مدرس قرآن يعتدي على طفل بريء بالإسكندرية لمدة 4 سنوات… وعائلته: نعيش في كابوس

4 سنوات مضت في العقد الأول من حياة الصغير آدم بالإسكندرية، كانت براءته تنتهك خلالها بعد أن وثقت الأم في محام كان يعمل مدربا لكرة القدم وتحول بعدها لمحفظ قرآن.
مارس المحامي كل السبل للإيقاع بالأطفال إلى أن وقع في قفص الاتهام، بعد أن روى آدم تفاصيل تعدي المتهم عليه خلال 4 سنوات هي عمر تعامله مع هذا الشخص.
تفاصيل مأساة صغير بالإسكندرية
وروت والدة آدم الذي تعرض للاعتداء على يد محفظ القرآن، والذي كان مدربا لكرة القدم في محافظة الإسكندرية، في حديثها لـ”تليجراف مصر”، كيف أن ثقتها العمياء في المحفظ المحترم تحولت إلى كابوس، إذ تعرفت على المتهم من خلال سيدة تدير حضانة يرتادها ابنها الذي يبلغ 5 سنوات في ذلك التوقيت، وأوصتها هذه السيدة بالمدرب باعتباره شخصا ذا سمعة طيبة ومحاميا ومدربا محترفا.
وأضافت الأم قائلة: “أخبروني أن ابني يعاني صعوبة في الانضباط ويحتاج إلى ممارسة الرياضة، لذا حصلت على رقم المدرب وقررت أن أصطحب ابني بنفسي، وعلى مدار أربعة أشهر كنت أقوم بإيصاله للتدريب، وقد لاحظت تحسنا في سلوكه، حيث أصبح يظهر الاحترام، كما كانت زوجة المدرب حاضرة معه خلال التدريبات، ما منحني المزيد من الطمأنينة.
وأشارت الأم إلى أن المدرب عرض عليها في وقت لاحق أن يتولى مسؤولية توصيل صغيرها من وإلى التمرين، بدعوى أنه يقيم في نفس المنطقة، وقد وافقت على هذا العرض نظرا لانشغالها برعاية صغيرين آخرين، إلا أن ابنها توقف عن الذهاب إلى التمرين لفترة نتيجة لظروف الدراسة.
كان يأخذ الدين مظلة ليفعل فعلته
وواصلت الأم حديثها بصوت متأثر، مؤكدة أن المأساة بدأت تتكشف بعد سنوات من التعامل مع هذا الشخص لاحقًا، عندما اتصل بها المدرب مرة أخرى، وأعرب عن رغبته في أخذ صغيرها إلى منزله لتحفيظه القرآن، مدعيا أنه يسعى لتعويض فترة انقطاعه عن التدريبات.
وأضافت أنها قد وثقت به بشدة، خاصة بعدما أوضح لها أنه يُحب الخير ويحرص على تعليم الأطفال القرآن، وكان قد بلغ 8 سنوات.
وأفادت الأم بأن آدم بدأ تظهر عليه أعراض نفسية غير طبيعية، مثل التبول اللاإرادي، والبكاء أثناء النوم، ورؤية كوابيس مزعجة، خلال السنة الماضية، لكنها لم تكن في البداية تربط تلك الأعراض بما يتعرض له صغيرها، وبدأ يرفض الذهاب للمدرسة، وعندما بحثت عنه وجدته يبدو في حالة ذهول، واستفسرت عن الأمر من أخته والتي أخبرتها بأن المدرب يتـحـرش به.
أجبر ابني على خلع ملابسه
وأكدت الأم أن الصغير اعترف لها لاحقا بأنه تعرض لتجاوزات صريحة داخل مكتب المدرب، حيث ذكر أنه كان يجبره على خلع ملابسه ويهدده، موضحه أن نجلها كان يعيش في حالة خوف شديد، ولم يتمكن من إفادتها بما يحدث في السابق بسبب التهديدات التي تعرض لها من المتهم.
وأوضحت الأم أنها توجهت على الفور إلى قسم شرطة باب شرقي لتقديم بلاغ ضد المدرب، مثمنة سرعة استجابة الجهات الأمنية وتحركات النيابة العامة.
وأكدت أنه تمت إحالة الصغير إلى الطب الشرعي وخبراء نفسيين لتقييم حالته، وقالت وهي تغالب دموعها: “أنا مش طالبة فلوس ولا شهرة.. أنا عايزة حق ابني، حق آدم اللي اتحطم نفسيا وجسديا، وبيروح لطبيب نفسي قال إن حالته محتاجة سنة علاج على الأقل”.
وأشارت إلى أن المتهم حاول الاتصال بها من خلال وسطاء لعرض أموال مقابل التنازل عن الشكوى، لكنها رفضت بشدة قائلة: “قالولي خذي المال واغلقي الموضوع، لكنني أؤكد أن الغضب الذي أشعر به لا يمكن للأموال أن تمحوه، فابني ليس سلعة”.
واختتمت حديثها: “أنا ماشية في طريق القانون، وواثقة في عدالة النيابة والقضاء.. ومش هسيب حق ابني لو هموت كل يوم”.
