكس نية إسرائيلية مبيّتة لضرب الاستقرار في المنطقة، في إطار مشروع صهيو–غربي يهدف إلى فرض الهيمنة على شعوبها، وإعادة تشكيل الخارطة الإقليمية بما يخدم الأوهام التوسعية للمشروع الصهيوني.
ودعا المؤتمر إلى أوسع تضامن عربي وإسلامي ودولي مع إيران، وإلى حشد الطاقات لمواجهة المشروع الإمبريالي–الصهيوني، مطالبًا الدول العربية والإسلامية باتخاذ مواقف عملية واضحة ضد هذا العدوان، والعمل على مواجهته ووقفه ومحاسبة الجهات المتورطة فيه.
وختم المؤتمر العربي العام بيانه بتقديم أحر التعازي للشعب الإيراني ولقيادته السياسية، ولأسر الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان، معتبرًا إياهم شهداء على طريق فلسطين والأمة العربية والإسلامية.