لقاء شباب المهندسين تحت رعاية النقابة العامة: تدريب وتأهيل لمستقبل هندسي مشرق

في إطار حرص نقابة المهندسين المصرية على دعم شباب المهندسين، والارتقاء بمستويات التدريب والتأهيل المهني بما يواكب مستجدات سوق العمل، نظّمت لجنة التدريب بالنقابة العامة بالتعاون مع شركة كاد ماسترز للتدريب ملتقى “يوم شباب المهندسين”، وذلك بحضور ما يقارب من 650 مهندس ومهندسة من الخريجين وطلاب كليات الهندسة.
وفي كلمته الافتتاحية التي ألقاها عبر تقنية “زووم”، رحّب المهندس طارق النبراوي– نقيب المهندسين، بالمشاركين، مؤكدًا على أهمية الاستثمار في تدريب وتأهيل شباب المهندسين، بوصفه أحد الركائز الأساسية للنهوض بالمهنة، ومفتاحًا لتمكينهم من مواكبة أحدث التقنيات العالمية في المجالات الهندسية المختلفة.
وأشار “النبراوي” إلى أن مهنة الهندسة تتطلب بشكل دائم ومستمر تطويرًا معرفيًّا ومهنيًّا، موضحًا أن النقابة تبذل جهودًا كبيرة في هذا الإطار، وأن من واجبها إيصال هذه الجهود إلى كافة المهندسين في مختلف القطاعات والتخصصات.
وفي مداخلته عبر “زووم” قال المهندس محمود عرفات- أمين عام النقابة: “أن ملتقى شباب المهندسين للتدريب يأتي في إطار حرص النقابة على دعم وتأهيل الكوادر الهندسية الشابة لمتطلبات سوق العمل المتغيرة، مؤكداً أنّ النقابة تضع التدريب والتأهيل المهني على رأس أولوياتها، انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه شباب المهندسين ومستقبل المهنة.
وأشار “عرفات” إلى أن الفترة الحالية تشهد تنافسًا كبيرًا في سوق العمل المحلي والإقليمي والدولي، وهو ما يستوجب على المهندس الشاب أن يمتلك من المهارات والمعرفة التطبيقية ما يؤهله للتميز والتفوق، مضيفًا أن الاكتفاء بالشهادة الجامعية لم يعد كافيًا وحده، بل بات لزامًا أن يقترن ذلك ببرامج تدريبية متخصصة ومتواكبة مع التطورات التقنية والمهنية المتسارعة.
وأوضح أن نقابة المهندسين، من خلال لجنة التدريب وإدارة التدريب، تعمل وفق خطة استراتيجية لتقديم برامج تدريبية نوعية، بالشراكة مع مؤسسات تدريبية مرموقة، مشيراً إلى أن هذه البرامج لا تقتصر على الجانب النظري فقط، بل تركز على الجوانب العملية والمهارية التي تمكّن المتدرب من الانخراط الفعلي في سوق العمل.
وأضاف الأمين العام أن الملتقى يُعد نموذجًا حيًّا على التفاعل البنّاء بين النقابة وشباب المهندسين، ويعكس إيمان النقابة العميق بأن مستقبل المهنة يبدأ من تمكين الشباب ومنحهم الأدوات التي يحتاجونها للنجاح، مشيرًا إلى أن النقابة لا تدخر جهدًا في سبيل تعزيز فرصهم في الحصول على وظائف مناسبة تليق بما تلقوه من تعليم وتدريب.
وفي ختام كلمته، وجّه المهندس محمود عرفات الشكر إلى لجنة التدريب بالنقابة، وإلى إدارة التدريب، على ما بذلوه من جهد ملموس وتنظيم راقٍ لهذه الفعالية المتميزة، مؤكداً أن هذا النجاح التنظيمي يعكس روح العمل الجماعي داخل النقابة، ويعزز ثقة المهندسين في مؤسستهم النقابية.
بدوره أكد المهندس أسامة حسن- عضو مجلس النقابة ومقرر لجنة التدريب، على أن اللجنة تعمل وبصفة مستمرة على تطوير برامجها التدريبية بما يواكب المتغيرات المتسارعة بما يحقق التوازن المطلوب بين الجانب الأكاديمي النظري والممارسات المهنية الفعلية.
