رئيس قطاع الرعاية الصحية: زيادة عدد خريجي كليات الطب إلى 26 ألف سنويًا يعزز استدامة النظام الصحي.

رئيس قطاع الرعاية الصحية: زيادة عدد خريجي كليات الطب إلى 26 ألف سنويًا يعزز استدامة النظام الصحي.

ترأس الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، جلسة رفيعة المستوى بعنوان: “تحالف من أجل التميز: الجامعات، الهيئة العامة للرعاية الصحية، ومستقبل الرعاية الصحية المتكاملة”، والتي نظّمتها الهيئة ضمن فعاليات النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر الصحة الإفريقي (Africa Health ExCon 2025).

وجاءت الجلسة في إطار بناء نظام رعاية صحية متكامل ومستدام يضع المواطن في قلب المنظومة، حيث تنبع من رؤية طموحة ليست وليدة اللحظة، بل تستند إلى إرث مصر العريق وريادتها في مجالي الطب والرعاية الصحية، حيث أصبحت الدولة نموذجًا يُحتذى به.

وقد ناقشت الجلسة أهمية توحيد الجهود الوطنية، ووجهت دعوة مفتوحة لقوى مصر في التعليم والصحة للاتحاد والعمل بتناغم كبير، من خلال مناقشة آفاق التعاون بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، إلى جانب الاستفادة من الخبرات الدولية، بالتعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية.

وهدفت الجلسة إلى ما هو أبعد من تشخيص التحديات، إذ سعت إلى استكشاف الفرص الواعدة التي يتيحها هذا التكامل، وطرح تساؤلات حول سبل صقل الكوادر الطبية، وضمان توافق مخرجات التعليم مع احتياجات قطاع الرعاية الصحية المصري، وكيفية تحويل تلك الشراكات إلى نموذج عالمي للتميز.

أوضح د. السبكى أن مصر، شأنها شأن العديد من دول المنطقة والعالم، تعاني من نقص في بعض الكوادر الطبية، ويُعد نقص الأطباء وندرة العاملين في القطاع الصحي أحد أكبر التحديات التي تهدد استدامة النظم الصحية، وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية.

وأشار إلى أن مصر تمتلك واحدة من أكبر البنى التحتية التعليمية في العالم، بالإضافة إلى كوادر أكاديمية ذات كفاءة عالية في مختلف التخصصات الطبية، مما يجعل من عملية تخريج الكوادر عملية مستمرة ومستدامة.

وأضاف: “قبل سنوات كنا نخرج ما بين 9 إلى 10 آلاف طبيب سنويًا، واليوم نتحدث عن أعداد ستتراوح بين 25 إلى 26 ألف طبيب سنويًا خلال العامين المقبلين”، مؤكدًا أن هذا التحول سيكون أحد العوامل الجوهرية في دعم استدامة منظومة التأمين الصحي الشامل.

كما أشار إلى توقيع العديد من بروتوكولات التعاون بين الهيئة والجامعات الحكومية والخاصة والأهلية، بشكل فعال لتدريب الكوادر من تلك الجامعات والاستفادة من كوادرها البشرية والعلمية في تقديم الخدمات العلاجية.

وقال إن الدولة استثمرت في البنية التحتية الصحية من خلال بناء مجمعات طبية ومستشفيات ومراكز ووحدات الرعاية الصحية الأولية، وكان لا بد من وجود كوادر بشرية مؤهلة لتشغيل هذه المنشآت، مشيرًا إلى توفير منظومة تدريب وتعليم مستدامة داخل الهيئة، وهو ما تحقق أيضًا من خلال التكامل القائم اليوم بين المؤسسات الأكاديمية والعلاجية.

وأكد اهتمام الهيئة بإعداد برامج تدريبية نوعية، خاصة لفئات الاستشاريين والأخصائيين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية نقل الخبرات إلى الأطباء المقيمين أو الأطباء المقيمين المؤهلين.

