ماسك وترامب وزيادة حدة الأزمة

ماسك وترامب وزيادة حدة الأزمة

 

ياسر ابو الريش 

أشعل الملياردير الأمريكية إيلون ماسك الساحة السياسة بعد الإعلان عن نيته تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، وتصريحه بأن حزبه الجديد سيسعى إلى تحدي نظام الحزبين الحالي الذي يهيمن عليه الجمهوريون والديمقراطيون.

ومَثَّل إعلان ماسك ذروة الخلاف بين ترامب ورئيس شركة تسلا، حيث تفاقم الخلاف بينهما بعدما وقَّع ترامب على مشروع قانون لخفض الضرائب والإنفاق وهو القانون الذي يمدحه ترامب، ويعارضه ماسك بشدة واصفًا إياها بعبودية الديون.. حيث يزعم أنه سيؤدي إلى تضخم الدين الأمريكي ويثقل كاهل المواطنين.

وكان انتقاد ماسك لمشروع القانون بمثابة المحفز للتصدع الكبير في علاقة الرجلين.. حيث كان الخلاف بينهما قد هدأ بعد أن أعرب ماسك عن أسفه على تصريحاته ضد ترامب، لكن الخلاف سرعان ما اشتعل مجددًا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب إقرار مشروع القانون الذي وقعه ترامب ليصبح قانونًا نافذًا.

وفيما لم يعلق من البيت الأبيض على إعلان ماسك بشأن تأسيس حزبه الجديد، لوح ترامب باستخدام سلطة الحكومة الفدرالية لمعاقبة ماسك بقطع الدعم الفيدرالي البالغ مليار دولار المُقدم لشركاته ولمّح لإمكانية وضع على قائمة الممنوعين من السفر، ولم يستبعد إمكانية ترحيل ماسك.

الملياردير الأمريكي الذي أشار إلى أنه يريد حزبًا محافظًا ماليًا، لم يقدم سوى تفاصيل قليلة حول برنامج الحزب، في حين لم تتضح جدية خطوات تشكيل الحزب قانونيًا..

ووفق محللين فإن بناء حزب جديد يواجه تحديات جمة، أبرزها تجهيز بنية تحتية سياسية في ظل هيمنة كبيرة للأحزاب التقليدية على المشهد السياسي.. إلا أنهم أكدوا أن هذا التحرك يعزز من حدة الصراع بين ترامب والرجل الذي كان في وقت ما مستشاره الأكثر بروزًا، والداعم الأكبر لحملته الانتخابية.

 

فهل يمكن أن نرى تغيراً في توجهات ناخبي أمريكا في حالة تأسيس حزب جديد.. وهل يمكن للعلاقة المتوترة بين الرجلين الأكثر إثارة أن تنسحب على قطاعات أخرى وأن تتسع ساحة الحرب بينهما.. سنرى..

ياسر أبوالريش

كاتب صحفي وباحث سياسي

ظهرت المقالة ماسك وترامب وتفاقم الأزمة أولاً على جريدة الصوت المصرية.