وراء حكومة الدولة

وراء حكومة الدولة

بقلم: طارق فتحى السعدنى 

حين تمر الأوطان بمراحل فارقة من البناء والتحدي،

لا يكون البقاء للأقوى عسكريا أو اقتصاديا فقط،

بل للأكثر وعيا والأشد تماسكا،

ولمن يقف شعبه “في ضهر الدولة”، يدا بيد، وكتفا بكتف،

في وجه العواصف والمؤامرات والتشكيك.

“في ضهر الدولة” ليست مجرد عبارة عابرة،

بل موقف أصيل يترجمه الشرفاء من أبناء الوطن

كل يوم في مواقفهم واختياراتهم وصبرهم ودفاعهم عن استقرار بلدهم.

يعني أن تقف في ضهر دولتك أنك فهمت دروس التاريخ جيدا،

وأنك تعلم أن الأوطان لا تبنى في الفراغ ولا تقوى في ظل الانقسام،

وأن الجيوش وإن كانت حامية فإن الشعوب الواعية هي من تمنحها الشرعية والدعم والتأييد.

لا يعني أن تكون في ضهر الدولة أن تغلق عينك عن الخطأ،

بل أن تبقي عينيك مفتوحتين وقلبك حاضرا،

فتنتقد بوعي وتقيّم بإخلاص وتشارك بإيجابية،

لأن الدولة ليست كيانا غريبا عنا، بل هي بيتنا الكبير الذي إن سقط سقفه سقط على رؤوس الجميع.

تخوض الدولة المصرية بقيادتها ومؤسساتها معركة بقاء وبناء في آنٍ واحد.

معركة ضد الفوضى والإرهاب والتشكيك،

ومعركة أخرى من أجل التنمية والتعليم والصحة والبنية التحتية والكرامة الإنسانية.

وكل ما أُنجز على الأرض خلال السنوات الماضية ما كان ليتحقق لولا أن هناك من قال بصدق: “أنا في ضهر الدولة”.

يقف في ضهر الدولة الجندي على الحدود والمعلم في مدرسته والطبيب في مستشفاه والفلاح في أرضه والمهندس في موقعه والعامل في مصنعه والمواطن في ضميره.

كل في موقعه يدرك أن بقاء الوطن مسؤولية مشتركة لا ترفا ولا خيارا.

وفي عالم يموج بالأزمات من حروب ونزاعات اقتصادية وسياسية وأمنية،

تصبح اللحمة الوطنية هي السلاح الأقوى، ويصبح دعم الدولة واجبا لا يمكن التفريط فيه،

فهناك من يتربص وهناك من ينتظر لحظة ضعف ليمر .

ولكن حين يرى الجميع في ضهر الدولة يدرك أن المرور مستحيل.

ختاما قد تختلف الآراء وتتباين الرؤى،

ولكن حين تشتد الأزمات لا صوت يعلو فوق صوت الوطن،

ولا خيار سوى أن نقف جميعا في ضهر الدولة.. لأننا ببساطة نقف في ضهر أنفسنا.