أقل المعذَّبين في النار هو أبو طالب

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله بلطفه تنكشف الشدائد وبصدق التوكل عليه يندفع كيد كل كائد،
ويتقى شر كل حاسد، أحمده سبحانه وأشكره على جميع العوائد،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
، له في كل شيء آية تدل على أنه الأحد الواحد،
وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله، جاء بالحق،
وأقام الحجة على كل معاند صلى الله وسلم وبارك عليه،
وعلى آله وأصحابه السادة الأماجد والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية
الكثير والكثير عن يوم القيامة وأهوال يوم القيامة،
وقد أخبر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم عن أهون أهل النار عذابا فقال ” إن أهون أهل النار عذابا يوم القيامة لرجل توضع في أخمص قدميه جمرة يغلي منها دماغه”
وصرح النبي صلى الله عليه وسلم أنه أبو طالب فقال ” أهون أهل النار عذابا أبو طالب،
وهو متنعل بنعلين يغلي منهما دماغه ” رواه مسلم،
وأما عصاة المؤمنين الذين يدخلون النار فيعذبون فيها على قدر أعمالهم ثم يخرجون منها،
لأن عذابهم فيها مؤقت، أما بقية أهل النار من الكفار والمنافقين فكما قال الله عز وجل فيهم ” لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها ” وللنار سبعة أبواب كما قال تعالى ” وإن جهنم لموعدهم أجمعين لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم ” وقال ابن كثير في تفسير الآية الكريمة أي قد كتب لكل باب منها جزء من أتباع إبليس يدخلونه لا محيد لهم عنه، أجارنا الله تعالي منها، وكل يدخل من باب بحسب عمله، ويستقر في درك بحسب عمله، وعندما يرد الكفار النار تفتح أبوابها، ثم يدخلونها خالدين، وبعد هذا الإقرار يقال لهم ” ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوي المتكبرين ” وهذه الأبواب تغلق على الكافرين والمجرمين.
فلا مطمع لهم في الخروج منها بعد ذلك، كما قال تعالى ” إنها عليهم مؤصده في عمد ممددة ” وقد تفتح أبواب النار وتغلق قبل يوم القيامة، فقد جاء في الخبر أن أبواب النار تغلق في شهر رمضان، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين ومردة الجن” وأما عن وقود النار فهو الأحجار والفجرة الكفار، كما قال الحق سبحانه وتعالي ” يا أيها الذين آمنوا قووا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين ” والمراد بالناس الذين توقد النار بهم الكفرة المشركون، وأما نوع الحجارة التي تكون للنار وقودا فالله أعلم بحقيقتها، وقد ذهب بعض السلف إلى أن هذه الحجارة من كبريت، ونحن نجزم أن ما في الآخرة مغاير لما في الدنيا، ومما توقد به النار الآلهة.
التي كانت تعبد من دون الله، حيث قال تعالي ” إنكم وما تعبدون من الله حصب جهنم أنتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون ” وحصبها أي وقودها وحطبها، وقال الإمام الجوهري كل ما أوقدت به النار أو هيجتها فقد حصبتها، وقال أبو عبيدة كل ما قذفته في النار فقد حصبتها به، فإتقوا الله عباد الله حق التقوى، وإتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله، واتقوا يوما الوقوف فيه طويل، والحساب فيه ثقيل واعلموا عباد الله أنه لن يدخل الجنة إلا من يرجوها، ولن يسلم من النار إلا من يخافها، من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة، وقال الحسن عن النار ” والله ما أنذر العباد بشيء أدهى منها ” فيا عباد الله، تلكم النار وهذه صفة مجيئها وخزنتها وأبوابها، فيا ترى من يطيق زفرة من زفراتها ومن يتحمل لحظة من أيام عذابها
ومن يصبر أو يقوى على لقمة من زقومها وشربة من حميمها، ألا أين العباد جميعا عن هذه الدركات، وتلك المنازل المبكيات؟ أليس فينا متذكر ومتعظ، وهل فينا من مدكر قبل أن يحل بنا هاذم اللذات ومفرق الجماعات؟.
شارك