خبراء: لمكافحة وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية، يجب أن تتعاون الدولة والمجتمع والإعلام.

خبراء: لمكافحة وصمة العار المرتبطة بالصحة النفسية، يجب أن تتعاون الدولة والمجتمع والإعلام.

أكد الدكتور هشام رامي أستاذ الطب النفسي وأمين عام الجمعية المصرية للطب النفسي، أن الدراما تلعب دورًا كبيرًا في تشكيل الوعي العام، مشيرًا إلى أن تناولها لموضوعات الصحة النفسية يمكن أن يكون سلاحًا ذا حدين، فهي إما تساهم في بناء تعاطف وفهم مجتمعي أعمق لقضايا المرض النفسي، أو تكرّس صورًا نمطية خاطئة تعزز من الوصمة والعزلة…جاء ذلك خلال مشاركته في ندوة عقدها المجلس القومي للصحة النفسية، بعنوان «تناول الدراما المصرية لقضايا الصحة النفسية»، ضمن مشاركته في فعاليات النسخة الرابعة من معرض ومؤتمر Africa Health ExCon 2025،

وأوضح «رامي» أن استعراض نماذج المرضى النفسيين في الدراما المصرية ما زال في كثير من الأحيان يقدَّم من منظور تجاري أو كوميدي، ما يؤدي إلى تسطيح المعاناة الحقيقية لهؤلاء المرضى، مؤكدًا على أهمية إدماج المتخصصين في مراحل إنتاج المحتوى الدرامي لضمان دقة التناول.

وشدد على ضرورة أن تكون الدراما معبّرة عن الحقيقة الإنسانية والاجتماعية للمريض النفسي، لا أن تكرس فكرة الخطر أو الانفصال عن الواقع، مشيدًا بالخطوات التي بدأت بعض الأعمال الدرامية اتخاذها نحو تقديم صورة أكثر توازنًا وواقعية.

فيما أوضح الدكتور أحمد جمال الدين النحاس رئيس الإدارة المركزية للأمانة الفنية للمجلس القومي للصحة النفسية،

أن القانون رقم 71 لسنة 2009 بشأن رعاية حقوق المريض النفسي يعد خطوة محورية في ضمان كرامة المريض النفسي وحقوقه القانونية، مشيرًا إلى أن المجلس القومي للصحة النفسية يعمل بشكل متكامل ليس فقط على الرقابة، ولكن على وضع السياسات، وتدريب مقدمي الخدمة، والتأكد من تطبيق المعايير المهنية والإنسانية في التعامل مع المرضى.

وأشار «النحاس» أن القانون ينظم حقوق المريض في المعرفة، والموافقة على العلاج، وتوفير بيئة آمنة، والحماية من الإيذاء أو التمييز، إلى جانب المتابعة المستقلة لحالته الصحية، مؤكدًا أن المجلس يتعاون مع مختلف الهيئات والمستشفيات والمجتمع المدني لضمان تطبيق تلك الحقوق على أرض الواقع.

وأضاف: القانون والمجلس وحدهم لا يكفيان، فمواجهة وصمة المرض النفسي وتغيير الصورة الذهنية عنه يتطلب تضافر جهود الدولة والمجتمع والإعلام، ويأتي الفن والدراما في القلب من هذا التغيير.

أوصت الندوة بضرورة استمرار الحوار بين المتخصصين في الصحة النفسية وصنّاع الدراما، مع اقتراح وضع مدونة إرشادية لتناول موضوعات الصحة النفسية في الإعلام، وتشجيع الأعمال الفنية التي تعكس قضايا المرضى النفسيين بصورة إنسانية وعلمية.