القمار في المغرب: أزمة اجتماعية تهدد 4 ملايين مواطن بين الإدمان والخراب المالي

القمار في المغرب: أزمة اجتماعية تهدد 4 ملايين مواطن بين الإدمان والخراب المالي

تتزايد ظاهرة القمار والرهانات في المغرب بشكل ملحوظ، متغلغلة في مختلف طبقات المجتمع دون استثناء. لم تعد هذه الممارسة حكراً على فئة معينة، بل توسعت لتشمل الشباب الطموح، وكبار السن الذين تراكمت عليهم أعباء الحياة، فضلاً عن النساء والرجال الذين يبحثون عن خلاص سريع من الضغوط الاقتصادية عبر لعبة الحظ.

تمتد أشكال القمار في المغرب بين التقليدي والحديث، بدءاً من ألعاب “التيرسي” والرهانات الرياضية، مروراً بألعاب اليانصيب، ووصولاً إلى الكازينوهات الرقمية التي أصبحت متاحة على مدار الساعة عبر الهواتف الذكية، ما يسهل على اللاعبين الدخول في دوامة الرهان مع كل نقرة.

هذه الأنشطة تستقطب جمهوراً متنوعاً من مختلف الفئات العمرية والاجتماعية، حيث يتسلح كل لاعب بالأمل في ربح سريع أو “تقميرة ناجحة” قد تغيّر مجرى حياته، رغم المخاطر الكبيرة التي قد تصاحبها.

تفيد بيانات رسمية بأن أكثر من أربعة ملايين مغربي يعانون من الإدمان على ألعاب القمار، مع وجود ما بين 3.3 إلى 8.2 ملايين مشارك نشط في هذا المجال.

وللأسف، تشير التقارير إلى أن 40% من هؤلاء معرضون لخطر الإفراط في اللعب، ما يهدد صحتهم النفسية والاجتماعية ويؤثر سلباً على استقرار أسرهم.

هذه الأرقام تشكل ناقوس خطر يستدعي تحركاً سريعاً من الجهات المختصة، عبر سنّ سياسات صارمة، وتكثيف الحملات التوعوية، لتقليص هذه الظاهرة وحماية الفئات الأكثر هشاشة من آثارها السلبية.