إحياء ذكرى وفاة نظيم شعراوي: آخر أعماله أثناء جلوسه على كرسي متحرك وارتباطه بالزعيم.

إحياء ذكرى وفاة نظيم شعراوي: آخر أعماله أثناء جلوسه على كرسي متحرك وارتباطه بالزعيم.

تحل اليوم 30 يونيو، ذكرى وفاة  نظيم شعراوي، أحد الأسماء التي تركت أثرًا واضحًا في تاريخ الفن المصري.

بدأ الراحل مشواره في الأربعينيات، واستمر لعقود طويلة قبل أن يبتعد تدريجيًا عن الشاشة في أواخر التسعينيات، ورغم قلة ظهوره، ظل اسمه محفورًا في ذاكرة المشاهد المصري بفضل أدائه المميز وشخصياته التي جسدت الحكمة والنظام والاتزان.

البداية

ولد نظيم شعراوي، عام 1922 بالإسكندرية، وطغى حب التمثيل عليه منذ الصغر، لذا ومع بداية عام 1948، اشترك بمعهد خاص يديره الريجيسير قاسم وجدي، وكانت المحاضرات يلقيها كبار الممثلين في ذلك الوقت، كما كان يوفر قاسم وجدي، أدوارا صغيرة لطلابه المميزين، مما جعل نظيم يحصل على أولى أدواره كطيار، في فيلم فتاة من فلسطين، ثم التحق بالمعهد العالي للتمثيل وتخرج فيه عام 1953.

فرقة يوسف وهبي

انضم نظيم شعراوي للمسرح القومي، وقدم العديد من الأعمال المسرحية القوية، قبل أن يلتحق بفرقة يوسف وهبي.

برع شعراوي في أدواره المسرحية، كما شارك في العديد من الأفلام والأعمال الدرامية، ليصل مجموع أعماله لأكثر من 120 عمل فني متنوع.

نظيم والزعيم

كان عادل إمام، يتفاءل بوجود نظيم شعراوي في أعماله، منذ أن قدم شخصية والده في مسرحية مدرسة المشاغبين، وأصبح ضيف دائم لأعمال الزعيم منها : كيف تخسر مليون جنيه، طيور الظلام، الواد محروس بتاع الوزير، ومسرحية شاهد مشافش حاجة، في دور القاضى، الذي وصفه النقاد، بأحد أعظم مشاهد الثنائيات في تاريخ المسرح، لأن نظيم شعراوي، قدم من خلاله نموذجًا لما يسمى بالكوميديا الصامتة المدعومة بالثبات والاتزان.

زهايمر

عانى نظيم شعراوي، من المرض الشديد في أيامه الأخيرة، حيث قدم آخر عمل درامي له، على كرسى متحرك، من خلال مسلسل الرجل الآخر مع النجوم نور الشريف، ميرفت أمين وماجدة زكي.

وجسد شعراوي، شخصية رجل قعيد هزمته مآسي الحياة، ورغم أن الدور لم يكن مكتوباً خصيصاً له، إلا أن الدور كان حقيقي لتلك الفترة من حياته.

نهاية الرحلة

بعد الانتهاء من المسلسل، بدأت الأزمات الصحية تتوالى، ومن ثم قرر الابتعاد عن الوسط الفني بسبب معاناته مع المرض وبعدها قرر الاعتزال نهائياً وظل بمنزله، حيث لم يستطع الحركة.

وكانت المأساة الكبرى في حياته إصابته بمرض الزهايمر ليرحل عن عمر ناهز الـ 87 عامًا، إثر ضمور شديد في خلايا المخ وفقدان تام للذاكرة بعد أن ترك أعمالا ستظل خالدة فى ذاكرة الجمهور.