مارسيل سمير: المشروع الأكثر أهمية لثورة 30 يونيو

مارسيل سمير: المشروع الأكثر أهمية لثورة 30 يونيو

أهم ما أكدته ثورة ٣٠ يونيو أن الشخصية المصرية لا تقبل العبث بهويتها، ما لا تقبل المساس بوحدة وتماسك الدولة المصرية، وضرب المصريون المثل في التلاحم دفاعًا عن وطنهم، ضد الهجمة الظلامية لتيار الإسلام السياسي.

تصدت كل فئات الشعب المصري لسيناريو أخونة الدولة، (عمال وفلاحين وطلاب وأدباء وفنانين ومثقفين .. و غيرهم) ، وخرجوا للثورة بعشرات الملايين، وانحاز الجيش الوطني للإرادة الشعبية .

وتجلت عبقرية المصريين فيما يعرف بـ “الدبلوماسية الشعبية”، في مواجهة الحملات الإعلامية الشرسة، التي شنها التنظيم الدولي للجماعة الإرهابية ضد مصر، بتوضيح حقيقة ما حدث للخارج .

وقام حزب التجمع بواحد من أهم أدواره التاريخية، لدعم الثورة المصرية، من خلال تواصل قياداته بدول أمريكا اللاتينية، بالتنسيق مع أجهزة الدولة المعنية، لتوضيح الصورة الحقيقية للثورة.

الآن ونحن نحتفل بمرور 12 عامًا على الثورة ، نرى أن مخطط استهداف الدولة المصرية ما زال حاضرًا، وهو ما يجب أن نواجهه بالوعي الجمعي الذي لن يأتي بالأماني الطيبة، أو بمغازلة النوايا الحسنة، و إنما من خلال مشروع ثقافي وطني، يشمل كل أطياف الشعب، فمصر وشعبها متفرد في تركيبته، التي وصفها المفكر اليساري الراحل الدكتور ميلاد حنا، في كتابه الأيقوني “الأعمدة السبعة للشخصية المصرية”، وهذه التركيبة التي تأثرت بالتاريخ وجغرافيا المكان، تستأهل مثل هذا المشروع، الذي سيمكننا من مواجهة التحديات الآنية، وتلك التي في علم الغيب.