نظام الطاقة الاحتياطية في طائرة الخطوط الجوية الهندية كان فعالًا قبل وقوع الحادث.

نظام الطاقة الاحتياطية في طائرة الخطوط الجوية الهندية كان فعالًا قبل وقوع الحادث.

وكالات : أفاد محققون أن نظام الطاقة الاحتياطية في طائرة “الخطوط الهندية” المنكوبة كان قيد التشغيل عند وقوع الحادث الأسبوع الماضي، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إذا كانت محركات الطائرة قد تعرضت لعطل خلال الإقلاع.

ووفقًا لمصادر مطلعة على التحقيق لصحيفة “وول ستريت جورنال”، فإن هذا الاكتشاف المبدئي يمنح المحققين اتجاهًا جديدًا لفهم أسباب الكارثة التي أودت بحياة ما لا يقل عن 270 شخصًا، بينهم ركّاب وسكان على الأرض، في مدينة أحمد آباد بغرب الهند، ولم ينجُ منها سوى راكب واحد.

ويشير المحققون إلى أن نظام الطاقة الاحتياطية المعروف باسم “توربين الهواء الدافع” (RAT) – وهو مروحة صغيرة تنخفض تلقائيًا من أسفل جسم طائرة بوينغ 787 لتوليد الطاقة الكهربائية والهيدروليكية عند الطوارئ – كان في وضع التشغيل أثناء التحطم.

وبحسب دليل التشغيل الخاص بطائرات بوينغ 787، فإن هذا النظام يُفعّل تلقائيًا في حال تعطل المحركين معًا، أو عند انخفاض ضغط الأنظمة الهيدروليكية الثلاثة، أو عند فقدان الطاقة في أجهزة الطيار الآلي. كما يمكن للطيارين تشغيله يدويًا عند الضرورة.

المستشار في سلامة الطيران، أنتوني بريكهاوس، أوضح أن تشغيل النظام غالبًا ما يحدث عندما يعتقد الطيار أن كلا المحركين قد تعطلا، وهي حالة نادرة للغاية في الطيران التجاري، مؤكدًا أن “محركات اليوم أكثر كفاءة وموثوقية من أي وقت مضى”.

من جانبها، امتنعت كل من شركة بوينغ المصنعة للطائرة، وشركة GE Aerospace المصنعة للمحركات، عن التعليق على الحادث.

وبحسب بيانات “فلايت رادار24″، وصلت الطائرة إلى ارتفاع 625 قدمًا في أجواء صافية، قبل أن تتوقف عن بث إشارات الموقع بعد نحو 50 ثانية فقط من الإقلاع. ورغم إرسال نداء استغاثة، لم تتلق السلطات أي رد من قمرة القيادة.

وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” قد أشارت سابقًا إلى أن المحققين يدرسون ما إذا كانت الطائرة قد فقدت قوة الدفع أو تعرضت لانخفاض فيها أثناء الإقلاع. وقد أكدت مصادر أن أسطح التحكم بالطائرة كانت مضبوطة وفق إعدادات الإقلاع وقت التحطم.

وقالت وزارة الطيران المدني الهندية إن التحقيق لا يزال جاريًا، مشيرة إلى أن مزيدًا من التفاصيل سيُكشف لاحقًا، علمًا بأن تحقيقات حوادث الطيران قد تستغرق عامًا أو أكثر وتشمل في العادة عدة أسباب، مثل أخطاء الصيانة، أو قرارات الطاقم، أو عيوب في التصميم.

ولم يتضح بعد ما إذا كان المحققون قد بدأوا تحليل بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة، اللذين يحتويان على تسجيلات بيانات الرحلة والصوتيات داخل قمرة القيادة.

وتُعد هذه الحادثة أول كارثة مميتة لطائرة بوينغ 787 “دريملاينر” منذ دخولها الخدمة في عام 2011، وهي مزودة بأنظمة سلامة متقدمة تهدف إلى دعم الطيارين في حالات الطوارئ.

الناجي الوحيد، “فيشواشكومار راميش”، وهو بريطاني الجنسية، كان يجلس في مقعد مجاور لمخرج الطوارئ قرب مقدمة الطائرة. وقال في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الهندي إن الطائرة بدت وكأنها تجمّدت في الهواء لبضع ثوانٍ عقب الإقلاع، ثم أضاءت أنوار خضراء وبيضاء في المقصورة، قبل أن ترتطم بمبنى سكني تابع لطلاب كلية الطب.

وتمكن راميش من الخروج عبر باب الطوارئ قبل أن تتحول الطائرة إلى كرة نارية ضخمة، وقال: “لا أزال لا أصدق أنني نجوت”.

إقرأ أيضاً :