جمال عبد الناصر وقلبه المحب يهمس بصمت: “ادعوا لزيزي مصطفى.. إنها امرأة من الزمن الجميل وأم فنانة ذات أصول”.

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
رغم إنه ما طلعش بمنشور رسمي طويل ولا كتب على صفحاته أي كلمات غير تمانيتنا للشفاء العاجل للفنانة زيزي مصطفى ، لكن اللي يعرف الفنان الكبير جمال عبد الناصر عن قرب، يعرف إن قلبه عمره ما كان ساكت، وإن مشاعره دايمًا سبّاقة، وضميره الإنساني دايمًا صاحي قبل لسانه، ويمكن لو سألنا قلبه من غير ما نسمع كلامه، كنا هنسمعه بيقول بوضوح: “ادعوا لزيزي مصطفى.. النجمة اللي عمرها ما كانت بعيدة عن قلوبنا،
واللي قدّمت للفن حاجات كتير، واللي ربت فنانة عظيمة زي منة شلبي بضمير وفن وأخلاق”. جمال عبد الناصر مش بس نجم كبير، ده واحد من الناس اللي بتحب الفن بصدق، وبتشوف الفنانين مش كمنافسين، لكن كأهل وعيلة، وأول ما يسمع إن حد منهم تعبان أو بيمر بأزمة، بيتوجع وكأن الوجع في قلبه هو، حتى لو ما نطقش ولا كتب، لكن إحساسه بيبان في نظراته وفي هدوء حضوره، وفي طريقته المخلصة في التعامل مع الحياة.
ويمكن اللي ما يعرفش، ما يقدرش يتخيل قد إيه الفنان بيبقى إنسان حساس، قلبه بيشيل أكتر مما بيحكي، وجمال عبد الناصر تحديدًا، من الفنانين اللي طول عمرهم حافظوا على صورة نظيفة، وسمعة نضيفة، ووشّ دايمًا مبتسم حتى لو جواه ألف غصة، وعلشان كده مش غريب أبداً إن يكون قلبه بيتألم على نجمة كبيرة زي زيزي مصطفى، من غير ما يعمل ضجيج أو يطلب اهتمام، هو بس بيتمنى في سره إن ربنا يشفيها، ويفرح قلب بنتها منة، اللي هي كمان إنسانة وفنانة تستحق كل خير، لأن تربيتها كانت على إيد أم عظيمة، أم زرعت فيها الطيبة والشياكة والموهبة والجدعنة.
قلب جمال عبد الناصر، اللي اتربى في أصول زمن الفن النظيف، مش ممكن يعدّي قدامه خبر زي كده من غير ما يهتز، ويمكن ما كتبش بوست، لكن في كل نفس بيعدّي جواه فيه دعوة خفية بالشفا، فيها وجع الفنان وحنان الأب ووفاء الصديق، وكل اللي شافوه على مدار سنين عمره، من زمن الأبيض والأسود لحد الزمن ده، عارفين كويس إن الراجل ده لو نطق، كلمته بتكون ذهب، ولو سكت، إحساسه بيوصل حتى في الصمت.
ولو قدرنا نتخيل كلامه، كنا نسمعه بيقول: “إدعوا لزيزي.. دي مش مجرد نجمة، دي أم، وفنانة، وواحدة من علامات الزمن الجميل، وربنا يشفيها ويقومها بالسلامة، علشان قلب منة شلبي ما ينكسرش، وعلشان كلنا نفضل شايلين الجميل في رقبتنا لناس زرعت في الفن حاجة شبهنا، وشبه بيوتنا”. جمال عبد الناصر مش محتاج يكتب منشور علشان يُثبت محبته، كفاية سُمعته اللي دايمًا بتتكلم عنه، وابتسامته اللي فيها صدق، ونبرته اللي لما بيعبر بيها حتى في تمثيله، بتخلي الناس تحس إنه مش بيمثل، ده عايش اللي بيقوله.
ورغم إنه ساكت، لكن سكوت الكبار ليه صوت تاني، صوت أهدى من الكلام، لكن أوصل من أي منشور، صوت بيطبطب على قلب زيزي مصطفى وهي في محنتها، وبيواسي منة شلبي من غير ما يقول، صوت بيحمل دعوة صادقة من فنان صادق، وده اللي اتعودنا عليه من جمال عبد الناصر… دايمًا في الضهر، ودايمًا في الصف الأول وقت الجد، حتى لو كان في صمت.
ظهرت المقالة جمال عبد الناصر وقلبه اللي مليان محبة بيهمس في صمت: “ادعوا لزيزي مصطفى.. دي ست من الزمن الجميل وأم فنانة بنت أصول” أولاً على جريدة الصوت المصرية.