🛑 سفينة الرحمة… ودولة عدم الإنسانية

🛑 سفينة الرحمة… ودولة عدم الإنسانية

كتب عمرو بسيوني

تستمر إسرائيل في تجريد أفعال الرحمة من معناها، باعتقالها متطوعي سفينة “مادلين” في المياه الدولية، رغم أنهم لا يحملون سلاحًا ولا راية إلا الضمير الإنساني. أطباء، إعلاميون، نشطاء، وممثلو دول، جاؤوا لكسر الحصار وتوصيل مساعدات رمزية لأطفال محاصرين، فكان الرد الإسرائيلي عنيفًا: اعتقال، ومصادرة، وانتهاك صارخ للقانون الدولي. المفارقة المؤلمة أن أغلب هؤلاء المتطوعين لا ينتمون إلى عالمنا العربي أو الإسلامي، بل تحركهم مشاعر إنسانية نقية، بينما إسرائيل، بكل صلفها، ترى في الماء تهديدًا، وفي الدواء جريمة، وفي الرحمة خطرًا يجب سحقه.

هذه ليست المرة الأولى، ولن تكون الأخيرة، التي تعتدي فيها إسرائيل على أي فعل يحمل طابعًا إنسانيًا. فمن قصف المستشفيات والمدارس، إلى تجويع ملايين المدنيين، إلى منع قوافل الإغاثة، تؤكد هذه الدولة أنها ليست فقط عدوًا لفلسطين، بل عدوًا للإنسانية جمعاء. ورغم صمت المجتمع الدولي، إلا أن صورة آلاف المتطوعين الذين يتحركون من أكثر من 30 دولة برًّا وبحرًا وجوًّا – بل ومشياً على الأقدام – تبقى أبلغ رد: الإنسانية لا تزال تقاوم، حتى لو كُبّلت بالسل

اسل.