“الأهالي” تناقش مع رئيس حزب التجمع في ذكرى 30 يونيو: سيد عبد العال يؤكد أن ثورة 30 يونيو أنقذت مصر من حرب أهلية محتملة

الاحتفال بالثورة مناسبة سنوية لنجدد عهدنا للوطن
خروج ملايين المصريين في 30 يونيو توج نضال “التجمع” ضد قوى الظلام والتطرف
الجماعة الإرهابية سعت لتغيير هوية المجتمع المصري وتجاهلت مخزونه الحضاري المتراكم
حتى الآن لم نتجاوز كل التحديات.. والمعركة لم تنتهِ بعد
نرفض الدعوات المشبوهة بعودة الإخوان للمشهد العام.. ومصر لن تعود إلى الوراء
الرئيس السيسي قائد استثنائي وأثبت قدرته على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة
الاصطفاف الوطني ضرورة حتمية للحفاظ على أمن واستقرار الدولة
محاربة الفكر المتطرف عملية طويلة الأمد تتطلب مشاركة الجميع
** ماذا يمثل لكم الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو؟
– الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو يمثل لحزبنا الكثير، فهو ليس مجرد احتفال بحدث تاريخي مضى، بل هو تجديد لعهدنا مع الوطن، وتأكيد على إرادة الشعب المصري التي تجلت في أبهى صورها بخروج عشرات الملايين إلى الشوارع والميادين، والقرى والنجوع ليعلنوا رفضهم القاطع لحكم جماعة الإخوان الإرهابية.
نحتفل كل عام بثورة 30 يونيو لنستعيد ذكرى إنقاذ الوطن من مصير مجهول، واستعادة الدولة لمؤسساتها، الثورة بالنسبة لنا ميلاد جديد لمصر الحديثة كما نأملها.
**وماذا تمثل “30 يونيو” لحزب التجمع؟
-حزبنا كان في طليعة القوى الوطنية التي دعت للثورة وحشدت لها، فهذا اليوم يمثل تتويجًا لنضالنا الطويل ضد تيار التأسلم السياسي، وقوى الظلام والتطرف، وتأكيدًا على مبادئ الحزب في الحفاظ على الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية.
** كيف تقيم دور الثورة، في إنقاذ مصر من حكم الإرهاب؟
– دور ثورة 30 يونيو في إنقاذ مصر من حكم جماعة الإخوان الإرهابية هو دور تاريخي لا يمكن الاستهانة به، كانت مصر على شفا الهاوية، فالجماعة لم تكن تسعى فقط للسيطرة على مفاصل الدولة، بل اتجهت بإصرار لتغيير هوية المجتمع المصري وقيمه الوطنية، دون الالتفات للمخزون الحضاري المتراكم لشعبنا عبر آلاف السنين.
رأينا خلال عام واحد فقط من عمر الجماعة، كيف حاول “الإخوان” تفكيك مؤسسات الدولة، وضرب الوحدة الوطنية بتهميش بعض مكونات الشعب المصري، وتغيير المناهج التعليمية، والسيطرة على الإعلام، تعجلوا إقامة الدولة الطائفية، التي لا تتناسب مع طبيعة مصر وشعبها.
** إذن ثورة 30 يونيو هي التي صححت هذا المسار؟
– بلا أدنى شك، الثورة وضعت حدًا لهذا التدهور الشامل، وكشفت عن إرادة شعبية جارفة، مدعومة بجيش وطني أصيل، تمسكت بعدم السقوط في فخ الفكر الظلامي، الثورة أجهضت مخططات الجماعة الإرهابية، وأنقذت مصر من حرب أهلية محتملة على أساس طائفى يؤدى لتفتيت الدولة، وحمت أمنها القومي من تهديدات كانت وشيكة.
يمكنني القول إن 30 يونيو لم تكن مجرد ثورة سياسية، بل كانت ثورة وجودية أنقذت مصر من مصير مظلم كان ينتظرها.
