اشتباكات دموية في بانكوك تزامناً مع تصاعد التوتر العسكري مع كمبوديا

اشتباكات دموية في بانكوك تزامناً مع تصاعد التوتر العسكري مع كمبوديا

شهدت العاصمة التايلاندية بانكوك، صباح اليوم الإثنين، حادثة إطلاق نار مروعة أسفرت عن مقتل أربعة حراس أمنيين وإصابة شخص آخر في سوق شعبية، وذلك في وقت تشهد فيه الحدود التايلاندية-الكمبودية تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، أودى بحياة العشرات وأجبر مئات الآلاف على النزوح، ما يثير مخاوف دولية من اتساع رقعة النزاع وتحوله إلى صراع إقليمي مفتوح.

مجزرة في سوق بانكوك: أربعة قتلى ومسلح منتحر

في حادثة مروعة هزت العاصمة التايلاندية، بانكوك فتح مسلح النار في سوق “أور تور كور” الشعبية القريبة من منطقة “شاتوشاك” المزدحمة، ما أسفر عن مقتل أربعة حراس أمنيين وإصابة شخص آخر بجروح خطيرة.
وصرح وروبات سوكثاي، نائب مدير شرطة منطقة “بانج سو”، أن منفذ الهجوم أقدم على الانتحار بعد تنفيذ الجريمة، مشيرًا إلى أن الشرطة تعمل على تحديد هويته ودوافعه.

وأكد سوكثاي وجود تحقيقات جارية بشأن ارتباط محتمل بين منفذ الهجوم وبين التصعيد الحدودي الراهن بين تايلاند وكمبوديا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
وتُعد حوادث إطلاق النار في تايلاند متكررة نسبيًا بسبب سهولة امتلاك الأسلحة النارية، ما يثير قلقًا مجتمعيًا متزايدًا.

تصعيد دموي على الحدود: 33 قتيلاً والنزوح يتسع

بالتوازي مع الحادث في بانكوك، تشهد الحدود التايلاندية الكمبودية مواجهات عسكرية طاحنة اندلعت منذ يوم الجمعة، ما أدى إلى سقوط 33 قتيلًا على الأقل من الجانبين، بينهم مدنيون وعسكريون، في أسوأ حصيلة منذ اشتباكات عام 2011.
وأعلنت وزارة الدفاع الكمبودية مقتل 13 شخصًا وإصابة 71 آخرين، في حين أكد الجيش التايلاندي مقتل 20 شخصًا بينهم 14 مدنيًا.

وتبادلت الدولتان الاتهامات بالمسؤولية عن التصعيد، إذ اتهمت كمبوديا الجيش التايلاندي بإطلاق خمس قذائف مدفعية ثقيلة على مقاطعة بورسات، بينما شددت بانكوك على ضرورة احترام سيادتها واللجوء إلى الحوار.

نداءات دولية وتحركات دبلوماسية

في ظل تصاعد العنف، دعت كمبوديا إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن في نيويورك، حيث طالب السفير الكمبودي بحل سلمي للنزاع عبر التفاوض.
من جانبه، حث وزير الخارجية التايلاندي كمبوديا على إثبات مصداقيتها في السعي نحو السلام، مشددًا على ضرورة الحوار الثنائي واحترام الحدود.

كارثة إنسانية مرتقبة ومخاوف من حرب شاملة

تصاعد التوتر دفع أكثر من 138 ألف تايلاندي إلى النزوح، مقابل 35 ألف كمبودي تركوا منازلهم، في موجة تهجير جماعي تخشى منظمات إنسانية أن تتفاقم في حال استمرار النزاع.
ووسط تقارير عن استخدام ذخائر محظورة واستهداف منشآت مدنية كالمستشفيات ومحطات الوقود، حذر القائم بأعمال رئيس الوزراء التايلاندي، فومتام ويتشاياشاي، من أن استمرار التصعيد قد يقود إلى كارثة إقليمية.

جهود وساطة وتدخل أميركي

أعلنت تايلاند استعدادها للدخول في مفاوضات بإشراف ماليزي، في ظل رئاسة كوالالمبور الحالية لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، بينما لم ترد كمبوديا رسميًا على المقترح حتى الآن.
وفي تطور لافت، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال زيارة له إلى اسكتلندا، أنه تواصل مع قيادتي البلدين، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار واحتواء الأزمة قبل تفاقمها.