جواسيس بحجج دينية… مصر تحت تهديد النفوذ الخفي

بقلم: الجيوفيزيقي محمد عربي نصار
الاستاذ عادل حمودة… صوت الحقيقة في زمن التشويش
عندما يتكلم الكاتب الصحفي عادل حمودة، فإن كلماته تسبقها ملفات وتحقيقات، لا شائعات وتحليلات. حمودة، الذي قضى عمره في كواليس السياسة والأمن والمجتمع، كشف في أحدث حلقاته المصورة قضية تهدد وعي المجتمع وأمن الدولة، حين سأل بصوت جريء:
هل بيننا جواسيس على الطريقة الإيرانية؟
ثم أضاف ما هو أخطر: وهل يرتدون عباءة الدين؟
الجواسيس الذين لا يشبهون الجواسيس… رجال دين أم أدوات اختراق؟
لم يعد الجاسوس هو ذلك الرجل الذي يتسلل في الظلام، بل قد يكون من “يرتقي منبرًا”، ويتلو آيات من القرآن، بينما يحمل في داخله أجندة استخباراتية سوداء.
النموذج الإيراني:
تعتمد إيران على تجنيد رجال دين شيعة يحملون الفكر الثوري الإيراني، وتزرعهم في المجتمعات العربية تحت غطاء الدعوة والتقريب.
هؤلاء لا يقتصر دورهم على بث الكراهية المذهبية، بل يجمعون المعلومات، يثيرون القلاقل، ويضعفون ثقة الناس بمؤسساتهم.
النموذج اللبناني :
خلال احتلال إسرائيل للجنوب اللبناني، كشفت تحقيقات أمنية عن استخدام رجال دين مزيفين لنشر الفوضى والتجسس وجمع معلومات عن الداخل اللبناني.
هؤلاء لم يكونوا مجرد عملاء، بل أدوات تدمير عقائدي واجتماعي تحت غطاء شرعي.
هل وصلت هذه الأساليب إلى مصر؟
يحذر الاستاذ عادل حمودة من أن هذه الأنماط من الجواسيس – المموّهين في زي الدعوة – قد أصبحت قريبة جدًا من الواقع المصري:
قنوات وهمية على “يوتيوب” و”تيك توك” يديرها منتحلو صفة “الدعاة”، تحرض ضد مؤسسات الدولة باسم “نصرة الدين”.
صفحات تدّعي “نقد الفساد” لكنها تدار من خارج مصر، وتستخدم خطابًا دينيًا عاطفيًا لتسميم العقول.
أصوات مأجورة ترتدي زي المشايخ بينما تموّلها جهات أجنبية لإحداث تفكك اجتماعي وفكري.
الخطر الحقيقي ليس فقط في الجاسوس، بل في من يختبئ خلف حديث ديني ظاهر، بينما يبث سمومًا فكرية ببطء ودهاء.
مصر تتحرك استباقيًا… رجال الدين في ساحة الدفاع الوطني
في خطوة جريئة وغير مسبوقة، نظّمت الدولة المصرية برامج تدريبية استخباراتية وعسكرية لعدد من رجال الدين قبل عدة سنوات، وذلك بتوجيه مباشر من:
الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أكد مرارًا أن أمن الفكر لا يقل عن أمن الحدود.
إشراف اللواء عباس كامل، رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الذي يقود ملفات الأمن العقائدي والمعلوماتي بحكمة وصرامة.
ومشاركة فاعلة من اللواء حسن رشاد، أحد أبرز العقول التي ساهمت في وضع منظومة “الوقاية بالوعي”.
وقد شملت البرامج:
كشف أساليب الاختراق الفكري.
تحليل نماذج التجنيد الديني.
كيفية كشف “الشيخ العميل” وسط الضجيج الإعلامي.
هذه المبادرة ليست مجرد تدريب، بل تغيير في فلسفة الدفاع الوطني… من حماية الأرض إلى تحصين الوعي.
ماذا يجب على المواطن المصري أن يفعل؟
أيها المواطن،
الجاسوس الآن قد لا يقتحم منزلك، بل هاتفك… ولا يلبس زيًا عسكريًا، بل عمامة وعباءة.
لا تستمع لأي شيخ غير معروف أو خارج مؤسسات الدولة الرسمية.
تحقق دائمًا من مصادر الفتوى والكلام الديني، ولا تتبع من يروّج للفتنة.
كن عين الدولة، وبلّغ عن كل حساب أو قناة تنشر التحريض والكراهية.
تذكّر أن الدين لا يحرض على هدم الأوطان، بل على بنائها.
الخاتمة: بين الجاسوس والواعظ… خيط رفيع يكشفه الوعي
في زمن الحرب النفسية، لا يكفي أن تملك سلاحًا، بل يجب أن تملك وعيًا.
الجواسيس في ثوب الدعوة هم الأخطر لأنهم يهدمون العقول باسم الدين، ويخترقون القلوب قبل الحدود.
رسالة عادل حمودة كانت صادقة وصادمة:
“الشيخ الذي يحرضك على دولتك ليس شيخًا… بل سلاحًا موجهًا إليك”.
مصر لن تُخترق ما دام شعبها يملك البصيرة قبل البندقية.
فاحمِ وطنك… بوعيك.