** ما أبرز التحديات التي واجهت مصر في أعقاب الثورة؟
– التحديات التي واجهت مصر في أعقاب الثورة كانت جسيمة ومتعددة الأوجه، وكان التحدي الأمني هو الأبرز على الإطلاق، بعد أن حاول الإخوان (وأنصارهم) الثأر من المصريين من خلال أعمال العنف والتخريب والإرهاب، في محاولة يائسة لإفشال الثورة وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.
وإلى جانب ذلك، كان هناك التحدي الاقتصادي، الذي استوجب ضرورة استنهاض القطاعات الاقتصادية الإنتاجية والخدمية، وأضف إلى ذلك التحديات الاجتماعية أيضًا، مثل محاربة الفكر المتطرف، وتجديد الخطاب الديني، وتعزيز قيم المواطنة والتسامح، كل هذه التحديات كانت تتطلب جهودًا جبارة وتكاتفًا من جميع أطياف الشعب المصري، وهو ما حدث بالفعل بفضل وعي الشعب والتفافه حول قيادته.
**هل يمكننا القول أننا تجاوزنا هذه التحديات، أم أنها ما زالت قائمة؟
– قطعت مصر شوطًا كبيرًا في تجاوز الكثير من هذه التحديات، ولكن لا يمكننا القول إننا تجاوزناها بالكامل، واستقرت الثورة وحققت أهدافها الكاملة، فخطر الإرهاب ما زال قائما ومدعومًا من قوي خارجية، ولكن أمامنا تحديات اقتصادية تتعلق بالتضخم، وارتفاع الأسعار والتوسع فى المشروعات الإنتاجية لتوفير فرص عمل، وتحسين مستوى معيشة المواطنين ورفع مستوى الخدمات الأساسية، كما أن التحديات السياسية والاجتماعية أيضًا تتطلب عملًا مستمرًا، فبناء دولة ديمقراطية حديثة، وتعزيز قيم المواطنة، ومحاربة الفكر المتطرف، هي عملية طويلة الأمد تتطلب مشاركة الجميع، لذا، يمكن القول إننا ما زلنا على الطريق، وقد حققنا إنجازات كبيرة، ولكن المعركة لم تنتهِ بعد.
** ما تفسيرك لدعوات البعض بعودة جماعة الإخوان للمشهد السياسي باعتبارها “فصيلًا سياسيًّا أخطأ”؟
– هذه الدعوات مضللة وخطيرة للغاية، جماعة الإخوان ليست فصيلًا سياسيًّا أخطأ، بل هي جماعة إرهابية، ثبت تورطها في أعمال عنف وتخريب، وسعت إلى هدم الدولة المصرية من الداخل، وكشفت التجربة القصيرة لحكمهم عن وجههم الحقيقي.
** وإلى أي مدى ترى تجاوب المصريين مع هذه الدعوات؟
– تجاوب المصريين مع هذه الدعوات يكاد يكون معدومًا، الشعب المصري، بوعيه الفطري وتجربته المريرة مع جماعة الإخوان، يدرك تمامًا خطورتها، وأهدافها الحقيقية، لذا خرج الملايين في 30 يونيو ليس فقط لإسقاط حكم الإخوان، بل لرفض فكرهم وأيديولوجيتهم المتطرفة.
