في عيد ميلاده… الجمهور يكرّم النجم علاء مرسي: حبّ صادق لا يُمكن شراؤه أو بيعه

تقرير : الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
في زمن يختلط فيه البريق الوهمي بالحضور الحقيقي، ويُقاس فيه النجاح أحيانًا بعدد المتابعين لا بصدق العطاء، يظهر بعض النجوم ليؤكدوا أن المحبة الصافية لا تصنعها الشهرة فحسب، بل يُصقلها القلب، ويمنحها الإخلاص لمعانًا لا يخبو. من بين هؤلاء النادرين، يطل علينا اليوم النجم علاء مرسي، لا ليطلب التهاني، بل ليتلقاها سيلًا جارفًا من جمهوره الذي لم ينسَ، ولم يتخاذل، بل وقف صفًا واحدًا ليقول: “نحبك لأنك كنت دائمًا واحدًا منا”.
في الثالث من يوليو، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور، والمقاطع، والرسائل المليئة بالمحبة والدفء والحنين. لم تكن تلك التهاني مجرد كلمات عابرة، بل كانت أشبه برسائل شكر امتدت من قلوب محبيه الذين رأوا فيه أكثر من فنان، وأكثر من نجم؛ رأوا فيه إنسانًا صادقًا، لم تفسده الأضواء، ولم تُغيّره الشهرة، بل زادته تواضعًا وعمقًا وبهاءً.
علاء مرسي… ذلك الوجه الذي يشبهنا
لماذا يحب الناس علاء مرسي بهذا القدر؟ لعل الجواب لا يحتاج إلى تحليل معقّد أو دراسات سوسيولوجية متخصصة. إنّه بسيط للغاية: لأنه يشبهنا. لأنه لم يختبئ يومًا خلف أقنعة زائفة، ولم يتعامل مع جمهوره باعتباره مجرد أرقام أو معجبين، بل كأصدقاء وأهل وأحبّة.
كثيرون ممن كتبوا له في هذا اليوم، لم يهنئوه كفنان، بل خاطبوه كـ”علاء” الذي يبتسم في الصور وكأنه يلتقطها في بيت العائلة، وكأنه واحد من أولاد الحارة القديمة، أو الجار الذي تقابله كل صباح في المخبز ويمازحك بابتسامة صادقة. هذه القدرة على العبور من الشاشة إلى القلب، دون وسائط أو تكلّف، لا يتقنها إلا من صَفَت سريرته، وصدق حضوره.
جمهور لا ينسى المعروف
في عيد ميلاده، تدفقت عبارات الحب من مختلف الأجيال. من كتبوا له لم يكونوا فقط ممن عاصروه في بداياته، بل حتى من الجيل الجديد، من الذين نشأوا وهم يشاهدونه، يضحكون معه، أو ربما يجدون فيه الطيبة التي افتقدوها في العالم الحقيقي. هو ليس مجرد نجم شاشة، بل حالة وجدانية تسكن الذاكرة الجماعية، تُثير حنينًا ناعمًا، وتذكّر بمرحلة كانت فيها الضحكة صافية، والإنسانية عنوانًا.
واللافت أن الاحتفال هذا العام لم يكن صاخبًا أو منظّمًا من قبل مؤسسات، بل كان عفويًا، صادقًا، شعبيًا. تداوله الناس كما يتداولون خبرًا سعيدًا يخصّ أحد أفراد العائلة. بعضهم كتب له شعراً، وآخرون جمعوا له صورًا قديمة، وغيرهم اكتفى بجملة قصيرة تقول كل شيء: “كل سنة وأنت طيب يا أطيب قلب”.
نجم من طراز إنساني نادر
ما يميّز علاء مرسي عن كثيرين، أنه لم يتورط يومًا في استعراض الذات أو البحث عن الأضواء بالوسائل السهلة. حضوره في الوسط الفني ظل دائمًا نابعًا من محبة الناس، لا من حسابات السوق. لم يلهث خلف الترند، بل صنع لنفسه مكانة في قلوب الناس لا تتزعزع.
ربما هذا ما دفع جمهوره إلى الاحتفاء به بهذا الشكل الكبير، دون توجيه أو دعوة. لأنهم، ببساطة، أرادوا أن يردوا له الجميل. أرادوا أن يقولوا له: “أنت لا تُنسى، لأنك لم تُنسنا يومًا أنك واحد منّا”.
كلمات الحب… لا تحتاج لسيناريو
أجمل ما في هذا اليوم، أن علاء مرسي لم يكن في حاجة إلى إعلانات مدفوعة أو مقاطع دعائية ليحتفل به الناس. كل ما احتاجه هو سيرته الطيبة، وتاريخه الإنساني، وعلاقته المتينة بجمهوره. فمحبة الناس الحقيقية لا تُشترى ولا تُباع، لا تُزيّف ولا تُفرض، بل تُزرع على مدار سنوات، وتُروى بالصدق والوفاء، وتُحصد في لحظات كهذه.
رسالة من القلب إلى القلب
في ختام هذا اليوم المليء بالمحبة، تبقى الكلمات قاصرة عن احتواء مشاعر جمهور قرر أن يحتفل بعلاء مرسي لا كنجم على الشاشة، بل كصديق عزيز في الذاكرة. عيد ميلاده لم يكن مجرد تاريخ يُحتفى به، بل مناسبة لتجديد العهد بينه وبين جمهوره، عهد المحبة والصدق والوفاء.
كل عام وأنت بخير يا علاء، لأنك لم تكن يومًا سوى “خيرًا” في حياة الكثيرين.
ظهرت المقالة في عيد ميلاده… الجمهور يرد الجميل للنجم علاء مرسي: محبة لا تُشترى ولا تُباع أولاً على جريدة الصوت المصرية.