كواليس حصرية: “رويدا رمضان” عارضة الأزياء التي تجسد وجه نفرتيتي

في مشهد أثار الدهشة كأن الزمن طوى صفحاته، ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور لفتاة شابة تحمل ملامح تكاد تُطابق الملكة نفرتيتي، أيقونة الجمال في مصر القديمة.
البعض اعتبر هذا التشابه الكبير مجرد “مصادفة جينية”، فيما رأى آخرون أنه امتداد رمزي لجمال فرعوني خالد يطل علينا من جديد ليؤكد أن الأسطورة لا تموت، بل تعيد تجسيد نفسها في ملامح البشر عبر الأجيال.
لكن ما جرى الاتفاق عليه من جانب غالبية المعلقين على الصورة الرائجة، أنها عكست تجسُّد ملكات مصر القديمة بعد مرور قرون من الحداثة، في عالم يموج بالتكنولوجيا الرقمية، عبر الصورة التي جمعت الملكة نفرتيتي الزوجة الملكية العظمى للملك إخناتون، والشابة رويدا رمضان.
شبيهة الملكة نفرتيتي
امتدادًا لجذور الدماء الخالدة، في تربة مصر المقدسة، وبعد نحو 3400 عام من وفاة جميلة مصر الفرعونية، تجسدت روحها من جديد في جسد إحدى الشابات، قسمات الوجه المتناسقة، الأنف المستقيم، الشفاه الممتلئة، ونظرة العين الواثقة، جعلت المتابعين يصفونها بـ”نفرتيتي العصر الحديث”.
“تليجراف مصر” بحثت عن رويدا رمضان صاحبة الـ28 عامًا، وعرفت منها كواليس الصورة التي خطفت الأنظار تحت عنوان “شبيهة نفرتيتي”.
رويدا قالت: “الأمر بدأ عندما تواصلت معي مصورة شهيرة اسمها هنا جلال، كان عندها مشروع تعمل عليه، وهي عمومًا شغوفة بالآثار وبتاريخ مصر القديم، فكانت فكرة الصورة جزءًا من مشاريعها”.

وأضافت أن المصورة رأت فيها تجسيدًا لشخصية نفرتيتي، التي اختارت إحياءها من خلال صورة تكون رويدا بطلتها، لافتة إلى أن المصورة اختارتها بعد رؤيتها في عرض أزياء كانت مشاركة فيه عام 2023 ضمن Egypt Fashion week الذي أقيم في المتحف المصري، وارتدت خلاله زيًا فرعونيًا، ليظهر التشابه بينهما جليًا لجميع الحضور.
رحلة تجسيد نفرتيتي أمام الأهرامات
لم تتردد رويدا في قبول عرض المصورة في التقاط صورة منقسمة لجزأين تجمع بين وجهها ووجه نفرتيتي لإظهار التكامل بين ملامحهما.
وتابعت رويدا: “روحنا الأهرامات في شهر مارس الماضي وصورنا اللوك هناك، وكان معايا ميك أب أرتيست اسمه أيمن ذكي، هو اللي عملي العينين اللي كانت شبه نفرتيتي، ومن فترة قريبة لقيت المصورة نزلت الصورة.. أنا نفسي اتفاجئت إن الصورة طلعت فعلًا شبه نفرتيتي، ومكنش عليها إيديت (تعديل) ولا أي حاجة”.


ردة الفعل بعد انتشار الصورة على منصات التواصل
وتحدثت رويدا عن الأصداء التي أحدثتها الصورة فور نشرها: “ردة فعل الناس كانت قوية جدًا، وغالبية التعليقات كانت إيجابية”.
وقالت: “ناس كتيرة قالوا لي ملامحك فرعونية أوي، ولما روحت برلين للمشاركة في أحد عروض الأزياء، الناس هناك كانوا بيشوفوا إن ملامحي مصرية أو فرعونية، وأنا من نفسي حسيت نفس الحاجة لما كنت في برلين وشوفت تمثال نفرتيتي هناك، ووقفت واتصورت جنيه، وهو فعلًا حسيت إننا شبه بعض”.


وأشارت إلى عدد من التعليقات التي اعتقدت بزيف الصورة، بدعوى صنعها بتقنيات الذكاء الاصطناعي لتكاملها كبنيان واحد، ليرد أصدقائها في التعليقات مشيرين إلى حسابها الشخصي، ردًا على تلك الاعتقادات.
دخول عالم التمثيل من الباب الذهبي
وأضافت: “الصورة ساعدت في شهرتي، لكن دون أن أتلقى عروض عمل، باستثناء أنه عُرض عليّ المشاركة في فيلم شهير، جار تحضير الجزء الثالث منه، لأن صناع الفيلم يبحثون عن فتاة تلعب دور شخصية بملامح مصرية فرعونية”.
ولا تمانع رويدا تجسيد دور تمثيلي لشخصية الملكة نفرتيتي ضمن فيلم تسجيلي، إذا عُرض عليها ذلك في المستقبل.
وعبّرت عن الجمال من منظورها قائلة: “الجمال جمال الروح، لو روحك جميلة وصافية ومرتاحة دا هيظهر عليكي، الشبه طبعًا مع نفرتيتي حاجة كويسة، لكن من ناحية تانية لا أحب اختزالي في هذا التشابه”.

وعن مسيرة حياتها العملية، قالت: “أنا خريجة كلية فنون تطبيقة دفعة 2019، بشتغل موديل من 8 سنين من عام 2016، وكان شغف الطفولة، والآن أنا موديل احترافية، وعندي وكالة لعارضات الأزياء، بخلاف عملي مهندسة وأستعد لمناقشة الماجستير الشهر المقبل”.
