السفير الإسرائيلي يثير استياء الإمارات بتصرف غير لائق في أبوظبي لدرجة كادت أن تؤدي لطرده.

أفادت تقارير عبرية، بأن السفير الإسرائيلي لدى الإمارات يوسي شيلي، أثار غضب مضيفيه الإماراتيين بسبب سلوك غير لائق، في أحد الحانات رفقة عدد من الإسرائيليين والإسرائيليات، قبل أشهر عدة.
وذكرت القناة 12 العبرية، أن شيلي كان خارجًا في إحدى ليالي الجمعة بأبو ظبي مع العديد من الأصدقاء وتصرف بطريقة “غير أخلاقي”، نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الحادث، الذين قالوا إن المبعوث الإسرائيلي “تجاوز حدود المساحة الشخصية”، وتصرفه لا يتماشى مع السلوك المتوقع من دبلوماسي رفيع داخل بلد عربي.
الواقعة رصدتها عناصر أمنية إماراتية مكلفة بحماية السفير، وجرى إبلاغ الجهات المعنية في أبو ظبي وكذلك الجانب الإسرائيلي بتفاصيل ما حدث.
وبحسب مصادر مطلعة، أبدت السلطات الإماراتية انزعاجها من سلوك السفير، واعتبرت تصرفه لا يليق بموقعه الرسمي، كما نقلت هذا الانزعاج عبر قنوات غير رسمية إلى تل أبيب.
الحكومة الإماراتية كانت ستأمر شيلي بمغادرة البلاد لولا منصبه، غير إنها بعثت رسالة واضحة مفادها أن “تصرفات السغير غير مقبولة وتمس القيم الأخلاقية والمجتمعية”.
مصدر إماراتي مطلع على الواقعة أكد أن الواقعة “لا تعكس السلوك المتوقع من شخص يشغل منصبًا دبلوماسيًا بهذا المستوى”، في إشارة إلى أن استمرار مثل هذه التصرفات قد لا يكون مقبولًا في سياق العلاقات الرسمية.
السفير الإسرائيلي علّق لاحقًا على الواقعة، قائلًا إنه تلقى ملاحظة من مسؤول أمني بشأن الحادثة، التي وصفها بأنها “شخصية”، وأكد أنه أخذها بعين الاعتبار.
من هو السفير الإسرائيلي يوسي شيلي؟
وُلد يوسي شيلي في بئر السبع، ويحمل شهادات في الهندسة الصناعية والهندسة المدنية والإدارة من جامعة بن جوريون بتل أبيب، بالإضافة إلى شهادة في القانون من كلية ريشون لتسيون.
يجيد شيلي لغات عدة، منها العربية والإنجليزية والفرنسية والروسية والبرتغالية والإسبانية، وتشمل خبرته المهنية توليه مناصب حكومية وقيادية في قطاع الأعمال، بالإضافة إلى مناصب دبلوماسية.
شغل منصب المدير العام لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في عهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وشغل سابقًا منصب السفير الإسرائيلي لدى البرازيل، ووقتها أُشيعت حوله واقعة أخلاقية ترتبط بعمله إذ مارس ضغوطا على مواطنة برازيلية كانت تريد إنهاء إجراءات من السفارة بهدف إقامة علاقة حميمة، وهي واقعة نفاها شيلي.
بحسب ما أوردته مصادر موثوقة عدة، من بينها صحيفة “هآرتس”، جرى استبعاد يؤاف “يوسي” شيلي من العمل في القطاع العام لمدة ثلاث سنوات في عام 2012، وذلك بعد اعترافه في إطار صفقة ادعاء بأنه قدّم إفادة كاذبة، حيث أخفى انتماءه السياسي لحزب “الليكود” عند تعيينه في منصب حكومي رفيع.
وعُيّن سفيرًا لدى الإمارات العربية المتحدة عام ٢٠٢٤، ومنذ توليه منصبه في أبوظبي، عمل شيلي على تعميق العلاقات الإسرائيلية الإماراتية من خلال التعاون الاقتصادي والتكنولوجي والثقافي.
إلا أن تجدد حادثة البار والتوبيخ الرسمي الإماراتي لها يلقي بظلاله على مسيرته الدبلوماسية، وتُجري وزارة الخارجية الإسرائيلية مراجعةً للأمر في الوقت الذي يسعى فيه البلدان إلى إدارة تداعياته والحفاظ على العلاقة الاستراتيجية.