بعد الاستقالة: طالبات تخصص النساء والتوليد في طنطا يروين تفاصيل أصعب تجربة مررن بها

بعد الاستقالة: طالبات تخصص النساء والتوليد في طنطا يروين تفاصيل أصعب تجربة مررن بها

تصاعدت أزمة استقالة ثمانية طالبات من نواب قسم النساء والتوليد بالمستشفى الجامعي في محافظة طنطا، أمس.

أقدمت ثماني نائبات في القسم على تقديم استقالتهم بشكل متوالٍ، وكتبت كل واحدة منهن منشورًا على “فيسبوك”، تعلن فيه استقالتها مرفقة معه الأسباب، التي تضمنت تعرضهن للتعسف خلال نوبات تدريبهن في القسم.

أزمة استقالة 8 من نواب قسم النساء والتوليد

رنين جبر، واحدة من بين 15 طبيبًا شابًا بدأوا مسيرتهم المهنية نوابًا في قسم النساء والتوليد بـجامعة طنطا، ولم تكن تتخيل أن حلمها في التخصُّص الذي أحبته بشغف سينتهي باستقالة على نحو مؤسف بعد 11 شهرًا من العمل في ظروف وصفتها بـ”غير الآدمية”.

غير مرحب بكم

تقول رنين في شهادتها التي نشرتها على “فيسبوك”: “ذات يوم قام المسؤولون في المستشفى بجمعنا قائلين إن وجود النواب غير مرحب به في قسم النساء والتوليد، مشيرين إلى أنه ليس هناك أي فرص عمل متاحة لهم، ومن الأفضل أن يقدموا استقالاتهم ومغادرة المستشفى”.

ووثقت رنين عددًا من الانتهاكات التي تعرض لها النواب داخل الأقسام، وأبرزها ساعات العمل المتواصلة، التي وصلت في بعض الأحيان إلى العمل لمدة 82 ساعة متواصلة دون نوم، باستثناء النوم المتقطع  لدقائق معدودة على الأرض أو على كراسي المستشفى.

كنا ننام على الأرض!

تتابع: “ذات يوم نمت لمدة ساعة ونصف فقط في نبطشية (نوبتجية) 48 ساعة على الأرض وسط القطط والصراصير، وحالات السرقة المحتملة نتيجة غياب الأبواب في الغرف التي كنا نمكث بها”.

وتضيف أن النائبات كن ممنوعات من الراحة ومن النزول للسكن أو حتى لدورات المياه دون إذن مسبق، وأن الجدول المجحف لم يكن يتضمن أي يوم إجازة، حتى في الحالات المرضية أو الطارئة، ولو صادف وكان للنائبة يوم إجازة، لا يجب عليها الراحة أو النوم بل متابعة أعمال القسم، والتهيؤ إذا طُلب منهن النزول في نوبتجية.

لا تعليم.. ولا ماچستير

وتؤكد رنين أن النائبات لم يكن يؤدين المهام الطبية فقط، بل كان يُطلب منهن أحيانًا القيام بأعمال الممرضات أو العمّال تحت تهديد مستمر، وبجملة متكررة: “لو مش عارفة تمشي الممرضات والعمال… اشتغلي شغلهم بنفسك”. لدرجة أن النواب كانوا يبحثون عن المرضى في أرجاء المستشفى في حال كانت هواتفهم مغلقة، حسبما نقلت رنين.

زمن العبودية

وعلى عكس ما قيل لهن عند استلام مهام عملهن كنائبات، لم يحصلن على أي فرصة حقيقية للتعليم أو التدريب كما وُعدوا، بل تصف رنين الوضع بقولها: “قضيت 11 شهرًا في القسم لا بتعلم ولا باتقدم، بس باشتغل وأتعب وأعيط… وحتى الماجستير مش مسموح أقدمه في نفس توقيت زملائي من باقي التخصصات، لازم أكون متأخرة عنهم”.

واختتمت: “ لو بتموت لازم تحضر.. بقالي 11 شهر في المكان قصرت فيهم في كل حاجة في حياتي، كانوا أسوأ 11 شهر عدوا عليا بتعب فيهم.. بدون مقابل أو تقدير أو حتى كلمة شكر، كأننا في زمن العبودية”.

بيان الكلية

وبحسب بيان أصدرته الكلية اليوم، قرر عميد كلية النساء والتوليد بطنطا الدكتور أحمد غنيم، عقد اجتماع عاجل يضم إدارة قسم النساء والتوليد ونواب القسم، على خلفية ما جرى تداوله عبر وسائل التواصل بشأن هذه الأزمة، وما أثير من شكاوى تتعلق بظروف العمل داخل المستشفى الجامعي.

وأكد غنيم، أن الاجتماع يهدف إلى مناقشة تفاصيل الأزمة والاستماع إلى جميع الأطراف، للوقوف على حقيقة ما حدث، واتخاذ القرارات اللازمة، لتوفير بيئة عمل مناسبة وعادلة للأطباء.