من سوسيتيه جنرال إلى بنك سهام: تغيير جذري في هيكلة الرأسمال الوطني المغربي

في تطور يحمل دلالات استراتيجية ورمزية عميقة، أعلن رجل الأعمال المغربي والوزير السابق مولاي حفيظ العلمي عن إعادة تسمية “سوسيتيه جنرال المغرب” ليصبح رسميًا “بنك سهام”، إيذانًا بانطلاق مرحلة جديدة من السيادة المالية الوطنية.
وتعد هذه الصفقة، التي تجاوزت قيمتها 745 مليون يورو، من بين أبرز عمليات الاستحواذ في القطاع البنكي المغربي خلال العقد الأخير، وتعكس رغبة متصاعدة في تقليص الاعتماد على الرساميل والمؤسسات الأجنبية، وبناء منظومة مالية ذات مرجعية وطنية.
اسم “سهام” لم يكن اختيارًا عشوائيًا، بل يحمل في طياته تاريخًا من النجاح والتأثير. فقد كان هذا الاسم مرتبطًا بشركة التأمين الرائدة التي أسسها العلمي، والتي تحولت لاحقًا إلى فاعل إقليمي قبل أن تنتقل إلى ملكية المجموعة الجنوب إفريقية “سانلام”.
واليوم، تعود العلامة إلى الواجهة من بوابة القطاع البنكي، مستحضرة الإرث، ومُحمّلة برؤية طموحة.
مصادر مقربة من المشروع تشير إلى أن “بنك سهام” يعتزم تبني توجهات جديدة، تقوم على تحديث الخدمات البنكية، وتوسيع رقعة التمويل الموجه للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، مع فتح آفاق التوسع نحو الأسواق الإفريقية، انسجامًا مع السياسة المغربية الرامية إلى تعزيز موقع المملكة كمركز مالي إقليمي.
في الجوهر، لا يتعلق الأمر بتغيير اسم مصرف فحسب، بل بمشروع متكامل يؤسس لنقلة نوعية في تموقع الرأسمال المغربي داخل المنظومة المالية. فالسير نحو السيادة المالية لم يعد مجرد شعار، بل بات مسارًا مدعومًا بأفعال واستثمارات تؤكد أن رأس المال الوطني أصبح فاعلًا محوريًا في إعادة رسم ملامح الاقتصاد المغربي.