معتصم النهار يُضيء الشاشة في مسلسله الجديد مع كريم أبو زيد

الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر
وسط أجواء من الحماس والتشويق، ظهر النجم معتصم النهار بابتسامته الهادئة وحضوره اللافت بجوار المؤلف كريم أبو زيد في أول لقاء إعلامي لهما معًا ضمن فاعليات إطلاق مسلسل “أنا أنت.. أنت مش أنا”، حيث تجمّعت عدسات الكاميرات والتقطت لحظة جمعت النجمين أمام خلفيّةٍ ضخمةٍ كُتِبَ عليها اسم العمل، ليُدوَّن بذلك أول مشهدٍ علنيّ لهذا المشروع الدرامي الفريد، الذي يفتح أبوابًا جديدة للنقاش حول الذكاء الاصطناعي والعوالم الرقميّة البديلة.
دراما الواقع الافتراضي… بين التسلية والخطر
يحمل المسلسل في قلبه ثيمة معاصرة وشديدة الجرأة، إذ يناقش فكرة العالم الافتراضي والذكاء الاصطناعي، ليس بوصفهما مجرد تقنيات تُستخدم في الحياة اليومية، بل كعناصر قادرة على التأثير العميق في الإنسان نفسيًا وعاطفيًا وحتى وجوديًا. فوفقًا لتصريحات كريم أبو زيد، فإن المسلسل يُركّز على الطريقة التي تبدأ بها علاقتنا مع التكنولوجيا بشكل بريء وبسيط، ثم تتطوّر شيئًا فشيئًا حتى تصل إلى مستويات خطرة تجعل الإنسان يُعيد النظر في ذاته وفي علاقته بالعالم من حوله. إنها دراما تحمل طابعًا ساخرًا ولطيفًا في آنٍ واحد، وتضع المشاهد أمام مرآة الواقع الذي نحياه، دون أن يشعر أننا نغرق فيه دون مقاومة.
وفي هذا الإطار، لا يُخفي كريم أبو زيد شغفه الواضح بالتكنولوجيا ومتابعته المستمرة لكل جديد في هذا العالم، مؤكدًا أنّ هذا الولع كان شرارة انطلاقة الفكرة من الأساس. إذ يرى أن التحوّلات الرقمية ليست مجرد تغيّرات تقنية، بل هي تحوّلات ثقافية واجتماعية ونفسية عميقة تستحق المعالجة الفنية والدرامية.
معتصم النهار: حضور ناضج واختيارات ذكية
أما النجم معتصم النهار، فيُجسّد هذه الرؤية المعقدة من خلال دور البطولة، مُستندًا إلى تجربته الطويلة في الأداء والتنوّع الذي بات يُميّز اختياراته. ففي كل ظهورٍ جديد له، يثبت معتصم أنه ليس فقط نجمًا يتمتع بالكاريزما، بل أيضًا فنانًا واعيًا، لا يختار أدواره عبثًا، بل يُفكّر ويُخطّط ويخوض التحدي بجرأة. فأن يقدّم عملًا يدمج بين الكوميديا والفلسفة وبين الترفيه والتحذير، فذلك يتطلب توازنًا دقيقًا، لا يجيده إلا من فهم أن الفن مسؤولية وليس ترفًا.
وقد عكس ظهوره في الصورة التي جمعت بينه وبين كريم أبو زيد حجم الانسجام الفني بينهما، حيث وقف النجمان أمام الخلفية البصرية للعمل وهما يبتسمان بثقةٍ وهدوء، وكأنهما يُعلنان ضمنًا أن هذا المشروع هو وليد تعاونٍ ناضج، لا يبحث عن البريق الزائف، بل عن التأثير الحقيقي.
في خطوة استراتيجية، يُنتظر أن يُعرض مسلسل “أنا أنت.. أنت مش أنا” على إحدى المنصّات الرقمية الحديثة، بعيدًا عن الزحام ، وهي خطوة ذكية تتيح للعمل فرصة أكبر للانتشار والتأمل. إذ يُراهن صناعه على جمهور مختلف؛ جمهور يُفضّل المشاهدة الحرة، ويبحث عن موضوعات جديدة لا تُكرّر الوصفات التقليدية.
ميرنا نور الدين… عنصر نسائي يُكمّل المعادلة
ومن أبرز الأسماء التي تمّ الإعلان عن انضمامها للمسلسل، النجمة ميرنا نور الدين، التي تُضيف بوجودها بعدًا آخر للدراما. فإلى جانب الجاذبية البصرية التي تمتلكها، عُرفت ميرنا بقدرتها على تجسيد شخصيات مركّبة ومعقّدة، وهو ما يُتوقّع أن يثري المسلسل في بُعده العاطفي والنفسي، ويُعمّق من تشابك العلاقات بين الأبطال، خصوصًا في سياق دراميّ يتناول قضايا الهوية والانفصال عن الذات الحقيقية.
عمل واعد… ورسالة فنية تتجاوز التسلية
ليس من السهل خوض غمار موضوعات مثل الذكاء الاصطناعي وفقدان الواقع، خاصةً في سياق عربي لا يزال حديث العهد بمثل هذه المعالجات، لكن “أنا أنت.. أنت مش أنا” يبدو واعدًا في تقديم دراما ترفيهية تلامس العمق، وتُعبّر عن أسئلة هذا العصر، من قبيل:
هل لا زلنا نحن، كما كنّا؟ أم أننا أصبحنا ما تصنعه أجهزتنا عنّا؟
هل نمسك زمام التكنولوجيا، أم أننا بتنا أسرى شاشاتها وبياناتها؟
وأين تنتهي الحدود بين الإنسان الافتراضي والإنسان الحقيقي؟
تلك الأسئلة وغيرها، يفتحها هذا العمل الدرامي برؤية جريئة وبأداء فني واعد، وبطموح واضح من صناعه في تقديم فنّ يُخاطب وجدان العصر، ويحتفي بالعقل دون أن يُهمِل القلب.
ظهرت المقالة معتصم النهار يُشعل الأضواء في مسلسله الجديد برفقة كريم أبو زيد أولاً على جريدة الصوت المصرية.