** ما أبرز المؤشرات أمامكم، التي تدل على أن خطر “الإخوان” على الأمن القومي المصري ما زال قائمًا؟
– على الرغم من الضربات القوية التي تلقتها الجماعة الإرهابية، لكن خطرها على الأمن القومي المصري ما زال قائمًا، وهناك عدة مؤشرات تدل على ذلك، ومنها استمرار محاولاتهم لاستهداف الدولة ومؤسساتها من خلال الخلايا النائمة أو العناصر الإرهابية المرتبطة بهم، واستمرار حملات التشويه والتحريض ضد الدولة المصرية وقيادتها في وسائل الإعلام التابعة لهم أو الممولة من جهات معادية، بهدف زعزعة ثقة الشعب فى ثورته، وكذلك محاولاتهم المستمرة لاختراق بعض المنظمات والمؤسسات المجتمعية، باستغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة لتجنيد عناصر جديدة، وارتباطهم الوثيق ببعض التنظيمات الإرهابية الأخرى في المنطقة، لتقويض استقرار مصر. كل هذه المؤشرات تؤكد أن المعركة ضد هذه الجماعة وفكرها لم تنتهِ بعد، وتتطلب يقظة مستمرة، وتجفيفًا لمصادر تمويلهم، ومواجهة فكرهم المتطرف بكل السبل.
** كيف ترى دور الأحزاب السياسية، والقوى الوطنية في ترسيخ مكتسبات الثورة؟
– في الفترة التي سبقت 30 يونيو، لعبت هذه الأحزاب والقوى دورًا أساسيًّا في حشد الشعب وتوعيته بخطورة جماعة الإخوان وإسقاط حكمهم، وبعد الثورة، استمر هذا الدور في دعم الدولة ومؤسساتها في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية.
إن ترسيخ مكتسبات الثورة يتطلب منا جميعًا الاعتراف بأن أهدافها لم تتحقق وهو ما يفرض علينا تجاوز الخلافات الثانوية، والتركيز على المصلحة العليا للوطن، وحزب التجمع – على سبيل المثال – كان ولا يزال يدعم الدولة الوطنية التى أساسها قيم المواطنة واحترام الدستور والإسراع باستكمال البنية الاقتصادية ذات الطابع الإنتاجى فى قيادة الاقتصاد الوطنى، ورفع كفاءة الخدمات، خاصة فى مجالى التعليم والصحة، وهما أساس التنمية البشرية.
** شهدت السنوات الـ 12 الماضية انطلاقة تنموية هائلة، وإنجاز مشروعات قومية عملاقة، هل ترى أن ثورة 30 يونيو، هي الدافع الأساسي لهذه المسيرة التنموية؟
– بكل تأكيد، ثورة 30 يونيو هي الدافع الأساسي لهذه المسيرة التنموية المتسارعة وغير المسبوقة التي شهدتها مصر خلال السنوات الـ 12 الماضية، فقد عانت مصر من شلل تنموي فى جميع القطاعات، فالإخوان لم يكن لديهم أي رؤية اقتصادية للتنمية، وبعد الثورة، ومع استعادة الدولة لاستقرارها، بدأت القيادة السياسية في وضع رؤية شاملة للتنمية، تستهدف بناء دولة حديثة قوية، هذه الرؤية تمت ترجمتها إلى مشروعات قومية عملاقة في جميع المجالات بداية بالبنية التحتية كضرورة حتمية لإنجاح الخطة التنموية الشاملة واستعادة دور الصناعة والزراعة كمحركين رئيسيين للتنمية، هذه المشروعات لم تكن لتتحقق لولا الاستقرار الذي وفرته الثورة، وتوافر الإرادة السياسية القوية.
إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسي، بل كانت نقطة تحول شاملة، أطلقت قدرات مصر الكامنة، ووضعتها على طريق التنمية المستدامة إنها ثورة أعادت الثقة في قدرة المصريين على بناء مستقبل أفضل لأنفسهم وللأجيال القادمة.
** الاستقرار والأمن هما حجر الزاوية لأي تنمية، فكيف ساهمت قرارات وإجراءات الدولة بعد الثورة، تحت قيادة الرئيس السيسي، في استعادة الأمن والأمان للمواطن المصري، وإلى أي مدى انعكس ذلك على حياته اليومية؟
– الاستقرار والأمن هما بالفعل حجر الزاوية لأي تنمية حقيقية، وبعد ثورة 30 يونيو اتخذت الدولة قرارات وإجراءات حاسمة لاستعادة الأمن والأمان للمواطن المصري.
