باول يتجاوز تهديدات ترامب ويُنبه إلى اقتراب أزمة مالية في الولايات المتحدة

باول يتجاوز تهديدات ترامب ويُنبه إلى اقتراب أزمة مالية في الولايات المتحدة

تجاهل جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الانتقادات والتهديدات المتكررة من الرئيس دونالد ترامب، مؤكداً في الوقت ذاته على أهمية معالجة التحديات المالية التي تواجه الولايات المتحدة بشكل عاجل.

في جلسة نقاشية ضمن فعاليات منتدى البنك المركزي الأوروبي، أجاب باول على أسئلة حول الضغوط السياسية والتهديدات التي تعرض لها، مؤكداً تركيزه الكامل على أداء مهامه دون الالتفات لهذه التوترات، مما لاقى ترحيباً وتصفيقاً من الحضور، ومن بينهم قادة بنوك مركزية أخرى.

وفيما يتعلق بالدين العام الأمريكي والإنفاق المرتفع، أعرب باول عن قلقه من أن المسار الحالي غير مستدام، مشيراً إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة هذا العجز الذي قد يصل إلى 3.3 تريليون دولار بسبب حزمة الإنفاق الأخيرة التي أقرها الكونجرس.

يُذكر أن باول ومجلس الاحتياطي الفيدرالي كانا هدفاً لهجوم مستمر من ترامب، الذي طالب مراراً بتخفيض أسعار الفائدة ووصف باول بألفاظ حادة مثل “الأحمق” و”الغبي”، مهدداً بإقالته قبل انتهاء ولايته.

رغم ذلك، أعلن وزير الخزانة سكوت بيسنت أن الإدارة قد تُرشح خلفاً لباول في يناير المقبل، لكن الأخير لم يؤكد حتى الآن ما إذا كان سيبقى في مجلس المحافظين بعد انتهاء فترة رئاسته في مايو 2025.

باول أكد أنه لا يتبقى له سوى 10 أشهر في منصب رئيس الفيدرالي، وأن هدفه الأساسي هو تحقيق استقرار الأسعار، وتعزيز سوق العمل، والحفاظ على استقرار النظام النقدي الأمريكي.

وأشار إلى أن نموذج العمل الذي يقتدي به هو رئيس الاحتياطي الفيدرالي السابق بول فولكر، الذي اشتهر بصموده أمام الضغوط الخارجية للحفاظ على استقرار الاقتصاد.

ومع هذه الرؤية، من المتوقع أن تحافظ أسعار الفائدة على ثباتها لفترة أطول في ظل حرص باول على تحقيق استقرار اقتصادي بعيداً عن التأثيرات السياسية، بحسب وكالة بلومبرغ.