هل تعمل على استعدادك للترشح للبرلمان؟ “قم بتقييم نفسك قبل شراء البوسترات!”

في كل موسم انتخابي، ترتفع أصوات المرشحين، وتزدحم الشوارع باللافتات، وتتكرر الوعود ذاتها التي لا تحمل أكثر من حبر على بوستر. وبين مرشحين يظنون أن البرلمان منصة للمجد الشخصي، وناخبين يبحثون عن “عزوة” أو “مصلحة”، تضيع الحقيقة:
ما معنى أن تترشح؟ وكيف ننتخب بضمير؟في هذا المقال الساخر، نطرح الأسئلة التي يخشاها البعض، ونضحك على واقع لا يستحق البكاء فقط، بل يستحق أن نُعيد التفكير فيه بجدية… ولكن على طريقتنا!
متى أكون جاهزًا للترشح لعضوية البرلمان؟
(دليل ساخر للسياسي الطموح والناخب الحائر)
هل تساءلت يومًا: “متى أصبح جاهزًا للترشح لعضوية البرلمان؟” حسنًا، لا تقلق! لستَ بحاجة إلى شهادة في القانون، ولا دراسات في الاقتصاد، ولا حتى فهم دقيق لمعنى “تشريع” و”رقابة”. يكفي أن تمتلك ثلاث صفات أساسية:كاريزما تُسحر الجموع – يعني لما تتكلم، الناس تهز رأسها حتى لو ما فهمت شيء.شجرة عائلة ممتدة أو جيب ممتلئ – ويفضَّل أن تمتلك الاثنين لتغطية الحملات الانتخابية وموائد المناسف.وعود مطّاطية – مثلاً: “سأحوّل دائرتنا إلى سنغافورة”، أو “الماء والكهرباء 24/7 وببلاش!”… فلتختر الشعار الذي يناسب شكل البوستر.
كيف يختار الناخب مرشحه؟
الناخب المسكين دائمًا في حيرة. فكيف يختار من يمثله؟ الطريقة العاطفية: “صوّت له لأنه حضر عزاء جدّي الله يرحمه”.الطريقة القَبَلية: “ابن عمّي، ولو ما نجح رح نفضح”.الطريقة اللوجستية: “جاب كرتون تمر قبل الانتخابات، وعزمني على منسف”.الطريقة الواقعية النادرة: “قرأت برنامجه، ناقشته، شفت تاريخه، وأؤمن بقدراته”. هذه الطريقة خطيرة، وقد تؤدي إلى برلمان فعّال. الرجاء الحذر!
وما هو الدور الصحيح للفائز؟
الفائز بالعضوية أمامه خياران:
الخيار التقليدي:
أول أسبوع: يزور كل من قال له “إنت قدها”.ثاني أسبوع: يغلق هاتفه، ويضع سكرتيرًا يقول: “سعادته في اجتماع”.ثالث أسبوع: يبدأ يفكر بموقع مناسب له في لجنة الشؤون التي لا يعرف عنها شيئًا.
الخيار الذي ينبغي أن يكون (ولكنه نادر كالهاتف مع بطارية تدوم أسبوعًا)
أن يمثل دائرته بصدق.أن يشرّع قوانين مفيدة للمواطن، لا للمقاول.أن يراقب الحكومة دون أن يسألها أولًا “هل يزعجكم لو انتقدت؟”أن يتذكّر أن الكرسي لم يُخلق له، بل أنه جاء به عبر الناس.. وقد يُؤخذ منه بنفس الطريقة.
في النهاية…
إذا شعرتَ أنك مؤهل لأن تترشح، فقط اسأل نفسك سؤالًا بسيطًا:هل هدفي خدمة الناس، أم أن الناس هم وسيلتي لأصل لهدفي؟إن كانت الأولى، فأهلًا بك. وإن كانت الثانية… فاحجز لك مكانًا في ملصقات الانتخابات، مع تمنياتنا لك بعبارات مكررة مثل “الأمل في التغيير” و”معًا نحو مستقبل أفضل”… وكلنا نعرف أن المستقبل الوحيد المضمون هو لحسابك البنكي.