في المقام الأول، تم التعامل بحزم مع الإرهاب والتطرف، وتمت ملاحقة العناصر الإرهابية وتجفيف منابع تمويلها، وقامت قوات الأمن والجيش بعمليات بطولية لتطهير سيناء من الإرهاب، وتأمين الحدود، وحماية المنشآت الحيوية، كما تم تطوير وتحديث أجهزة الشرطة، وتعزيز قدراتها، وكل هذه الإجراءات كان لها انعكاس مباشر وإيجابي على حياة المواطن اليومية٠
عاد الأمان إلى الشوارع والميادين، وعادت الحياة إلى طبيعتها، واستعادت الأنشطة الاقتصادية والسياحية عافيتها، وشعر المواطن بالثقة في قدرة الدولة على حمايته وتوفير بيئة آمنة له ولأسرته، هذا الاستقرار الأمني هو الذي مهد الطريق أمام الانطلاقة التنموية وتوفير مناخ لجذب الاستثمارات، إن الأمن هو أساس الحياة الكريمة، وقد نجحت الدولة في استعادته بفضل تضحيات أبنائها، وهنا لا يفتنا أن نحيي ذكري شهداء الشعب المصري فى مواجهة الإرهاب، ولولاهم لما عادت سيناء آمنة كمنطقة واعدة اقتصاديا وصناعيا وسياحيا.
** ما أبرز التحديات التنموية التي واجهتها مصر في هذه المرحلة، وكيف تعاملت القيادة السياسية معها؟
– واجهت مصر العديد من التحديات التنموية في هذه المرحلة، ولكن القيادة السياسية تعاملت معها باقتدار، ومن أبرز هذه التحديات كان التحدي الديموجرافي، حيث يمثل النمو السكاني المتزايد ضغطًا على الموارد والخدمات. وقد تعاملت الدولة مع هذا التحدي من خلال التوسع في المشروعات الزراعية واستصلاح الأراضي، وبناء المدن الجديدة لاستيعاب الزيادة السكانية، وتطوير البنية التحتية لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
التحدي الآخر كان يتمثل في محدودية الموارد المائية، وقد تعاملت الدولة معه من خلال مشروعات ترشيد استهلاك المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي والزراعي، وتحلية مياه البحر، كما واجهت مصر تحديات تتعلق بتوفير الطاقة، وقد تم التغلب عليها من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة، والبدء فى مشروع الضبعة العملاق.
وهناك التحديات الاقتصادية العالمية، مثل تداعيات جائحة كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، أثرت أيضًا على الاقتصاد المصري، ولكن الدولة تعاملت معها بجهد ملموس، واتخذت إجراءات لدعم القطاعات المتضررة، وتحفيز الاستثمار، وتنويع مصادر الدخل. كل هذه التحديات تم التعامل معها برؤية واضحة، وبإرادة سياسية قوية.
**كيف تقيم دور الرئيس عبد الفتاح السيسي في قيادة مصر، في ظل التوترات الإقليمية، التي تخيم على سماء منطقة الشرق الأوسط؟
– هو دور استثنائي ويستحق كل التقدير، لقد أثبت السيسي أنه قائد يمتلك رؤية إستراتيجية عميقة، وقادر على اتخاذ القرارات الصعبة في الأوقات الحرجة وقدرة على التنفيذ بإرادة صلبة، في ظل هذه التوترات، حافظ الرئيس السيسي على استقرار مصر وأمنها، وحماها من الانزلاق إلى الفوضى التي اجتاحت بعض دول المنطقة، واتبع سياسة خارجية متوازنة، تقوم على احترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، واستعادة الوزن الإقليمي والدولي لمصر مما مكنها من ممارسة دورها الطبيعى كطرف أساسى في حل الأزمات الإقليمية، ودعم جهود السلام والاستقرار في المنطقة.
