الصين تكتشف كنزاً نادراً.. هل ستؤثر رواسب المعادن على مسار «تيسلا» العالمي؟

الصين تكتشف كنزاً نادراً.. هل ستؤثر رواسب المعادن على مسار «تيسلا» العالمي؟

في وقت تتزايد فيه المنافسة العالمية على تأمين المعادن الحيوية اللازمة للانتقال إلى الطاقة النظيفة، كشفت الصين عن اكتشاف جيولوجي جديد قد يعيد رسم خريطة النفوذ الصناعي في العالم. ففي قلب منغوليا الداخلية، تم العثور على رواسب نادرة لمعدن جديد يدخل في صميم صناعة السيارات الكهربائية، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل شركات كبرى مثل “تيسلا” التي تعتمد على هذه المواد في إنتاجها. فهل يحمل هذا الاكتشاف تهديدًا للهيمنة الغربية على سلاسل الإمداد؟

الصين تعثر على كنز نادر.. هل تهدد رواسب المعادن مسار «تيسلا» العالمي؟

كشف فريق من الجيولوجيين الصينيين عن وجود رواسب كبيرة من معدن أرضي نادر غير معروف سابقا في منطقة منغوليا الداخلية الذاتية الحكم بشمالي الصين، وذلك في تقدم جديد للعلم.

أكد الباحثون من جامعة الصين لعلوم الأرض (ووهان) ومعهد المسح الجيولوجي في منغوليا الداخلية، أن هذه الاحتياطيات وجدت في الجزء الأوسط من الجسم الخام الرئيسي في منجم “بايان أوبو”، الذي يعد أكبر منجم للمعادن الأرضية النادرة في العالم.

كما أوضح قائد الفريق البحثي تشاو لاي شي، أن هذا الاكتشاف يعكس الجيوكيمياء المعقدة للرواسب وتنوع مواردها، وفقاً لوكالة “شينخوا” للأنباء الصينية الرسمية.

كذلك أشارت إلى أن المعدن الأرضي النادر، أطلق عليه رسميا اسم “هوانغهويتي-(إن دي)” من قبل الجمعية الدولية للمعادن، موضحة أنه معدن كربونات جديد يهيمن عليه عنصر النيوديميوم، المعروف بـ”معدن المغناطيس”.

وتابعت أنه يعد أساسيا في تصنيع محركات السيارات الكهربائية كتسلا مثلا، وتوربينات الرياح البحرية.

وقالت الوزارة في بيان على حسابها على تطبيق “وي تشات”، إن أجهزة استخبارات أجنبية وعملاء لها تعاونوا مع “مخالفين للقانون من الداخل” لسرقة مواد ذات صلة بالمعادن النادرة من الصين بما يشكل تهديداً خطيراً للأمن القومي الصيني، دون أن تسمي أي دولة بعينها.

وفي ظل تزايد أهمية النيوديميوم وغيره من العناصر النادرة في تقنيات الطاقة النظيفة والدفاع، تصاعد القلق الدولي من احتكار الصين لهذه الموارد، خصوصًا بعد تحذيرات أصدرتها وزارة الأمن القومي الصينية. وقالت الوزارة، في بيان نشرته عبر تطبيق “وي تشات”، إن أجهزة استخبارات أجنبية تعاونت مع “مخالفين للقانون من الداخل” لسرقة بيانات ومواد مرتبطة بالمعادن النادرة، مشيرة إلى أن الأمر يُشكل تهديدًا خطيرًا للأمن القومي، دون الإشارة إلى دولة محددة.

ويرى مراقبون أن هذا الكشف، إلى جانب اللهجة التحذيرية الصينية، قد يعيد تسليط الضوء على هشاشة سلاسل التوريد العالمية للمعادن الحيوية، وربما يدفع الدول الغربية لتسريع خطواتها في تنويع مصادرها وتأمين بدائل مستقلة، بعيدًا عن الهيمنة الصينية.