فخ الموت

لم يشهد التاريخ القديم والمعاصر عملية تجويع وإذلال وتشريد مثلما يحدث فى غزة من قبل العدو الصهيونى الذي لا دين له ولا ضمير ولا أخلاق إنسانية على الإطلاق هذا العدو الذي يستخدم أكبر سلاح فتاك وقاتل وهو سلاح التجويع الذي تسبب فى وفيات عدد كبير من الأطفال والشيوخ والنساء بعد أن حاصر غزة برا وجوا وبحرا ويقوم كل يوم بإمطار غزة بآلاف الصواريخ والقذائف لتقتل وتحرق البشر والحجر وقد وقف العالم كله متفرجًا على هذه المجزرة التي لم يشهدها العالم من قبل وحتى محرقة اليهود أنفسهم والتي مازال دُعاة الصهيونية يتباكون على ما حدث فيها فإنها لم تصل مثلما يحدث فى غزة الآن.
لكن الأصعب والأقذر على الإطلاق ما قامت به إسرائيل وأمريكا فى الأسابيع الأخيرة من الإعلان عن تحديد مراكز توزيع المساعدات عن طريق مؤسسة غزة الإنسانية وهى مؤسسة تقع تحت إشراف العدو الصهيونى والأمريكى معا، ورغم إقامة هذه المراكز فى أماكن نائية وسط الخراب والدمار الذي حل بقطاع غزة ولأن الجوع كافر استطاع أهل غزة من الشيوخ والنساء والأطفال الوصول إلى مقر هذه المراكز للحصول على ما يسد رمقهم حتى يستطيعوا أن يبقوا على حياتهم إلا أن العدو كان قد نصب لهم فخًا قاتلًا فما أن وصل هؤلاء لاستلام مساعداتهم حتى قام الطيران الإسرائيلى القذر بقصفهم فأردهم قتلى وجرحى وقد اختطلت الدماء الذكية بمواد الإغاثة وهو ما يؤكد أن هؤلاء الكفرة والفجرة قد أعدوا مصيدة لموت وقتل هؤلاء العزل وهو ما يؤكد أنهم يريدون وبكل الطرق القضاء على أهل غزة بعد أن استطاعت مصر وقف مشروعهم العنصرى بتهجير أهل غزة لذلك يلجأن الآن إلى عمليات الإبادة الجماعية وقتل وذبح أهل غزة فى وضح النهار وأمام العالم أجمع وهو ما يؤكد أن إسرائيل لا تحكمها دولة بمعنى دولة بل إن هذا الكيان المغتصب قائم فى جوهره على مجموعة عصابات تخصصها القتل والإبادة والسرقة واحتلال أراضى الغير بالقوة وهو كيان لا يعرف سوى الغدر ولا يقيم للشرف وزنًا وله جيش سوف يصنف كأقذر جيوش العالم بل وأحطها على مر العصور حتى جيش التتار الذي وصف بالجيش الهمجى لم يفعل مثلما يفعل هذا الجيش الغاصب بل كان جيش التتار عندما يدخل مدينة ينذرها أولًا ويعطى أهلها مهلة حتى يستسلموا أو يقاوموا أما جيش الاحتلال فهو يقذف المدنيين العزل الذين فى الخيام والأماكن التي نصحهم بالبقاء فيها لأنها على- حد قوله- بعيدة عن أماكن العمليات العسكرية ثم يقوم بعد ذلك بضربها بالطيران ونيران المدفعية وأحيانًا كثيرة يقوم بدهسها بالدبابات وقتل من فيها.الحرب على غزة حرب كاشفة فاضحة أظهرت للعالم أجمع مدى حقارة ووضاعة دولة إسرائيل المحتلة التي لا دين لها ولا ضمير ولا أخلاق وأنها دولة تحكمها عصابة إجرامية نهايتها إلى مذبلة التاريخ بعد أن تتم محاكمتهم جميعا آجلاً أم عاجلًا بتهمة الإبادة الجماعية وجرائم الحرب.حفظ الله مصر قيادة وشعبًا وجيشًا..