وأوضح مقرر لجنة التدريب أن النقابة، من خلال لجنتها المتخصصة، تستند إلى رؤية شاملة تضع المهندس الشاب في صدارة أولوياتها، وتسعى إلى تمكينه من بناء مسار مهني مستدام، عبر تقديم تدريبات متخصصة ومحدثة تغطي مجالات عدة وتواكب احتياجات السوق.
وأكد أن من أبرز أهداف هذه البرامج ليس فقط رفع الكفاءة الفنية للمهندس، بل أيضاً تطوير قدراته الشخصية والمهنية، مثل مهارات التواصل، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، وهي مهارات لا غنى عنها في بيئة العمل الحديثة.
وفي ختام كلمته، أعلن مقرر لجنة التدريب عن خصم 50% لجميع الحاضرين على برامج كاد ماسترز التدريبية، التي ستُعقد داخل أكاديمية التدريب بنقابة المهندسين، دعمًا مباشرًا لتطوير مهارات الشباب وفتح آفاق جديدة أمامهم.
كما وجّه المهندس “أسامة حسن” الشكر إلى نقيب المهندسين وأعضاء هيئة المكتب ومجلس نقابة المهندسين على دعمهم المتواصل، وإلى كل الجهات الشريكة التي تؤمن بأهمية التدريب كأداة حقيقية لبناء مستقبل أفضل للمهنة وللمهندسين، مشدداً على أن لجنة التدريب ستواصل العمل بكل جدية واحتراف لتقديم أفضل ما يمكن لشباب المهندسين في مختلف التخصصات.
وعلى هامش الملتقى، نظّمت شركة “كاد ماسترز” عددًا من المحاضرات التدريبية المتخصصة، التي استهدفت تعزيز معرفة المهندسين الشباب بسوق العمل المحلي والإقليمي، وتنمية مهاراتهم التقنية والعملية.
استُهلّت المحاضرات بكلمة للمهندس طاهر محمد سعيد، الذي تحدّث عن أهمية هذا الملتقى في صقل مهارات الخريجين والطلاب، وخاصة في مجالات الجرافيك، والمهارات الشخصية، والقدرات غير التقنية، والتي تُعد ضرورية لتحقيق التواصل الفعّال والتكيف مع بيئات العمل المختلفة، بما يضمن استكمال المشاريع بنجاح.
كما ألقى المهندس المعماري باسم نور، محاضرة تناول فيها مفهوم “نمذجة معلومات البناء (BIM)”، موضحًا أثر هذا النظام في تحسين جودة التصميم، وتنظيم مراحل تنفيذ المشروعات، وأهميته المتزايدة في السوقين المصري والخليجي.
وفي محاضرة متخصصة، تناول المهندس طاهر حجازي معيار “ISO 19650″، وهو سلسلة من المعايير الدولية الخاصة بإدارة المعلومات في قطاع التشييد والبناء، خصوصًا فيما يتعلق بتطبيقات “BIM”، وأهمية هذه المعايير في توحيد الممارسات المهنية وتسهيل التعاون بين مختلف أطراف المشروع.
أما المهندس عمرو زكي، فقد سلّط الضوء، خلال محاضرته على دور الذكاء الاصطناعي في تحسين أداء المشاريع الهندسية، من خلال تقديم تحليلات لحظية للبيانات، وتحسين خطط التنفيذ وإدارة النطاق الزمني للمشاريع.
كما تحدّث المهندس عبد الله زكريا عن تطبيقات “BIM” في إدارة المشروعات الضخمة ومتعددة الاستخدامات، مشيرًا إلى قدرته على تحسين التصميم، وتيسير عمليات البناء والتشغيل للمباني المعقدة والمستدامة.
واختُتمت الجلسات بمحاضرة للدكتور وليد الشامي، تناول خلالها أسس إدارة المشروعات الهندسية، مشددًا على أهمية الالتزام بالمنهجيات العلمية لضمان نجاح المشاريع.
ويأتي هذا الملتقى ضمن سلسلة من الفعاليات والأنشطة التي تنظمها نقابة المهندسين المصرية، بالتعاون مع مؤسسات في القطاع الخاص، انطلاقًا من رؤيتها الإستراتيجية لدعم شباب المهندسين وتمكينهم من دخول سوق العمل بكفاءة واقتدار.