تابوت مريـت آمون: أناشيد خالدة في أروقة المتحف المصري

تابوت مريـت آمون: أناشيد خالدة في أروقة المتحف المصري

كتب – أحمد زكي : في قلب العاصمة المصرية، وتحديدًا بين جدران المتحف المصري العريق المطل على ميدان التحرير، يستقر أحد الكنوز النادرة التي تسافر بالزائر عبر الزمن إلى عوالم العقيدة والروح في مصر القديمة. إنه تابوت مريت آمون، ابنة “كبير كهنة آمون” و”مُرتلة المعبد”، الذي لا يُعدّ مجرد أثر، بل شهادة صامتة على طقوس الانتقال إلى العالم الآخر، كما تخيلها المصريون القدماء.

يعرض التابوت في قاعة الخبيئة بالطابق العلوي من المتحف، وهو قطعة فريدة ضمن مقتنيات خبيئة باب الجُسس التي أعادت تشكيل خريطة الفهم المتعلق بكهنوت آمون ودفن الكهنة في العصور المتأخرة. وما يميز تابوت مريت آمون ليس فقط أناقته أو نقوشه الغنية بالنصوص الدينية، بل أيضًا كونه التابوت الوحيد الذي دُفنت فيه، خلافًا لما جرت عليه العادة من استخدام توابيت متداخلة لطبقة الكهنة والنبلاء.

تحمل جدران التابوت مشاهد دقيقة تمزج بين الميثولوجيا الدينية والفن الرمزي، تُظهر الطقوس الجنائزية، وصلوات البعث، وأيقونات الآلهة الحامية، ما يجعله دليلاً حيًا على عمق المعتقدات حول الخلود والحياة الأبدية في ذهنية الحضارة المصرية القديمة.

ويُعد هذا التابوت إحدى أيقونات المتحف المصري بالقاهرة، التي تجذب الزوار من جميع أنحاء العالم، ليس فقط لجماله الفني، بل للقصة الإنسانية والروحانية التي تسكن داخله، مذكّرة الجميع بأن مصر القديمة لم تكن حضارة حجر ونقوش فقط، بل عقيدة وفلسفة حياة وموت وخلود.

إقرأ أيضاً :