وعلى الصعيد الداخلي، استمر الرئيس السيسي في قيادة مسيرة التنمية والبناء، وكانت قدرته على الموازنة بين التحديات الداخلية والخارجية، واتخاذ القرارات بتوازن دقيق، جعلت منه قائدًا استثنائيًا في مرحلة تاريخية دقيقة، وحمى مصر من عواصف إقليمية مدمرة.
** أمام هذه الظروف التي تتصدرها الصراعات على حدودنا المباشرة، خرجت فكرة “الاصطفاف الوطني”، كيف ترى مغزى وأهمية الفكرة؟
– فكرة “الاصطفاف الوطني” التي برزت في ظل الظروف الإقليمية الراهنة، وخاصة الصراعات على حدودنا المباشرة، تحمل مغزى وأهمية قصوى، أنها الخبرة التاريخية للشعب المصري فى مثل هذه اللحظات الفارقة، فعندما يستشعر الخطر على الوطن، أو محاولة زعزعت الاستقرار يصطف تلقائيا خلف قيادته.
مغزى الفكرة يكمن في إدراك أن التحديات الراهنة لا تفرق بين أحد، وأن الجميع معنيون بحماية الوطن ومكتسباته، وأهميتها تكمن في أنها تعزز من قوة الدولة وصلابتها في مواجهة الأخطار الخارجية، وتمنع أي محاولات لاستغلال الانقسامات الداخلية. إن الاصطفاف الوطني هو الدرع الواقي لمصر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها.
** وهل يمكن ترجمة “الاصطفاف الوطني” إلى سياسات وممارسات فعلية تدعم صمود الدولة الوطنية المصرية؟
– نعم، يمكن بل يجب ترجمة “الاصطفاف الوطني” إلى سياسات وممارسات فعلية تدعم صمود الدولة الوطنية المصرية وتحمي مكتسباتها التنموية في هذه البيئة الإقليمية المضطربة، وهذا لا يعني إلغاء التعددية السياسية، أو تكميم الأفواه، بل يعني وضع المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى، ويمكن ترجمة الاصطفاف الوطني من خلال عدة محاور: أولًا، تعزيز الحوار الوطني بين جميع الأطراف، والاستماع إلى وجهات النظر المختلفة، والتوصل إلى توافقات حول القضايا المصيرية، وثانيًا، دعم مؤسسات الدولة، وخاصة الجيش والشرطة، في أداء مهامهما في حفظ الأمن والاستقرار، وثالثًا، تعزيز الوحدة الوطنية ونبذ أي دعوات للفرقة أو الفتنة، والتأكيد على قيم المواطنة والتسامح، ورابعًا، المشاركة الفاعلة في عملية التنمية، وتقديم الدعم للمشروعات القومية، والمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني، وخامسًا، مواجهة حملات التشويه والتحريض التي تستهدف مصر من الخارج، وتوحيد الخطاب الإعلامي في الدفاع عن مصالح الوطن، وسادسًا، تعزيز دور المجتمع المدني في التوعية بأهمية الاصطفاف الوطني، وحشد الطاقات الشعبية لدعم الدولة.
إن الاصطفاف الوطني ليس مجرد شعار، بل هو منهج عمل يتطلب التزامًا من الجميع سواء الحكومة أو المعارضة، وهو السبيل الوحيد لضمان صمود مصر وتقدمها في هذه المرحلة الحرجة.
** ما الدور الذي لعبه حزب التجمع – وما زال يلعبه – في دعم مسيرة 30 يونيو وأهدافها، وكيف يساهم الحزب في تعزيز الاصطفاف الوطني في مواجهة التحديات الراهنة؟
– حزب التجمع، منذ نشأته، كان دائمًا في طليعة القوى الوطنية التي تدافع عن الدولة المدنية الديمقراطية ذات المشروع الوطنى المستقل، ويناهض قوى الظلام والتطرف.
