قصر الأمير يوسف كمال في نجع حمادي كما لم تشاهده من قبل: استكشاف عبر الزمن

كتب – أحمد زكي : في قلب مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا، يقف قصر الأمير يوسف كمال شاهدًا على تاريخ عريق يجمع بين عبق العمارة الأوروبية وروح البيئة المصرية. ورغم ما تعرض له القصر من تغييرات على مدار الزمن، إلا أنّ الصور النادرة التي كُشف عنها مؤخرًا تعيدنا في رحلة بصرية فريدة إلى ماضيه المجيد، وتفتح نافذة جديدة على جماليات معمارية تكاد تُنسى.
تكشف هذه المجموعة من الصور عن تفاصيل مهمة استخدمت كمرجع في أعمال ترميم القصر؛ حيث تُظهر الصورة الأولى والثانية البوابة الرئيسية للمدخل الجنوبي الغربي للقصر، وقت أن كان يطل مباشرة على ضفاف نهر النيل، قبل أن يتم هدم نصف البرج الشرقي في سبعينيات القرن الماضي وشق طريق جديد عزل القصر عن النهر. أما الصورة الثالثة فتعرض إسطبل الأمير يوسف كمال الذي أصبح موقعه الحالي نادي المعلمين بنجع حمادي. وتأتي الصورتان الرابعة والخامسة لتوثقا سور القصر وبواباته أيام مجده حين كان يجاور النيل مباشرة، في مشهد معماري مهيب يجمع بين الأناقة الأوروبية والطراز الإسلامي.
ولعل أهمية القصر تتعاظم إذا عدنا إلى سيرة الأمير يوسف كمال (1882 – 1965)، أحد أبرز أمراء الأسرة العلوية وأكثرهم تأثيرًا في الحياة الثقافية والفنية المصرية. فقد كان الأمير محبًا للفنون والعمارة والرحلات الاستكشافية، وترك بصمة خالدة في المجال الثقافي بمساهمته في تأسيس مدرسة الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1908، كما ساعد في إنشاء جمعية محبي الفنون الجميلة، ليصبح من كبار الداعمين للحركة التنويرية في مصر الحديثة.
القصر الذي شيّده في نجع حمادي لم يكن مجرد مسكن، بل تحفة معمارية تجسد رؤية الأمير الجمالية وتكشف عن تزاوج مدهش بين الطراز الأوروبي المستوحى من عصر النهضة وروح العمارة الإسلامية الشرقية. ولعل الصور النادرة المكتشفة اليوم ليست فقط وثائق تاريخية، بل جسور تربط الماضي بالحاضر وتدعونا لإعادة قراءة تاريخ الأمير يوسف كمال وقصره، بوصفه شاهدًا على دور صعيد مصر في معادلة الحداثة والتنوير التي عاشتها مصر في بدايات القرن العشرين.

إقرأ أيضاً :