عبور أولى الشاحنات الإغاثية إلى غزة عبر معبر رفح بعد فترة طويلة من الحصار

كتبت – منى توفيق
بدأت اليوم الأحد 27 يوليو 2025 أولى قوافل المساعدات الإنسانية بالدخول إلى قطاع غزة من الجانب المصري عبر معبر رفح، في خطوة لاقت ترحيبًا دوليًا واسعًا، وذلك بعد إعلان الجيش الإسرائيلي تعليقًا مؤقتًا لعملياته العسكرية في عدة مناطق من القطاع لأسباب إنسانية، وسط ضغوط دولية مكثفة لإدخال الإمدادات الحيوية إلى سكان القطاع المحاصر.
وأظهرت لقطات مصورة عبور شاحنات محمّلة بالمواد الغذائية عبر بوابة معبر رفح، لكنها لم تدخل مباشرة إلى القطاع، بل توجهت لمسافة قصيرة نحو معبر كرم أبو سالم من الجانب الإسرائيلي لإجراء عمليات تفتيش إضافية، قبل السماح بدخولها إلى جنوب غزة.
ويأتي هذا التحرك في ظل أزمة إنسانية خانقة يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني في القطاع منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023.
كانت إسرائيل قد أعلنت في وقت سابق عن إلقاء مساعدات من الجو على المناطق المنكوبة، إلا أن منظمات إنسانية مثل “أوكسفام” شددت على أن هذه الخطوات غير كافية، وطالبت بوقف دائم لإطلاق النار ورفع شامل للحصار، مؤكدة أن توصيل المساعدات عبر الطرق البرية يظل الوسيلة الأكثر فاعلية لإنقاذ المدنيين.
في المقابل، نفت إسرائيل مسؤوليتها عن تعطل دخول المساعدات، متهمة حركة حماس بالاستيلاء على الإمدادات وعرقلة توزيعها، بينما تواصل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحذيرها من تفاقم المجاعة وانتشار أمراض سوء التغذية، خاصة بين الأطفال.
قال الجيش الإسرائيلي إن التعليق التكتيكي للعمليات العسكرية سيُطبق يوميًا من العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، مضيفًا أن هذه الخطوة تهدف لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين، وستُنفذ حتى إشعار آخر.
من جانبها، أعلنت الأردن عن تسيير قافلة إنسانية جديدة محمّلة بـ962 طنًا من المواد الغذائية، عبر بوابة زيكيم بين إسرائيل وشمال غزة، فيما كشفت بريطانيا عن استعدادها للمشاركة في عمليات إسقاط جوي للمساعدات وإجلاء الحالات الطبية العاجلة بالتعاون مع شركاء إقليميين، بينما أكدت الإمارات استئناف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على الفور.
وفي ظل الأوضاع المأساوية، تأمل الأسر الفلسطينية المحاصرة أن تصل المساعدات سريعًا، إذ قالت إحدى السيدات في تصريح صحفي إنها تتمنى أن تحصل على القليل من الخبز لإطعام أطفالها، في وقت لا يتمكن فيه زوجها من توفير الدقيق رغم بحثه اليومي عنه منذ الفجر.
التحرك الإنساني الأخير يُعد بمثابة بارقة أمل للمدنيين في غزة، إلا أن استمراره وفعاليته سيعتمدان على التزام الأطراف بتسهيل مرور المساعدات، ووجود آليات توزيع فعالة، وتعاون دولي يُجنّب المدنيين مزيدًا من المعاناة في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في المنطقة.
ظهرت المقالة معبر رفح يشهد عبور أولى الشاحنات الإغاثية إلى غزة بعد أشهر من الحصار أولاً على جريدة الصوت المصرية.