وفي فترة ما قبل 30 يونيو، لعب الحزب دورًا محوريًّا في كشف مخططات جماعة الإخوان، وتوعية الشعب بخطورتها، والمشاركة بفاعلية في الحشد للمظاهرات التي أدت إلى إسقاط حكمها.
كان الحزب جــزءًا لا يتجــــزأ من الحركة الوطنية التي قادت الثورة. وبعدها استمر في دعم مسيرة الدولة الوطنية وأهدافها، من خلال المشاركة في الحوار الوطني فى القضايا المختلفة، وتقديم الرؤى والمقترحات، والتحذير من أي محاولات لشق الصف، ودعم مؤسسات الدولة، والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية والبرلمانية، وتقديم التشريعات التي تخدم مصالح الوطن والمواطن، إضف إلى ذلك تنظيم الفعاليات والندوات التثقيفية لتوعية الشباب بأهمية الحفاظ على مكتسبات الثورة، ومواجهة الفكر المتطرف، والتواصل مع مختلف أطياف المجتمع، والاستماع إلى همومهم وتطلعاتهم.
** بعد 12 عامًا على انطلاق الثورة، ما رؤيتكم لمستقبل مصر؟ وما دور المواطن المصري في المرحلة المقبلة؟
– بعد 12 عامًا على انطلاق ثورة 30 يونيو، أرى مستقبل مصر مشرقًا، ولكن يتطلب منا جميعًا المزيد من العمل والجهد، رؤيتنا لمستقبل مصر هي دولة مدنية ديمقراطية حديثة، وقوية تتمتع بالاستقرار والأمن، وتحقق العدالة الاجتماعية، وتلعب دورًا رياديًّا في المنطقة والعالم، دولة تعتمد على العلم والمعرفة، وتستثمر في شبابها، وتحافظ على هويتها الثقافية والحضارية، ويتمتع فيها المواطن بالحرية والكرامة ليشارك بفاعلية في بناء وطنه.
أما دور المواطن نفسه في المرحلة المقبلة فهو دور محوري وأساسي، لأنه شريك أصيل في عملية البناء والتنمية، وعليه مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مكتسبات الثورة، وهذا الدور يتطلب منه الوعي الكامل بالتحديات التي تواجه الوطن، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الدعوات الهدامة، والمشاركة الإيجابية في الحياة العامة، سواء من خلال الانتخابات، أو المشاركة في الأنشطة المجتمعية، أو التعبير عن الرأي، والعمل الجاد والمُخلص في مجاله، والحفاظ على الوحدة الوطنية، ونبذ التعصب، وتعزيز قيم التسامح والمحبة بين جميع أطياف المجتمع، ودعم مؤسسات الدولة، والوقوف صفًا واحدًا في مواجهة أي تهديدات.
** ما الرسالة التي توجهها، كقائد سياسي، إلى الشعب المصري وأطيافه المختلفة في هذه المرحلة الحاسمة.
– الرسالة التي أوجهها إلى الشعب المصري العظيم وأطيافه، ونحن نحتفل بذكرى ثورة 30 يونيو، هي رسالة أمل، وثقة، ودعوة للعمل.
أنه شعب عظيم، يمتلك إرادة لا تقهر، وقادر على صنع المعجزات، وأقول لهم: لقد حميتم وطنكم، وأعدتم له كرامته، ووضعتموه على طريق المستقبل، لا تلتفتوا إلى دعوات اليأس أو الإحباط، فمصر تسير بخطى ثابتة نحو غد أفضل. ثقوا في قيادتكم، وفي جيشكم، وفي مؤسسات دولتكم، وحافظوا على وحدتكم الوطنية، فهي صمام الأمان لمصر في مواجهة أي تحديات. اعملوا بجد وإخلاص في كل موقع، كونوا يقظين لما يحاك ضد مصر من مؤامرات، ولا تسمحوا لأحد بأن يزرع الفتنة بينكم.