مصر تشتعل بخطة مسبقة وعمدٍ واضح

بقلم – فيفي سعيد محمود
في مشهد بات يتكرر بوتيرة مثيرة للريبة، تشتعل الحرائق في مواقع متفرقة من ربوع مصر، من مصانع ومخازن استراتيجية، إلى أسواق تجارية حيوية، تليها حوادث طرق كارثية، وانفجارات غامضة، وكأن هناك من يريد أن يُبقي هذا الوطن في دائرة اللهب، حائرًا، متوجسًا، مستنزفًا.
السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل نحن أمام أخطاء بشرية؟ أم أن الأمر تخطى حدود الصدفة والإهمال، ليصبح جزءًا من خطة محكمة هدفها إنهاك الدولة، وتفكيك بنيتها من الداخل، ووضع المواطن تحت ضغط لا يُحتمل؟
كل الطرق تؤدي إلى النتيجة ذاتها: إنهاك مصر.
حرب من نوع مختلف تُشن علينا، لا بصواريخ ولا دبابات، بل بأدوات أكثر خبثًا، وأشد إيلامًا:
حرائق متعمدة تنهش البنية الاقتصادية، وتضرب الصناعات الوطنية.
حوادث طرق متكررة تعكس هشاشة البنية التحتية، وكأننا بلا إدارة ولا رقابة.
أزمات معيشية تتراكم على كتف المواطن البسيط، حتى فقد القدرة على الحلم، أو حتى الصراخ.
ضغوط إقليمية ودولية على حركة التجارة، سواء في قناة السويس أو عبر اتفاقات التوريد والتصدير، ما أدى إلى شلل جزئي في الدورة الاقتصادية، وتراجع في ثقة المستثمرين والسياح على حد سواء.
وسط كل هذا، لا صوت يعلو فوق أنين الناس، ولا خطة واضحة تظهر لتطمئن هذا الشعب الذي أصبح يحارب من أجل لقمة العيش في ظل حرب باردة تحولت إلى لهب مشتعل داخل الوطن.
من يقف خلف ذلك؟
من المستفيد من إشعال هذا الوطن من داخله؟
هل هي قوى خارجية تتربص بمصر لدورها المحوري والتاريخي؟
أم أيدٍ خفية تعبث من الداخل وتنفذ أجندات لا تريد لمصر أن تنهض؟
ما يثير القلق هو غياب الشفافية في إدارة الأزمات، وتكرار الأخطاء دون محاسبة، وكأننا لا نملك خبراء أو رجال أمن أو استراتيجيات.
كأننا بلا دولة… بلا خطط… بلا إرادة.
ومع كل ذلك، تبقى الحقيقة التي لا تُنسى: مصر ليست كيانًا هشًا، بل دولة عمرها آلاف السنين، وقفت أمام الطوفان ونجت، لكن السكوت اليوم أخطر من أي وقت مضى. فالمؤامرة لا تُهزم بالصمت، ولا يُنتصر على الفوضى ببيانات باهتة.
علينا أن ندرك أن مصر اليوم في مفترق طرق، فإما أن ننهض جميعًا دولة وشعبًا لمواجهة هذا العبث المنظم، أو نتركها تحترق أكثر، فنصحو ذات يوم على وطن لم نعد نعرفه.
ظهرت المقالة مصر تحترق مع سبق الإصرار والترصد أولاً على جريدة الصوت المصرية.