ماجدة موريس تكتب: “العقد العشريني” والفن المصري

علي إحدى الشاشات العربية، تقام مسابقة، او استفتاء أسبوعي عبر برنامج بعنوان عشرين، او «العشرين» يتم من خلاله اختيار أفضل منتج فني عربي سواء كان فيلما او مسلسلا او قصيدة غنائية، وكان آخر ما قدمه البرنامج الذي يعده فريق عمل مجتهد، وتقدمه إعلامية شابة «مايا الحاج» تشعر بأهميته هو استفتاء عن أفضل عشرين مسرحية عربية، وهو ما أسفر عن نتائج هامة ومحفزة للتفكير في علاقتنا كمجتمعات وجمهور بالمسرح، وبالأعمال المسرحية، وعلاقتنا كمبدعين، «اي كتاب المسرح» به كوسيلة للتفاعل مع الحياة من خلال النص الذي تتم كتابته ليقدم للناس بلا شاشات تخفيه، وانما في مواجهة بينه وبينهم، وهو ما يغير جزءا من قواعد اللعبة الفنية، وأيضاً شروط التفاعل معها، وقد يغير حتي وجهات النظر فيها وفقا للظروف ولان المسرح هو «ابو الفنون» الفن الأهم في تأثره بالسياسة وبالتعبير عن الأحداث الجارية المختلفة، وهو ما يصل اليه البرنامج في نهاية حلقته عن المسرح «تظل السياسة هي الهاجس الأكبر للمسرح العربي».
من الحلاج.. للفرافير
في هذا الاستفتاء الذي يشارك فيه بالطبع جمهور من المثقفين، ونقاد، وتعطي الفرصة للذكاء الاصطناعي للمشاركة ايضا في نهاية الحلقة يضيف البرنامج لمحبي المسرح وعشاقه فرصة لمعرفه مسرحيات لم يعرفها من قبل لانتمائها لبلاد عربية مختلفة وبعيدة، مثل المغرب ومسرحية بعنوان «غريب»، وقطر ومسرحية بعنوان «ام الزين»، ومثل المسرحية الجزائرية «الشهداء يعودون هذا الاسبوع»، الي جانب مسرحيات شهيرة تم اقتباسها عن اعمال عربية وإغريقية وأخرى عبرت عن حضارات قديمة لكنها ظلت صالحة لإعادة تقديمها مثل «الزير سالم» التي استلمها كثيرون من الكتاب العرب وقدموا 44 عملا مسرحيا عنها وبينهم الكاتب المصري ألفريد فرج الذي كتبها عن فكرة الصراع العربي الإسرائيلي قبل عام 1967، ومسرحية «بغداد الأزل بين الجد والهزل» عن شخصية أشعب للكاتب العراقي قاسم محمد عام 1974، و«الفرافير» للدكتور يوسف إدريس التي أثارت قضية هوية المسرح عند عرضها عام 1964، ولأنه من الصعب تقديم المسرحيات كلها هنا فإنني أتوقف عند ما قدمه المسرح في مصر من خلال مسرحيات مأخوذة عن نصوص عالمية، وأعمال مصرية خالصة، ولنجد بين العشرين مسرحية تسع مسرحيات قدمها المسرح المصري، خمسة منها لمؤلفين مصريين هي بالترتيب «الفرافير» ليوسف إدريس و«اهل الكهف» لتوفيق الحكيم، و«سكة السلامة» للكاتب سعد الدين وهبة، و«الطوق والأسورة» تأليف يحيي الطاهر عبد الله، و«مأساة الحلاج» التي كتبها الشاعر صلاح عبد الصبور، اما المسرحيات الأربع الأخرى التي قدمت علي المسرح المصري وقدمت علي مسارح عربية بنسخ أخري فهي «الملك لير» المأخوذة عن شيكسبير، و«الزير سالم» المأخوذة من التراث العربي، و«طقوس الإشارات والتحولات» للكاتب السوري «سعد الله ونوس» التي قدمها المسرح المصري في التسعينيات بإخراج حسن الوزير وبطولة نبيل الحلفاوي، وأهميتها هنا في تقديمها لفكر كاتبها الذي اختير في هذا الاستفتاء كأهم كاتب للمسرح العربي من خلال اختيارات النقاد ومن خلال أعمال مثل «مغامرة رأس المملوك جابر» عام 1970 وقبلها بعام قدم مسرحية «الفيل يا ملك الزمان» وبعد أعوام قليلة قدم «الملك هو الملك» اكثر الأعمال تعبيرا عن آرائه السياسية وقد قدمها المسرح المصري بعدها بإخراج مراد منير وتمثيل صلاح السعدني وفايزة كمال، أما أغانيها فقد أبدعها الشاعر احمد فؤاد نجم وغناها محمد منير. تري هل لدينا فرصة لاستعادة هذه المسرحيات الآن علي شاشاتنا التليفزيونية؟.