إيوان يكشف في تصريحات حصرية: قررت دخول عالم التمثيل بشروطي الخاصة.. وتجديد الموسيقى أصبح أمراً必يّاً

إيوان يكشف في تصريحات حصرية: قررت دخول عالم التمثيل بشروطي الخاصة.. وتجديد الموسيقى أصبح أمراً必يّاً

متابعة الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر 

بعد مرور ما يقارب الثمانية عشر عامًا على انطلاقته الفنية،

استطاع الفنان اللبناني إيوان أن يحجز مكانة خاصة وثابتة في قلوب الجمهور العربي،

انطلاقة بدأت بأغنية “قول إنشالله” التي ما زالت محفورة في ذاكرة المستمعين،

وتوالت بعدها الأعمال الغنائية التي تنوّعت بين اللهجات اللبنانية والمصرية والخليجية،

وكان له بصمة ليس فقط في الأداء، بل في التأليف والتلحين أيضًا.

رغم هذا النجاح، اختار إيوان أن يغيب عن الساحة الفنية لفترة طويلة نسبيًا،

غياب لم يكن صاخبًا ولا مُعلنًا، بل جاء بهدوء تام ودون تفسير مباشر،

ما فتح باب التساؤلات حول أسباب هذا الابتعاد المفاجئ.

إلا أن هذا الغياب لم يكن فراغًا،

بل كان كما يصفه هو بنفسه “مرحلة تعلّم وإعادة شحن”،

ليعود بعدها مؤخرًا بأغنية تحمل عنوان “شطبنا”،

وهي عودة يرى فيها انعكاسًا ناضجًا لتجربته،

ورسالة فنية شخصية جدًا تعبّر عنه وتلخّص الكثير مما مرّ به.

رحلة الغياب.. لم تكن فرارًا بل نُضجًا:

في تصريحاته الصحفية الأخيرة، تحدّث إيوان بصراحة وشفافية عن كواليس هذه المرحلة من الغياب، مؤكدًا أنها لم تكن فترة فراغ فني، بل كانت بمثابة محطة إنسانية ونفسية هامة للغاية في مشواره.

يقول:

“الناس شافوا إني اختفيت فجأة، لكن الحقيقة إن الغياب كان لأسباب متعددة، بعضها شخصي جدًا، وبعضها مرتبط بصحتي. كانت فترة مرهقة على أكثر من صعيد، لكن رغم صعوبتها، كانت فرصة ذهبية لمراجعة الذات، والرجوع إلى داخلي كإنسان وفنان. اكتشفت أشياء كتير عن نفسي، عن أسلوبي، عن اختياراتي الفنية، ولاحظت إن في حاجات جوّايا ما تغيّرتش رغم مرور الزمن، وفي حاجات تانية اتطورت كتير، خصوصًا مع تغيّر الذوق العام، وتطور طرق الاستماع، وتعامل الناس مع الفن”.

ويضيف:

“المهم بالنسبة لي كان أرجع وأنا إنسان تاني، مش بس فنان عنده أغنية جديدة، بل إنسان عنده رؤية وصدق ووعي. ما كانش الهدف أرجع عشان الظهور أو الانتشار، لكن أرجع برسالة صادقة. حسّيت إني نضجت، وده انعكس على اختياراتي كلها، سواء في الكلام أو الألحان أو حتى طريقة تصوير الكليب”.

“شطبنا”.. مش مجرّد أغنية، بل حالة:

عن اختياره لأغنية “شطبنا” لتكون عودة رسمية بعد سنوات الغياب، كشف إيوان أن هذه الأغنية لم تأتِ بالصدفة، بل تعبّر عنه بشكل حقيقي، وتعكس تحوّله الشخصي والفني.

قال:

“أنا دايمًا كان عندي حب للهجة المصرية، وبدأت مشواري بيها، وبالنسبة لي كانت دايمًا قريبة لقلبي، فاختيارها كان طبيعي جدًا. أول ما سمعت ‘شطبنا’، حسّيت إنها مش مجرد أغنية، لكن حالة، فكرة فيها طاقة متمردة، ساخرة، بتحاول تمسح الحاجات السلبية اللي ممكن تعطل الإنسان، وتفكره إنه لسه يقدر يقوم ويبدأ من جديد”.

وتابع قائلاً:

“بعد غيابي، كنت بمر بظروف شخصية صعبة، مشاكل وتفاصيل كتير كانت بتسحب مني طاقتي، وقررت إني ما أكمّلش بالشكل ده. الأغنية دي كانت أول خطوة جديدة.. أول صرخة. مش عايز أكمّل في دايرة التعب أو الاستسلام، فـ’شطبنا’ بالنسبة لي كانت قرار.. قرار فني وإنساني إني أرفض الواقع السلبي وأصنع تغيير”.