واختتم كلمته بالتأكيد على أن مصر تمتلك أعرق الجامعات وأكفأ الكوادر الطبية في العالم، ولديها سفراء متميزون في جميع التخصصات، مشددًا على ضرورة استبقاء هذه الكوادر واستعادة الكفاءات المهاجرة. وأعرب عن سعادته بالمشاركة في الجلسة مع هذه النخبة من رؤساء الجامعات، متمنيًا استمرار التعاون والازدهار لمصر بجناحيها الأكاديمي والعلاجي.

و جاب  الدكتور محمد ضياء، رئيس جامعة عين شمس، عن سؤال حول كيفية استثمار الجامعة لإرثها العريق والتطور التكنولوجي داخل مستشفياتها لضمان إعداد قادة المستقبل في مجال الطب ودعم منظومة التأمين الصحي الشامل، مؤكدًا أهمية التكامل بين جميع قطاعات الرعاية الصحية، ومشيرًا إلى أن الجامعة تمتلك كوادر متميزة، وتعمل باستمرار على تقييم وتحديث مناهجها التعليمية لتواكب تطورات سوق العمل.

وأضاف أنه تم تطوير مستشفيات جامعة عين شمس منذ عام 2018 بتكلفة بلغت 6 مليارات جنيه، من خلال تمويل الدولة ومشاركات المجتمع الأهلي والخاص والموارد الذاتية، بما يضمن تقديم أعلى مستوى من الرعاية الصحية، ومواكبة التطورات التكنولوجية، وتعزيز الحصول على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والانضمام إلى منظومة التأمين الصحي الشامل.

وفي ذات السياق، جاء رد الأستاذة الدكتورة جيهان فكري، رئيس جامعة سيناء، على سؤال حول مساهمة البنية التكنولوجية المتقدمة والنهج الرقمي المتكامل في سد الفجوات النوعية في سوق العمل الصحي، حيث أوضحت أن الجامعة نجحت في دمج التكنولوجيا والتحول الرقمي في جميع جوانب العملية التعليمية، من خلال الشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات التكنولوجيا، وتوفير فرص التدريب الشامل للطلاب، وتعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي بما يواكب احتياجات السوق المحلي والدولي.

كما تحدث البروفيسور “فينس”، رئيس جامعة هيرتفوردشاير، مجيبًا على سؤال حول دور التدريب الإكلينيكي والتعليم المبكر في إعداد الطلاب ليكونوا مهنيين متكاملين قادرين على الابتكار والمشاركة الفعالة ضمن منظومة الرعاية الصحية الشاملة، مؤكدًا أن الجامعة تطبّق تدريبًا إكلينيكيًا مكثفًا منذ السنة الأولى في الكليات الطبية، مما يمكّن الطلاب من اكتساب مهارات عملية ومعرفية متقدمة، إلى جانب مهارات قابلة للنقل مثل التفكير النقدي والعرض والبحث العلمي، وهو ما يعزز التطور المهني وقدرتهم على تقديم خدمات مجتمعية متميزة.

وأضاف أن التعاون مع الهيئة العامة للرعاية الصحية يمكّنهم من تقديم أفضل البرامج التدريبية الملائمة للسوق المصري، مع التركيز على قضايا الصحة والمساواة الصحية التي تُعد ذات أهمية كبرى لصحة السكان ورفاهيتهم.

وعند توجيه السؤال للدكتور علاء العشماوي، رئيس جامعة دراية، حول كيفية الربط بين التحول الرقمي ومعايير الجودة العالمية لتخريج كوادر صحية مؤهلة لمنظومة التأمين الصحي الشامل، أوضح أن الجامعة تعتمد منظورًا فريدًا يربط بين الجودة الأكاديمية وواقع السوق. من خلال مراكز تكنولوجية وريادة الأعمال، يتم دمج البحث العلمي مع التدريب العملي داخل منشآت صحية، مما يعزز جاهزية الخريجين.

وأكد على أن التعاون مع هيئة الرعاية الصحية يضمن تنمية مهارات الطلاب داخل بيئة العمل الحقيقية بما يتوافق مع احتياجات المنظومة كافة.