ومن جانبه، أكد والد آدم أن الجاني لم يقتصر على استدراج ابنه فحسب، بل استخدم أيضا أساليب نفسية مرعبة للسيطرة عليه، مضيفا أنه كان يثير الرعب في نفسه، مما يؤدي إلى تدمير نفسيته قبل أن يتعرض للاعتداء عليه، حيث تعامل معه بعـنـف، كما أجبره على مشاهدة أفلام تتضمن محتوى شـاذ، وكل هذه الأدلة موثقة في المحاضر الرسمية.
وأشار إلى أن آدم بقي صامتا لفترة بسبب مشاعر الخوف والتهديد، حتى بدأ في سرد ما حدث بلغته البسيطة إلى شقيقته، بدورها قامت الشقيقة بنقل القصة إلى والدتها، مما مكن الأب من معرفة الحقيقة الكاملة لاحقا.
واصل الأب حديثه وهو يعبر عن حزنه: “عندما شعر ولدي بالإرهاق من الوضع الذي يعيشه وبدأ يدرك حجم المعاناة التي يتعرض لها، بدأ يتحدث بوضوح، وكذلك شقيقته قالت لوالدتها، وبعد ذلك وصلني الأمر وتواصلت مع المتهم، لكنني فوجئت بمحاولته للمساومة، حيث عرض علي أموالا لأتنازل أنا ووالدته، لكنني رفضت ذلك بشكل قاطع”.
من جانب آخر، أوضح إسلام عاطف، محامي أسرة آدم، تفاصيل قانونية دقيقة وشهادات موثقة تظهر إدانة المتهم وتؤكد صحة الاتهامات ضده، لافتا إلى أن الأسرة مصممة على عدم التخلي عن حقه، وستواصل التصعيد حتى يتم إصدار حكم رادع.
وقال عاطف، في تصريحات لـ”تليجراف مصر”،، إن المتهم، رغم حمله بطاقة انتساب لنقابة المحامين، إلا أنه لا يمارس مهنة المحاماة، مشيرا إلى أنه ليس محاميا ممارسا بل يستغل صفته الشكلية فحسب،، كما أوضح أن المهنة لا تعكس بالضرورة طبيعة الإنسان، فداخل كل مهنة يوجد الصالح والطالح.
وأشار إلى أنه تم فتح تحقيق شامل من قبل النيابة العامة في الواقعة عقب تلقي البلاغ، حيث تم تحرير محضر رسمي بالحادثة كما قامت النيابة بالانتقال إلى موقع الحادث لإجراء معاينة دقيقة للشقة، التي تبين أنها تستخدم كمكتب وسكن خاص بالمتهم في الوقت ذاته، وهو المكان الذي استدرج إليه آدم وصغيرا آخر.
تحرك الشهات الأمنية
وأوضح أن آدم وصف موقع الحادث بدقة وتفصيل، مما ساعد جهات التحقيق في التحقق من صحة أقواله، مشيرا إلى أن النيابة العامة قد طلبت إجراء تحريات المباحث، التي أسفرت عن ثبوت الواقعة بشكل كامل، حيث تبين أن المتهم كان يقوم باستدراج الأطفال إلى منزله بغرض الاعتداء عليهم.
وأفاد محامي الدفاع بأن الصغير يبلغ من العمر تسع سنوات، واصفا ذلك بأنه أمر مؤسف للغاية، وشدد على أن هذه الجريمة لن تمر مرور الكرام، وأنهم سيسعون بكل الوسائل القانونية لضمان أن تكون العقوبة على أقصى قدر من الصرامة، مؤكدًا أن النيابة العامة قد قررت تجديد حبس المتهم لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
تقرير الطب الشرعي
وأضاف أن الطب الشرعي قد أكد وجود آثار تعدٍ على آدم، وهو ما يتماشى مع أقوال الصغير والمجني عليه الآخر، مشيرا إلى أن الأسرة ستقدم طلبا لإجراء تقييم شامل من قبل لجنة ثلاثية من الأطباء الشرعيين، بهدف التحقق من النتائج بدقة أكبر، كما ستقوم الأسرة برفع دعوى مدنية لضمان حقوقها في المرافعة أمام المحكمة.
ضبط مقاطع منافية للاداب على هات المتهم
وأكد أن النيابة عثرت على أكثر من 30 مقطع فيديو إباحيا على هاتف المتهم، وتحتوي جميعها على مشاهد مثـلـية، مما يعكس توجهه المنحرف، بحسب وصف النيابة، ويعزز من أدلة الاتهام الموجهة إليه أمام المحكمة.
في ختام حديثه، وجه محامي أسرة آدم المجني عليه رسالة تحذيرية مؤثرة، مؤكدا أن ما حدث يجب ألا يمر، بل يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار للمجتمع بأسره.
وشدد على أهمية تحويل هذه الواقعة إلى نموذج يحتذى به في محاسبة المعتدين وإعادة الحقوق إلى أصحابها، قائلا: تتمثل الخطوة الأولى في استعادة حق كل صغير تعرض لنفس المصير، ولا ينبغي أن نسمح لأي قضية مشابهة بأن تغلق أو تنسى.