وتحدّث عن الفيديو كليب قائلًا:

“حبيت أجسد الحالة دي بفكرة بسيطة لكنها عميقة، فقررت أكون في الكليب موظف مكتبي روتيني بيعيش حياة مملة ومكرّرة، لكنه بيقرر يتمرّد على الواقع ويكسر القيد، وده بالضبط كان بيعبر عني. أنا كنت هذا الموظف.. اللي ساكت ومستسلم.. واللي فجأة قرر يقول لأ”.

ردود الفعل.. مفاجأة إيجابية:

عن تفاعل الجمهور مع الأغنية، عبّر إيوان عن فرحته الكبيرة بردود الفعل الإيجابية التي فاقت توقعاته، قائلاً:

“اللي شفته من الجمهور فاجأني فعلًا، مش بس التفاعل الكبير على السوشيال ميديا، لكن نوعية التفاعل، الناس فهمت الرسالة، استوعبت المعنى، وشافت إن الأغنية مش مجرد لحن خفيف، لكن فيها طاقة إيجابية ورسالة فيها تحفيز على كسر كل شيء مؤذي”.

وأضاف:

“أنا كنت متردد في الأول، خصوصًا إني معروف بالأغاني الرومانسية، وده اللون الأقرب لقلبي فعلًا، لكن في ‘شطبنا’ دخلت خط مختلف فيه سخرية وطرافة وتحرر، وكنت خايف الناس تعتبره خروج عن المألوف أو مايتقبلوش. لكن اللي حصل العكس تمامًا، الناس حبّوا التغيير واعتبروه منعش، وده شجّعني جدًا”.

جيل جديد.. وفن بلا حواجز:

وعن نظرته للساحة الغنائية الحالية، أشاد إيوان بالجيل الجديد من الفنانين، وأكد انفتاحه الكامل على التعاون معهم، قائلاً:

“أنا من الناس اللي بتحب تسمع الجديد، تتابع، تفهم، تتعلّم. شايف إن الفن مش حكر على جيل ولا لون معين. فيه موجة جديدة بتحصل دلوقتي، فيها حيوية وجرأة وتكنيك مختلف، وده مش عيب، بالعكس.. ده تطوّر طبيعي”.

وأشاد بإحدى هذه التجارب قائلًا:

“الفنان المصري ويجز من الأسماء اللي لفتت نظري جدًا، لأنه بيقدم حاجة مختلفة وبيعرف يوصل للناس بلغته وطريقته، وأنا أحب أكون جزء من هذا التداخل بين الأجيال. لما الخبرة تلتقي مع الطاقة الجديدة، بيطلع فن حي وحقيقي”.

التمثيل.. شغف مؤجل يعود بشروط:

في تصريح آخر، كشف إيوان عن رغبته القوية في العودة لمجال التمثيل، الذي دخله من قبل لكنه ابتعد عنه مع ابتعاده عن الفن عمومًا.

قال:

“التمثيل بالنسبة لي فن مختلف، فيه حالة وجدان وتعبير مميز، ولما بشتغل على دور تمثيلي بحس إنه بيطلع مني حاجات ما بعرف أعبّر عنها بالغناء. أنا مؤمن بالتمثيل جدًا، لكن عايزه يحصل بالشكل الصح، وبشروط واضحة: نص قوي، مخرج فاهمني، فريق مبدع يخرج مني حاجات جديدة”.

وأضاف:

“بحب التمثيل، لكن ما بدي أرجع بأي حاجة. نفسي أشتغل مع ناس محترفة، وبيشرفني جدًا لو اشتغلت مع نجوم كبار زي كريم عبد العزيز أو ياسمين عبد العزيز أو منة شلبي، وأحب أشتغل كمان مع جيل جديد من الممثلين والممثلات اللي فيهم طاقة عظيمة”.

مشاريع جديدة.. وخطوات قادمة:

وفي ختام تصريحاته، أكّد إيوان أن عودته إلى الفن هذه المرة ليست مؤقتة، بل هي بداية لمرحلة جديدة ناضجة ومليئة بالتجدد، وقال:

“اللي جاي كتير، عندي مشاريع غنائية قريبة جدًا، منها أغنية باللهجة اللبنانية، صيفية وخفيفة، فيها طاقة وبساطة، وبعدها في أغنية جديدة باللهجة المصرية. أنا جاهز أشتغل بكل طاقتي، والهدف واضح: أقدّم فن صادق يلمس القلوب ويترك بصمة حقيقية”.