القاهرة تستبدل أكبر مقلب قمامة في تاريخها بأشجار الكابوك والفرشة الحمراء

القاهرة تستبدل أكبر مقلب قمامة في تاريخها بأشجار الكابوك والفرشة الحمراء

في خطوة تاريخية وغير مسبوقة، تمضي الدولة المصرية في تنفيذ مشروع حدائق تلال الفسطاط، الذي يُعد أحد أكبر مشروعات إعادة تأهيل المناطق العشوائية وتحويلها إلى مساحات خضراء مفتوحة في قلب العاصمة. المشروع يُقام على أنقاض أكبر مقلب قمامة عرفته القاهرة في منطقة “عين الصيرة”، ويهدف إلى إحياء قلب القاهرة التاريخية عبر تنمية مستدامة بيئية وثقافية.

تصميم حديقة تلال الفسطاط

أشجار الكابوك والفرشة الحمراء تحلّ محل القمامة

في إطار مشروع التشجير الضخم الجاري تنفيذه داخل الحديقة، يتم زراعة آلاف الأشجار والنباتات المحلية والدخيلة التي تتلاءم مع طبيعة المناخ القاهري، أبرزها:
•شجرة الكابوك (Ceiba pentandra): شجرة ضخمة سريعة النمو تُنتج أليافًا طبيعية تُستخدم في الصناعات النسيجية والحشو، وتتميز بتوفيرها ظلًا كثيفًا ومظهرًا جذابًا.
•شجرة فرشة الزجاج الحمراء (Callistemon citrinus): شجرة زينة مزهرة، تُعرف بأزهارها الحمراء النارية التي تجذب الطيور والنحل وتُستخدم في تحسين جودة الهواء ومقاومة التلوث الحضري.إعلان

أشجار الفرشة الحمراء – تلال الفسطاط

موقع استراتيجي بقلب القاهرة القديمة

تقع حدائق تلال الفسطاط في منطقة مصر القديمة، وتُعد واجهة مباشرة على قلعة صلاح الدين وتجاور مسجد عمرو بن العاص ومتحف الحضارة وبحيرة عين الصيرة. المشروع يُعيد تشكيل ملامح القاهرة التاريخية ويمنحها روحًا بيئية ومعمارية معاصرة.

تلال الفسطاطمخطط الحديقة

مكونات المشروع الجديد

يتضمن مشروع حدائق تلال الفسطاط تصميمًا عمرانيًا متكاملًا يمتد على مساحة 500 فدان، تشمل تلالًا صناعية ومنحدرات خضراء توفر مشهدًا طبيعيًا فريدًا، إلى جانب ممرات واسعة للمشاة ومسارات للدراجات لربط مختلف مناطق الحديقة. كما يضم المشروع بحيرات صناعية ومسطحات مائية تضيف لمسة جمالية وبيئية، فضلًا عن إنشاء مسرح مكشوف ومناطق ثقافية وترفيهية، إضافة إلى مناطق ألعاب للأطفال ومرافق خدمية متنوعة من مطاعم ومقاهي ومساحات تجارية، لتكون الحديقة متنفسًا حضاريًا متكاملًا في قلب القاهرة.

تلال الفسطاطأشجار البونسيانا الصفراء- تلال الفسطاط

خطوة نحو العدالة البيئية

يمثل المشروع نموذجًا حيًا لمفهوم “العدالة البيئية” في التخطيط الحضري، حيث تم استرداد منطقة كانت تمثل عبئًا بيئيًا وصحيًا، وتحويلها إلى مساحة صالحة للحياة والاستجمام، تخدم سكان المنطقة وزائري العاصمة على حد سواء.

تلال الفسطاطأشجار الكابوك- تلال الفسطاط

القاهرة تقلب الصفحة

حدائق تلال الفسطاط ليست مجرد مشروع تطوير عمراني، بل هي رؤية شاملة لإعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والمدينة، بين التاريخ والطبيعة، وبين العمارة والهوية. وفي زمن أصبحت فيه المساحات الخضراء عملة نادرة في المدن الكبرى، تنجح القاهرة أخيرًا في قلب الصفحة، وتزرع مكان النفايات أشجارًا للحياة.
اقرأ أيضا.. الانتهاء من مصنع العربي لإنتاج الزجاج الهندسي بالشراكة مع “تويويتشي” اليابانية

أعمال تنفيذ تلال الفسطاط